البارت الثاني و عشرون

958 19 0
                                    

____استغفر الله العظيم من كل ذنب و اتوب اليه___
________________________________________

حركت الطبيبة الجل السائل بحركات مدروسة علي بطن سلمي و فراس يقف بجانبها بعد تصميمه بعد استيقاظها علي الذهاب للطبيعة للاطمئنان عليها
اردفت الطبيبة بتساؤل : دا اول حمل و انتي دخلتي في شهرك الخامس اشزاي مش بتتابعي حتي انا مزهولة بجد
اردفت بصوت خفيض : دي ظروف بس
: طيب مش عاوزين تعرفوا نوع البيبي
اومأت سلمي بتردد بينما ابتسم فراس بأتساع لتردف الطبيبة : مبروك جايلكم بنت
زادت ابتسامة فراس و هو يردف بصوت ملئ بالسعادة و الحماس : بجد طيب الوضع ايه
اردفت الطبيبة بجدية : لا الوضع مش حلو خالص عندك ضعف عام و البيبي صغنن خالص ف هكتبلك شوية فيتامينات و نهتم بأكلنا شوية و كمان نتابع اول بأول
اومأ لها فراس و هو يردف : متشكر يا دكتورة 
..
صعدت سلمي بجانب فراس الذي اردف بصرامة : شوفتي الدكتورة قالة ايه
اسبلت عيناها و هي تنظر له اردف بتساؤل : بذمتك انتي اتغديتي
عبست بوجهها مردفة : مليش نفس
زم فمه بضيق و هو يردف : استني هنزل اجيب العلاج من الصيدلية دي
عاد بعد مدة لتردف بخجل : انا جعانة اوي
ابتسم بحنان لها : طيب تاكلي ايه حاجة من برا و لا لما نروح اخليهم يعملولك حاجة
أشارت علي محل الشاورما الشهير و هي تردف : عايزة سندوتشات شاورما من هنا و بيبسي و تومية
اردف بحنان : طب ما ننزل ناكل جوا اللي انتي عاوزاه
اومأت له و هي تنزل من السيارة
احاط كتفها بحنان و هو بدلف للمحل و جلسوا علي الطربيزة طلب لها العديد من سندوتشات الشاورما و فتة الشاورما و البطاطس و التومية
اكلت بشهية شديدة ابتسم لها مردفاً بعتاب : لي سايبة نفسك من غير اكل
ردت بهدوء : مكنش ليا نفس و حسيت نفسي دلوقت جعانة
ربط علي بطنها المنتفخة : بالهنا و الشفا يا روحي بس بعد كدا مفيش الكلام دا
اومأت له و هو ينظر لها بأبتسامة هادئة
******¥*****٠****¥******¥********¥****
وقفت اسيل امام مبني المستشفي و هي تدلف للداخل تسائلت عن حادثة بتاريخ عصر اليوم و بالفعل ذهبت في تلك الغرفة وجدت شاب في مقتبل العمر
وقفة تنظر إلى إمكانيات تلك المستشفي الحكومية البسيطة
دلف رجل و امراءة كبيران في السن جلس الرجل بجانب الشاب و كذلك المراءة بينما تلك الغرفة تحتوي علي اكثر من سرير و بين السرير و الاخر ستارة زرقاء
اقتربت و اردفت بتساؤل : يا حرام هو شكله تعبان اوي هو ماله يا حج
اردف الرجل بنبرة ثقيلة : واحدة طايشة خبطته بالعربية و حالته زي ما انتي شايفة
تسائلت عن حالته مرددة : طب هو عنده ايه او ماله يعني ..!
الرجل بثقل و هو ينظر لأبنه : محتاج عملية في جمبة مكان الخبطة مش عارف اسمها ايه دي و جالو نزيف و كسر في ضلوعه
اردفت بتأثر شديد : تؤ طب و هو معملش العملية ليه
ردت المراءة بضيق و اعين منتفخة اثر البكاء : هو انتي عايزة ايه هو احنا ناقصين تحقيق
: لا ابداً انا شوفته و انا داخلة صعب عليا ف قولة اسأل اطمن يعني و كدا
وضعت المراءة كف علي الاخر مرددة : و لا تسألي و لا تتعبينا احنا فينا اللي مكفينا
تحولت نظرة اسيل الي اخري قوية و هي تنظر لهم : من الاخر كدا انا جاية بخصوص القضية
ضيق الرجل عينيه مردفاً : انتي تبع البت اللي خبطته
: ايوا بالظبط كدا كويس انك فهمت
ردت المراءة بحدة : وانتي عايزة ايه بقا
ردت اسيل بقوة : القضية دي تنتهي
رد الرجل بغضب: وانا مش هسيب حق ابني
: اسمع يا احمد بيه ..مش اسمك احمد برضوا اوعي تكون فاكر اني مش عارفة حاجة من قبل ما اجي
تنهد الرجل و هو ينظر لها : و انتي جاية لي
اردفت و هي تجلس بجانب المراءة : المطلوب انك تقول أنك كنت متخانق مع ابنك و هو نزل مش شايف قدامه وغضبان و جري بطريقة عشوائية لدرجة انك ملحقتوش
نظر لها بغضب : و ابني حقه يضيع
اردفت بهدوء : بص يا استاذ احمد اللي خبطته اختي سلمي الفيومي و متفكرش انها هتبات ليلة واحدة في القسم
نظرة المراءة لها بأزدراء : و شباب الناس يضيعوا عشانكم
: انا هقول عرضي ليكم عشان محدش يتظلم...ابنك هنقوله اكبر مستشفي أمريكيا هنا و دي طبعا متتخيلش تمن دخولها حتي مش هقولك عملية فيها و مش هيخرج خطوة منها الا و هو سليم ...وظيفة مكنش يحلم بيها شقة في عمارة بأسمه هو مش برضوا كان بيدور علي وظيفة ..اعتقد ان كدا عملت اللي عليا
نظر الرجل لزوجته التي اومأت له بتفكير
: تمام انا موافق
ابتسمت له بثقة مردفة : يبقي تمام كدا اول ما تبلغوا الكلمتين دول هبتدي كل الإجراءات اللي قولتلكم عليها
نهضت مغادرة الغرفة بشموخها و مظهرها الثري..
*****¥******¥******¥*******¥******
جلست فرح علي الاريكة بأسترخاء قبل ان تضع لمياء العشاء و اجتمعوا عليه ترأس محمد السفرة والجميع حوله نظرة فرح في طبقها بعدم شهية و لكنها اكلت البعض بملل
اردفت لمياء بتساؤل : صحبك قالك ايه
زياد بهدوء : هيجي الاسبوع الجاي عشان كان عندي شغل مهم ف معرفتش افضي نفسي
نظرة دنيا في طبقها باستيحاء بينما اردفت لمياء: علي خير ان شاء الله
نظرة لفرح الظاهر عليها الارهاق : مبتاكليش لي يا فرح
فرح بأرهاق وهي : مليش نفس يا طنط هقوم انام بقا
نظر زياد بأقتضاب  قبل لن ينهض خلفها امسكت لمياء يده برجاء : حبيبي مش وقت خناق
رد بتهجم : لو سمحتي يا أمي
محمد بحدة : متدخليش بين ابنك و مراته يا لمياء
