البارت الثامن و تلاثون

1K 27 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

_____________________

جلس الجميع علي الإفطار بالجنينة
يمني و محمود و سيليا و عاصم الذي تجنب سلمي منذ ما حدث و أصبح لا يحتك بها حتي.. و سالي و اسيل بجانب بعض كالعادة و فراس و سلمي و دنيا و فارس و يزن
دلفت الخادمة تردد : سلمي هانم في واحدة عايزة تقابلك ضروري
عقدت حاجبها و هي تردد : مين ..!
: ادخلها حضرتك..!
اومأت لها بينما فراس استغرب قبل أن تدلف تلك الطبيبة
وقفة سلمي كمن لدغتها عقربة و هي تردف : انتييي...!
حمحت الاخري و هي تردف : ممكن نتكلم
صرخت سلمي بحقد اثار الجالسين : اخرسييي و اطلعي براااا يا معدومة الضمير برااااا
: انا حيبالك الحاجة اللي ساعدت في انك تخسريها
نظرة سلمي بتوجس قبل أن تدلف مربية و هي تعطي طفلة ذات شعر كثيف و أعين واسعة تنظر ببراءة
حملتها الطبيبة مرددة :
بنتك..
صعقة و وقعت علي الجميع نظروا بحيرة و عدم تصديق تختلط بزهول اما تلك التي و كأنها تغيبت عن العالم سألت نفسها هل ستعطيها الحياة ما تريد هل ستتوقف الان عن الارتشاف من كأس الفقدان و المرارة
وهل هناك بأخر النفق نور يحل مكان الظلام ..!
ذلك الظلام الذي أعلن عهد جديد في حياتها منذ يوم الفقد
: انتي كدابة مازن قتلها هو قتلها ..دي دي مش بنتي... بنتي ماتت اتقتلت قتلها هو
هزت بتلك الكلمات و هي تنظر للصغيرة التي تشبهها لحد كبير
اقترب فراس و هو يردف مزمجراً : اللي بتقولي صح
اومأت الطبيبة بأسف : انا اسفة يا سلمي انا مكنش بأيدي حاجة اعملها وقتها
ردت الاخري بغضب : بس اسكتي ارجوكي دي مش بنتي صح دي لعبة منه هو لعبة عملينها الحقير هيظهر مصيره هيظهر
ردت الطبيبة بصدق : والله العظيم بنتك و كانت عندي كل الشهور دي بس مكنتش اقدر اجيبها اعمل تحليل بصي علي الشبهه اصلاً
سألتها بتشتت : يعني لما شوفتك عند الإشارة و اتذللتك كانت معاكي
: هفهمكم كل حاجة ...مازن كان خاطف ابني لأنه بيشتغل أشغال غير  مشروعة في المستشفي و لما عرفت هددني و خلاني تحت ايده..يوم ولادك كانت خاطف ابني و كان هيقتله و علي فكرة هو فاكرني قتلت البنت زي ما طلب مني
بس قلبي مطاوعنيش و عملت عليه لعبه و صورتها فعلا بس مكنتش ميتة مقدرتش
نظرة سلمي لها بقهر و اردفت: هو فين..!؟
ابتسمت الاخري بتشفي : مات بعد ما اتعذب عربية نقل خطبته فقد البصر و ايده اتبطرت قعد فترة في عذاب كان بيصوت حرفيا لحد ما مات بيقولوا الدكتور كان شاكك انه مقتول و اول ما اتأكدن انه مات جبتها و جيت
صرخت سلمي بحرقة و قهر: بس قدرتي تقهري قلبي شهور ..شهور بتعذب و بلوم نفسي انتي ام زيي..!
كان المفروض تحسي بيا و بعذابي ..مصعبتش عليكي لما اترجتك يومها مفكرتيش تديني اي امل ..اي حاجة تعلقني بالدنيا دي اللي فيها ناس غدارة زيك و زي مازن الكلب
نظرة الطبيبة بأسف و ندم : خليكي متأكدة انه مكنش بأيدي ابداً كلن غصب عني اتفضلي بنتك حافظت عليها علي اد ما اقدر عملتها زي ابني بالظبط والله كنت بوريها صورتك جبتها بصعوبة بس عشان تبقي عارفة شكلك
حملت سلمي حياة بأيد مرتعشة و الدموع تنزلق بقوة استنشقت رائحتها و هي تضمها و الجميع ملتف حولها
اردف فراس بزهول: هاتي اشيلها
نفت و هي تتشبت بالصغيرة
الجميع ملتفت حول تلك المعجزة
اردفت اسيل بسعادة: تعالي لخالتو يا روحي انا
ردت سالي بحماس: لا تعالي لعمتو يا قلبي
اردفت يمني بعدم تصديق : هاتي يا سلمي عايزين نحضنها و نعوض الغياب
نظى يزن بتذمر : لااا بقا دا الخال والد
تنقلت الطفلة بين يدهم جميعا يغدقونها بالقبلات و يعبثون بخصلاتها الحريرية من اللون البني
بينما عاصم نظر للصغيرة بقلب سعيد متلهف تشبه سلمي بدرجة كبيرة عندما كانت هل سيعوض طفولة سلمي بها ..!

قلوب من نيرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن