كَانت كملاكٍ تتمَايل في بَاحة الكُلّية، أسميتُها "قمري" كلّما أبصرتُ تلك البَسمة التِي تُزيّن ثغرهَا تناسيتُ ونُسيت، ذَاك التّعب الذِي يُرافق جفنِي تلَاشئ، كَـان أقصَى طموحٍ لي أن أستدرك اسمُها، ضَرب الهوَى فؤاد صدِيقي وذَاك الإعصَـار مسّني، وليته لم يفعل.
كَانت قصيرةُ البَصر وكنتُ كذَلك ولكِن الفرقُ يكمن في أنّي كلّما لمحتُها طَال بَصري ووسِع قلبِي، تلك النّظارات الطّبيّة زيّنت عينَاها التِي أقرب لعينَا المَها الشّارد وسط الأدغَال، امّا أنَا كُنتُ كصقرٍ جوّال يبحثُ عن ذَاك المَها للإطمئنان، عشقتُ عفّتها ولبَاسهَا الطّويل مع الحِجاب الإسلامي المُلتف حول عُنقها، كَانت أقرب لتلك الحسَناء التِي وصفهَا الشّاعر في قوله: بالخمار الأسود تجمّلت.
ولكنّ الحَياةُ ظلمتنِي يومَ أخذتَها لشخصٍ أكننتُ لهُ من الكُره ما يُعادل البِحار، أسمتهُ "خطيبي" أمّا أنا فأسميته "غريمي"، تغيّرت تلك المَلامح العَاشقة لأخرى حزينة، أراها اليَوم ورأيتها الأمس، الأمسُ كعاشقٍ واليَوم كَخسرًا.
طمحتُ والطّموح لم يَنصفنِي، ما كنتُ لأطلبَ شيءٍ منهَا إلّا أن تسمح لي بنظرةٍ أخيرة وجملةٍ لطيفَة من أربع حُروف، تقولهَا فأطمئنّ لباقِي الدّهر، لمَا أردّتُ أكثر منهَا قبلَ الهجر، كلمةٍ مفَادهَا الّلطف تُنطق بهدوء من ثغرٍ كالهِلال إذ أفل، لا أريد إلّا أن تقولِي: أحبك.
- صفوان
SaFwAnALB
أنت تقرأ
الحب الحلال |+18
Romanceاعادة نشر الرواية بعد حذفها وكانت قد تحصلت على 30 الف قراءة خلال 11 يوم فقط!.. انا لا احب الوصف او المقدمات، لأنني لا احب ان احرق الإحداث، ففي طبعي المفاجأت والغموض والغرابة والإثارة والتشويق ولكن اضمن لكم قصة تعجبكم...