صمتت بتبرطم و هي تجلس مرة اخري دلف زياد الغرفة بتهجم
نظرة له فرح بأستغراب و هي تتسائل : مالك يا زياد في حاجة مضايقك
رد بضيق شديد : اها يا فرح انتي
عقدت حاجبها بأستغراب : انا لي انا عملت حاجة و انا مش واخدة بالي
: انا مش عاجبني موضوع الشغل
ردت بأستنكار : مش عجبك ازاي ما انا بقالي شوية ماشية كويس في اشمعني دلوقت اعترضت
: لا انا كنت معترض اصلا و صممتي بس انا مش موافق علي الوضع دا و لا طريقة شغلك دي
ردت بضيق : في ايه يا زياد ما عدي شهر و شوية و كنت راضي و ساكت اشمعني دلوقت
صرخ بحدة و غضب : في ان انا و لا بشوفك و لا بتكلم معاكي و لا بقعد معاكي و لا حتي عارف اقضي معاكي شوية وقت ولو شوفتك علي العشا يبقي كويس اصلا اني  لحقتك
ردت و هي تنهض بحدة : يا سلام يعني هو شغلي انا اللي عامل كل دا ما انت اللي بترجع متأخر عن الغدا و بسكت
نظر اليها بغضب و حدة : و دا شغلي و هو كدا من الاول تحبي اقعد انا منه
ردت عليه بعند شديد و هي تردف : و دا كمان شغلي و انت عارف  من البداية انا عاوزة اشتغل
نظر لها بسخط : هو اي اللي دا كمان شغلي ..طب علي الاقل كنت برجع الاقيكم مستنياني الشوية اللي بتأخرهم و كنتي بتقعدي معايا شوية قبل ما تنامي ..إنما اي الحياة دي..!
تساقط دموعها و هي تشيح وجهها عنه بضيق : انت بتتلكك و خلاص عشان اسيب الشغل
نظر لها بأستنكار : بتلكك..! انتي شايفاها كدا ..تمام اعملي اللي يريحك
أعطاها ظهره بعد ان صعد علي السرير نظرة له بتألم و ضيق لأول مرة يتعامل بتلك الحدة بل و الادهي انه أعطاها ظهره و ابتعد عنها
*******¥*******¥*******¥*******¥*****
بقصر العمري جلس سليم مع جده في غرفة المكتب بعدما طلب منه أن يتحدثه علي انفراد صعد معه سليم
اردف الجد بتساؤل : عامل ايه يا سليم
رد سليم بهدوء : الحمدلله يا جدي كويس..خير في حاجة 
رد الجد بتساؤل : طب و ليالي ..!
نظر سليم بجدية : مالها ليالي يا جدي هي كلمتك فس حاجة
نفي حامد مردداً : لا بس بسأل علي احوالكم بشوف عاملين ايه مع بعض
: لا كويسين انت متقلقش احنا تمام
حامد بقلق و ثقل : يعني انا مظلمتهاش لما  اجبرتها تتجوزك يا سليم مبتحسش كدا ان في اي حاجة يعني
رد بأستنكار : ظلمتها..! لا يا جدي احنا كويسين متقلقش مفيش اي حاجة..لي بتقول كدا
تنهد حامد تنهيدة عميقة : لما بشوفها اليومين دول بزعل من نفسي اني قسيت عليها و ضغطت عليها عشان اجبرها تعمل حاجة هي مكنتش عاوزاها
نظر سليم بضيق استطاع اخفاؤه فكلما اردف الجد كلمة إجبار او ظلم يذكره بنقطة لم تكن بعقله
: لا يا جدي هي نسيت اصلاً و عادي متشغلش بالك
رد حامد ببعض الارتياح : طب الحمدلله طمنتني
...
فتحت داليدا باب غرفة ليالي علي غفلة انتفضت ليالي بينما تجمدت داليدا و هي تري ليالي تعود للخلف بخضة و امامها تلك الورقة تحتوي علي المسحوق الابيض الذي بالطبع عرفته داليدا
داليدا بصدمة و زهول : يا نهار اسود يا نهار اسود اي دا
اقتربت ليالي بسرعة و اغلقت الباب برعب : وطي صوتك يا داليدا
داليدا بعنف و هي تمسكها من يدها بقوة : اوطي صوتي ..انتي اتجننتي ..انتي عايزة تضيعي نفسك
ليالي بخوف و توتر : ل..لا لا دا دا انتي فاهمة غلط دا مش علي طول يعني دا
هزتها داليدا بعنف : اخرسي متقوليش كلام فارغ اللي بتعمليه دا يضيع حياتك كلها فااهمة يعني ايه
دفعتها ليالي بشجاعة مزيفة : وانتي مالك اصلاً هو دا كان يخصك
نظرة داليدا بزهول : ليالي انتي اتجننتي..لو اتجننتي قولي و انا افوقك
: يا داليدا دي حاجة بسيطة بتودي الصداع بس و كدا يعني مش حاجة جامدة
اردفت داليدا بغضب شديد : مين فهمك كدا انتي اتجننتي دا بيدمر و في الاخر هينهي حياتك كلها
التمعت عيون داليدا بالخوف التي حاولة دائماً تجاهله : غصب عني والله يا داليدا غصب عني
ردت داليدا و هي تمسك يدها و تجعلها تجلس  : تعالي يا ليالي احكيلي يا روحي حصل ازاي مين خدك للطريق دا
نظرة ليالي بتوتر و هي تتذكر انها من أخبرت سليم عن سفرها و هي من تسببت بمعرفته انها ليست بالفيلة تنهدت بتشتت و هي تردف بنبرة متألمة متشتته خائفة : انا خايفة اوي يا داليدا..خايفة و لوحدي و مش عارفة اعمل ايه ..كان نفسي بابا و ماما يكونوا موجودين
تألم قلب داليدا لنبرتها قبل ان تردف بضيق و حنان : ايه اللي بتقوليه دا يا لي لي اومال انا و سليم و جدو و العيلة كلها فين
انزلقت دموع ليالي مردفة بتشتت: مش عارفة انا مش عارفة اعمل ايه
حاوطت داليدا وجهها بسن كيفها مردفة بحنان: ليالي متخافيش احنا معاكي بس مينفعش تفضلي تاخدي القرف دا عارفة انتي لسا في البداية بس لو الأمر اتطور حالتك هتسوء اكتر من كدا قولي لسليم
نظرة لها برعب : لا لا سليم لا
ضمتها مردفة : لا قوليلي لو انتي اللي قولتيلي مش هيعملك حاجة و هيساعدك تخفي بسرعة سليم بيحبك و مش هيسيبك تتأذي
نظرة لها مرددة  : بيحبني
اومأت داليدا بثقة : اها طبعا فكرك سليم هيتجوزك لو مش بيحبك ..هتقوليلوا صح
اومأت لها ليالي بأرهاق شديد و هي تمسح دموعها بينما ربطت فريدة علي ظهرها بحنان
******¥******¥******¥*******¥****
اردف عزت بسخط و غضب في الهاتف : اسمعي يا ماااس معاكي يوم واحد و تقوليلي صهيب هيكون فين لوحده
ردت بتوتر و هي تبتلع ريقها بصعوبة: طب وانا هعرف منين هو فين يعني
صرخ بغضب افزعها : تعرفي بأي طريقة مش انا اللي هقولك تعرفي ازاي و إلا متلوميش الا نفسك
ردت بضيق : انت لي مش فاهم ان هو مبيشاركنيش اي حاجة و كل حاجة خاصة بي بيقولهاش قدامي اصلاً
رد بتهجم : لييي بقالك كام شهر معاه و معرفتش تجيبي منه أي معلومة
: معرفتش عشان مبيقوليش حاااجة فهمت و لا المفروض افهمك ازاااي
اردف بحدة و غضب : متنسيش نفسك يا مااس انتي هناك عشان  انا عاوز كدا
ردت بأختصار لتنهي تلك المكالمة : تمام تمام
سألها بهسيس: ملمسكيش و لا قربلك مش كدا
نفت و هي تردد : لا لا مقربليش و لا لمسني
: طب كويس اوعي تخليه يلمسك مفهوم
اومأت و هي ترد بأقتضاب : مفهوم انا هقفل عشان صوت حد ..
لم تعطيه مهلة للإجابة اغلقت الخط بوجهه لفت بجسدها لتتصنم و هي تري صهيب الذي سألها بهدوء  : كنتي بتعملي ايه
ردت بتوتر : كنت كنت بشم هوا في البلكونة
سألها باستغراب : مال وشك مخطوف كدا لي
نظرة له لثواني تستشف بهم اذا كان سمع محادثتها ام لا لكنه لم يسمع
: لا عادي عشان واقفة بقالي شوية بس
رد بهدوء : طب تعالي ادخلي جوا بلاش تفضلي واقفة كدا
اقتربت منه و هي تقف علي اطراف اصابعها قبلت وجنته : حاضر
ابتسم لها اردفت بتساؤل بعد ان دلفت : صهيب هو انا هرجع الجامعة بتاعتي امتي
رد بأختصار  : لما الموضوع يخلص ابقي انزلي
فركت يدها بتوتر : ا ا..ا هو لسا مخلصش يعني وصلت لأي في الموضوع دا
نظر لها مطولة نظرة جعلتها تتوجس : متسأليش
اومأت له من نبرته القوية قبل ان تجلس اقترب منها وهو ينظر لها نظرة غريبة اشاحت بوجهها كي لا تظهر اي توتر
******¥******¥*******¥*******¥***
مر يومين والوضع كما هت
اردفت اسيل و هي تجلس بجانب والدها : اتكلمت مع الناس و موضوع القضية انتهي
نظر لها عاصم بحدة : يعني متكلمة مع الناس من يومها و مقولتيش الا لما الموضوع انتهي
ردت بأحترام : مكنتش حابة اقلقكم كل شوية
تسأل يزن : خلص علي ايه اتفقتي علي ايه بالظبط
قصت لهم ما حدث تحت انظارهم
تسأل عاصم : امال فين سلمي يا فراس
:في الجامعة راحت الصبح بدري
اومأ له بصمت ثقيل علي قلبه
..
وقفة سلمي بعد ان انهت يومها الدراسي تشتري كولا مع بعض الطعام جلست وهي ترن علي مرام الذي ردت عليها بوجوم مثل الفترة الأخيرة
سلمي بهدوء : عاملة ايه يا مرام
مرام ببرود : تمام و انتي عاملة ايه
تضايقت سلمي و تسائلت بأهتمام : لا بقا في حاجة..انتي بتتعاملي كدا لي يا مرام في ايه
مرام بتساؤل : ازاي يعني
ردت سلمي بضيق : بقالك مدة كبيرة و لا بننزل و كل ما اقولك ننزل نفطر في النادي تتحججي وتردي الكلمة علي اد الكلمة
صمتت مرام لثواني قبل ان تردف سلمي بنبرة خافتة : مش كنا بنقول ان احنا اخوات لو في حاجة مضايقاكي قوليلي
مرام بضيق : انتي يا سلمي مبتسمعيش غير نفسك و مش اكتر من مرة تنهي الكلام و تمشي اكلمك مترديش و تهبي فيا
ردت سلمي بصدق : مببقاش قصدي انتي عارفة انا مبرتحش في الكلام مع حد غيرك
ردت مرام بعقلانية : بس احيانا الكلام بيجرح يا سلمي مش دايما الانسان بيتحمل و لا قادر يتحمل
سلمي بصدق و اسف : مكنتش اعرف ان ضايقتك أو تقلت عليكي انا اسفة يا مرام
مرام بتوتر : لا مش قصدي طبعاً كدا
اردفت سلمي بصوت متحشرج: تمام تمام باي
عضت مرام علي شفتها بضيق لم يكن ذلك مقصدها بينما سلمي تركت الكولا و الطعام كما هم و نهضت هي تحمل حقيبتها
ظلت تمشي و هي تفكر حتي مرام صديقتها الوحيدة الذي بقت سنتين تتحملها وتقف بجانبها و لم تتركها يوم واحد ظلت تمشي غير منتبهه لشئ
"ورد يا بيه ورد يا باشا "
لفت بسرعة وانتفض جسدها علي صوت تلك الفتاة التي كانت في نفس سنها عندما كانت مثلها يوماً ما
نظرة لهيئتها البسيطة و المزرية و هي تمر امام اعينها ذكرياتها عندما كانت في سنها قبل ان تستكمل المشي وتري فتاة تجلس علي الرصيف و شعرها يدلي حول وجهها تحاوط جسدها بيدها و الارهاق ظاهر علي وجهها أتت ببالها ذكري و هي تتمشي بالشوارع منذ الصباح الي اخر الليل و هي ترتعد و لا تجد حتة مكان يأويها شعرت بالوهن ظلت تمشي و تمشي قبل ان تطلب تاكسي و تعود للفيلة
****¥*****¥*****¥*****¥*******
امسكت داليدا هاتفها الذي رن بأسم درغام نظرة له وردت بصوت رقيق : الو
تحمحم بخشونة و هو يردف : الو ..ازيك يا داليدا
ردت داليدا بنعومة : الحمدلله انت عامل ايه
: تمام الحمدلله كنت هقولك تيجي التدريب بكرا بدري شوية
تسائلت بذات الصوت الناعم : لي في حاجة و لا ايه
رد عليها بصوت جاد:  ايوا كان في حاجة هعلمهالك في الشغب صعبة شوية يعني
تسائلت بتلاعب : بس كدا
اردف بصوت جاهد لجعله ثابت : ايوا بس امال هكون عاوز ايه
كتمت ضحكتها و هي تردف : بتطمن عليا مثلاً عايز تعرف مجتش لي انهاردة
صمت منتظر اجابتها هي علي حق تضايق كثيرا عندما لم تأتي اليوم لذلك يحادثها متعللاً بالعمل
: عمتاً انا مجتش انهاردة عشان داليدا كانت قاعده معايا من الصبح 
رد بحدة مصطنعة : انا مسألتكيش انا بقولك تيجي بدري
كتمت ضحكتها مرة اخري: طب وانت متعصب لي
اردف وهو يجز علي أسنانه : ولا متعصب ولا حاجة انا بسأل مش اكتر
ضحكت تلك المرة و هي تردف : طيب طيب في ايه
ابتسم علي صوت ضحكتها و هو يردف: متتأخريش بكرا بس 
اردفت و لازالت تحتفظ بأبتسامتها : حاضر
: تصبحي علي خير
: وانت من اهل الخير
اغلقت معه و نظرة للشاشة بهيام شديد و هي تتذكر نبرته الذي حدثها بها و أكثر ما اعجبها اهتمامه بها
قفزت مكانها بسعادة هل يفكر بها هل يهتم بها حقاً لا تصدق ارتمت علي السرير و هي تتفحص حسابه عبر الانستجرام و تتفحص صوره
******¥*******¥******¥*******¥******
انهي مهران حديثه في التلفون و هو ينظر لذلك الجسد الصغير الذي يجلس تحت فرع الشجرة الكبيرة اقترب ببطئ و استغراب
لفت رنا بخضة و هي تنهض و تنفض ملابسها من التراب امسكت تلك الريشة الملونة التي كانت ترسم بها و هي جالسة اسفل الشجرة
تسائل باستغراب : بتعملي ايه هنا يا رنا
نظرة له بابتسامة : كنت برسم يا ..مممم..هو انا اقولك مهران و لا ابيه مهران
ابتسم لها مردداً : اللي انتي عاوزاه قولي عادي
تسائلت بحذر : يعني محدش هيقولي اقولك يا بيه اصل جدو كان بيقعد يقولي اقول لصهيب و سليم يا ابيه
سألها بنفس الحذر : طب و يا تري بتقوليلهم كدا
نفت بمشاكسة : بصراحة لا بقول صهيب و سليم يعني اشمعني انا
رد عليها: عشان انتي أصغر واحدة يا لمضة
ردت بخفة دمها : تصدق طلعت ذكي
اردف بجدية : قصري لسانك يا بت
رمشت بعيونها و هي تنظر له و تلف يدها خلف ظهرها : حاضر انا هسكت اهو
انحني للأمام و هو يردف : انتي في سنة كام يا بت
نظرة له ببلاهه : وانت طولك اد اي بقا ..اصلك يلهوي طول اووي بجد انا عايزة أقف علي كرسي عشان ابقي في طولك
التوي فمه مردداً : انتي عارفة يا بنتي انا اكبر منك بأد ايه
: ينفع ارسمك اصل بحب الرسم اوي محدش بيشجعني
ابتسم و هو يقرص وجنتها مردفاً : تصبحي علي خير يا صغنن...روحي نامي الوقت اتأخر
تركها مكانها ودلف للداخل و يدلف لغرفته ...بيننا هي نظرت في اثره بصمت
******¥*******¥*********¥*******¥***
جلست ليالي بجانب سليم علي السرير و هي تشعر بذلك الصداع الذي اصبح يتعالي برأسها تلك الفترة وضعت يدها علي رأسها بتألم
نظر لها بتساؤل : مالك يا ليالي في حاجة تعباكي
اومأت له بنظرة متألمة : دماغي وجعاني اوي
وضع يده علي وجهها يجس حرارتها لم يجد شئ قبل ام ينهض وهو يردف : هخلي تهاني تجبلك مسكن
امسكت يده و هي تردف : مش عاوزة مسكن مش محتجاه
نظر لها بأستغراب : مش بتقولي مصدعة و تعبانة
فكرت قليلاً بتشتت لما لا تخبره ..هي لا تريد أن تظل تقع في الاسفل في ذلك البئر الغميق خاصةً بعدما قرأت و قرأت عن الأعراض الخاصة بالادمان نعم تعترف انها اقتنعت انه ادمان
ملس علي شعرها متسائلاً : لي لي مالك سكتي لي
جلست امامه مباشرةً و هي تتني قدميها : عايزة اتكلم معاك بس بس
عقد حاجبه مردفاً : بس ايه اتكلمي في ايه
نظرة بنظرة تائهه  : انا خايفة منك يا سليم
صمت لثواني و هو ينظر لها: خايفة مني ..! لي؟
نظرة له و هي تتنهد بثقل و تنظر له بتشتت شديد نظر لهت بصمت لا يعرف ماذا يفعل ضمها اليه ورفعها علي قدمه بحنان و هو يتسائل : احكيلي ايه اللي انتي خايفة منه
نظرة له بدموع وهي تقضم اظافرها كعادتها: طب طب متزعقليش و اسمعني
امسك يدها برفق و ابعدها من فمها و هو يردف : متخافيش ولا هزعق و لا هعمل حاجة
كطفلة صغيرة نظرة له بدموع : بس انا طب اوعدني الاول انك هتكوني معايا عشان انا خايفة والله
قلبه توجس كثيراً من طريقتها و ما الخطا اللذي ارتكبته ليجعلها بتلك الرهبة و الخوف تغلب علي جمود وجهه و هو يردف بابتسامة  : اوعدك هسمع بهدوء يلا يا ستي تحطي
اردفت بدموع و صوت خفيض : لما انا سافرت من وراك مع صحابي في الجامعة
تنفس بحدة فأكملت بصوت مرتعش : كانت بتعمل حاجة غلط و خلتني اعمل زيها
سألها بتوجس : حاجة ايه دي يا ليالي
نظرة له و هي تنهض من علي قدمه و تفتح حقيتها و تخرج عبوة صغيرة بها بودرة بيضاء : باخد دي بشمها زي ما كانت بتعمل
نظر بصدمة وكأن سُكب عليه دلو ماء بارد نهض و هو ينظر لها عادت للخلف و انكمشت غلي نفسها برعب و هي تنظر له

*******¥*******¥******¥*******¥****
يتبع..
#mimoo

قلوب من نيرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن