البارت الرابع و عشرون

1K 28 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم ...
خلصت البارت و قررت انزله بدل ما كنت هنزله في اول يوم العيد...
_________________________________

وضع صهيب ماس علي ترولي المستشفي و الممرضين يركضون بها و هو خلفها وصلوا امام غرفة العمليات دلفوا بها للداخل و وقف صهيب ينظر للباب بتحسر وضع سليم يده علي كتف صهيب مردداً : خير يا صهيب متقلقش
اومأ صهيب و منظرها و هي تنزف  علي يده نظر لقميصة الداكن و بقعة الدم محيطة عليه جلس حامد و بجانبه ابنائه عبدالله و اشرف و زوجاتهم حتي هنادي و جميع البنات كذلك فراس و حسام و زياد الذي حاوطوا صهيب يحاولون ان يدعموه في محنته تلك
اسودت عيناه بنار الانتقام لكن ان يطمئن عليها اولا ً
للمرة الثانية..!
للمرة الثانية هو يفقد زوجته لكن ماس احبها الان يعترف بذلك..هل الان فقط اعترف
بعد فوات الأوان.. لاا صرخ به عقله لم يفت الأوان هي ستصبح بخير و ستنجو لأجله..
المنظر مؤلم الجميع يبكي بلا توقف ليالي و داليدا و خديجة و ملك و رنا الذي اعتبروها منهم و لم يتعاملوا معها سوا انها شقيقتهم
جلست سلمي بجانبهم بصمت حيث انها ركبت بجانب فراس عندما رأته يركض و يركب سيارته حتي لا تحتك بعاصم او بأحد من العائلة  و جلست منار بجانب امجد بفستانها
انقلبت الخطوبة بحالة من الحزن و التألم ..انقلبت السعادة الي حزن و بكاء ..منظر ماس الذي وقفت امام صهيب و جسدها يتلطخ بالدماء..منظر مؤسف و مؤلم
ساعتين مروا و الجميع جالس بصمت خرج الطبيب ركض اليه صهيب
: مراتي عاملة ايه هي كويسة صدقني لو مقولتش غير انها كويسة ...هيبقي اخر يوم في عمرك
سليم برفق   : اهدي يا صهيب
الدكتور بتوتر : هي كانت حامل و طبعا مع الضربة نزل للأسف.. حصلها نزيف كتير الطلق ملمسش اعضاء داخلية جمب القلب بكام سنتي دا مخلي الوضع غير مطمئن..احنا دخلناها العناية ...عملنا اللي علينا ادعولها
امسكه صهيب من تلابيب ملابسه مردداً : لو جرالها حاجة همحيك من علي الدنيا 
خلص سليم زياد الطبيبة من يد صهيب بصعوبة
حامد بحدة : الطبيب قال اللي في المفيد كل واحد ياخد مراته و علي بيته ...عبدالله..اشرف خدوا الكل و روحوهم
نهض الجميع بعد مدة  و ذهبوا الي بيوتهم بينما صهيب جلس امام غرفة العناية و معه سليم الذي جعل ليالي تذهب مع داليدا الذي حضرها من ان تغيب ليالي من امام عينيها
ربت سليم علي كتفه : متقلقش يا صهيب ان شاء الله هتكون كويسة
رد بصوت متألم : تاني واحد اخسره كانت حامل يا سليم...
سليم بتأثر : رينا يعوض عليك يا صهيب نصيبه ..
نظر له وهو يردف بصوت جريح : كانت عارفة عزت ..! كانت بتضحك عليا يعني بس رمت نفسها قدام الرصاص من غير  تفكير ..طب ازاي ..
سليم بتعقل: حاجات كتير بنتجبر عليها يا صهيب بكرا تعرف الحقيقة ..
اومأ له بصمت و عيناه مرتكزة علي غرفة العناية
*******¥*******¥*******¥******¥****
نزل فراس من السيارة و نزلت سلمي و هي تشعر بالارهاق و وجهها شاحب بشدة لا تعرف لماذا يزداد ذلك الارهاق عليها
ذهب امامها دون ان يلتفت يفكر بصديقه و ما خسر وسارت هي خلفه ما ان دلفه
سأل محمود بقلق : صحبك عمل ايه يا ابني
قص له فراس ما حدث قبل ان تجلس سلمي علي اقرب كرسي بأرهاق و ترمي رأسها الي الخلف شعور بالغثيان يسيطر عليها و دوخة شديدة تضرب رأسها
سألتها اسيل و هي تقترب منها : انتي كويسة ..!
نظرة سلمي بوهن و هي تنفي برأسها انتبه عاصم و لم يتجرأ علي الحديث و ما أصعب ذلك الشعور
سألتها اسيل مرة اخري بقلق : طب حاسة ايه بأي
: دايخة اوي
نظر فراس بقلق : مالك وشك عامل كدا لي
دفعته و خلعت جزمتها ذات العكب بسرعة و هي تركض الي الحمام و تسند بطنها
ركض خلفها بقلق و كذلك يزن و اسيل جلست علي عقبيها و تتقئ بعنف شديد مياة غزيرة حتي كادت ان تختنق
رفع يزن رأسها بطريقة عملية لتنتظم أنفاسها ما ان هدأت اسندها فراس و غسل وجهها جيدا خرجوا للخارج سألت يمني : تاخدها المستشفي اكتر نطمن عليها و علي حفيدتي
فراس بتساؤل : نروح المستشفي احسن
نفت و هي تردف : انا طالعة استريح
نظر عاصم بقلب متمزق..بعد مدة تمددت سلمي علي السرير و نزل فراس قبل ان يرن هاتفها بالحاح شديد لترد عليه :
سلمي وحشتينييي
تجمد جسدها و هي تعرف جيدا صاحب ذلك الصوت لطلاما دمر حياتها هي الان حقاً تنقصه ردد بلسان ثقيل : م..مازن
التوي فمه ببسمة : ايوا مازن اللي نستيه خاالص كدا اهون عليكي
صرخت بغضب : انت مجنون ابعد عني بسببك حياتي باظت عايز ايه مني
قهقه و هو يردف : عايزك
ردت برجاء : انا بحب فراس ابعد عننا ارجوك يا مازن انا اصلا عمر ما كان ليا كلام معاك...
رد بحدة : طب اسمعي يا سلمي انا عاوزك و بحبك وحياتي اللي انتي بتقولي انها باظت دي ميجيش ١% من اللي هعمله ..يعني مثلا حتت حشيش في عربية فراس و لا كرتونة تخلي اسمه رجل الاعمال فارس عزام يبقي حديث للجميع ..طلقة حية في رأسه مثلاً
ابتلعت ريقها بصعوبة ردت بأنهزام : عاوز ايه يا مازن
مازن بلامبالاة: اول حاجة عايز ٢ ميلون جنيه دا عشان بس ابعد عن فراس ..تاني حاجة انتي
: انا لاا مستحيل
رد بتهكم : هنشوف ..بس دلوقت انا عايز ٢ مليون فس خلال ٣ ايام
: اجبهملك منين في ٣ ايام ..بعدين اظن ان انت مش محتاج ٢ مليون
قهقه بصوت عالي: تجيبيهم منين دا انتي مرات فراس عزام ٢ مليون ميجيش عنده نقطة في بحر باي يا بيبي
اغلقت الهاتف و هي تجهش في البكاء شديد وضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها الا ان هدأت و بدأت ان تثقل عيناها و وتغفل
******¥******¥********¥*******¥***
بعد يومين وقفة خديجة و هش تشتري عصير بسبب ذلك الدوار الذي يداهمها انهت محاضرتها  لفت بجسدها لتجده امامها بطلته نظرة بجمود و هي تذهب تجاه سيارتها
وقف امامها و هو ينظر لفتاة بلوزتها التي تظهر محتواها الداخلي عندما تنحي او تتحرك تحولت نظرته لغضب و هو ينظر لها و يردف : لمي البلوزة دي
نظرة لفتحة بلوزتها بخجل و هي تلمها بيدها مردفة : خليك في حالك
نظر لفتحة صدرها الواسعة بغضب شديد و حدة : انتي ازاي تنزلي كدا اصلاً مش فاهم
نظرة له بتحدي و هي تردد  : وانت مالك انزل براحتي انزل كدا انزل بأي استايل تاني انا حرة
امسك يدها بحدة و هو يردف : لا مش حرة حرة دي لما تبقي مش علي ذمتي
عادت تنظر له بتحدي : انت لولا جدو كنت رفعت عليك قضية طلاق و اتطلقت منك و ارتاحت
احمرت عيناه و هو ينظر لها : خديجة
رفعت رأسها بشموخ و كبرياء و هي تنظر له
ابتسم دون ارادته تلك التي طولها لا يتعدي الشبر و نص لو نفخ بها الان لطارت من امامها
: انت بتضحك علي ايه...نطقتها بغيظ من ابتسامته
: وحشتين يا ديجا
تبعثر كيانها بثانية من جملته الذي اردفها دون سابق إنذار
تلعثمت و هي تنظر له قبل ان تجمع شتاتها في ثانية : عن اذنك عشان مش فاضية
شعر بالأمل يتجدد بداخله توترها الذي ظهر بوضوح عيناها الذي تهربت منه في كل مكان
أسند يده علي باب السيارة و هو ينظر لها بعشق  : والله اسف ندمان يا خديجة..ندمان علي كل حاجة عملتها معاكي ..خلينا نرجع و هعوضك و نربي ابننا او بنتنا اللي جايين
التمعت عيناها و هي تردف بعتاب وصوت متحشرج : انت كسرتني و ذلتني و اهانتني..عملت فيا اللي كان مفروض تحميني منه ..
نظر لها بندم لأول مرة تفتح باب للعتاب نبرتها تلك جعلته يتألم و يزداد ندمه
: طب ممكن نتكلم نقعد في حتة و نتكلم
نظرت له بتشتت تكره و تكره ما فعله بها تكره كل شئ حدث
صرخ قلبها به انها تعشقه  تعشق كل ذرة به و ذلك اكثر ما يقلقها حقاً ..انها تتشتت بعد ان كانت تركته و قررت الإبتعاد عنه ..وقلبها الذي يصرخ مطالباً منها العودة..
لكن كرامتها تأبي الانصياع لها ...
وقبل ان تضعف اردفت بصوت واهن : ممكن تسبني اروح عشات تعبانة
تسائل بقلق شديد ظهر عليه : تعالي اخدك للدكتور الاول
: لو سمحت يا مراد ابعد عني ممكن تسبني بقا
اردف بنعومة ة هو ينظر لها : انا ممكن اسيب اي حاجة في الدنيا إلا روحي عمرك شوفتي حد بيسيب روحه
نظرة له بصمت و تشتت قبل ان تذهب بخطوات سريعة و تركب سيارتها و تنطلق بها ..نظر في اثرها بندم اعتصر قلبه
*******¥*******¥********¥********
صباح يوم جديد دلفت سارة الي الجامعة ما ان دلفت الي محاضرتها و رأها يونس كأن كل شئ توقف امامه حتي الزمن كأنه توقف نظر لها نظرة مطولة قبل ان يستكمل درسه
ما ان خرجوا تابعها بسيارته و ما ان ابتعد من امام الجامعة بمسافة جيدة جعلتها بعيدة عن الجامعة استغل الفرصة و هو ينزل من السيارة بسرعة ممسكاً بيدها
ردد برفق : تعالي نتكلم
حاولت سحب يدها من يده لكن يده كانت الاقوي اردفت بقلة حيلة : لو.لو س..سمحت يا د..د..دكتور...م..م. ممكن تس..تسيب ايدي
نظر لها بضيق بسبب انها نادت له بلقبه الرسمي  : دكتور..! حصل ايه لكل دا انا بس مكنش قصدي
نظرة له بأستنكار لرده : ح..ح.. حصل ا..ا.. ايه ل..لكل د..د.. دا م..م.مع.معقول م..م. ستخف باللي ح..حصل
حك انفه وهو يردف : اكيد لاا بس انتي وحشتيني اوي و لا بتيجي الجامعة و لا بتردي علي فونك
نظرة له مطولة هل اشتاق لها حقاً الي هذا الحد ..! ام انه يتسلي بها فعلته الشنيعة ضايقتها لذلك هي مصممة علي اخذ موقف قوي منه
: م..م..ممكن ت..ت..تسيب اي..ايدي
شدها بقوة غير مبالي برفضها و هي اتصدمت من فعلته و دق  قلبها بخوف نظرة له بأرتعاب : ف..ف..ف..ايه
نظر لرهبتها وخوفها صغيرة هي عليه أو بالمعنى الاصح صغيرة علي عصبيته و طريقته هي الان لن تشهد سوا الجانب الحنون والهادئ فقط..تنهد فهو عشقها وانتهي الأمر
نظر لكف يدها الصغير رقيق وهي تفركهم ببعضهم بخوف وفد التمعت عيناها و لأول مرة تري تلك النظرة السوداوية بعينيه
اردف بصوت هادئ : اهدي هنتكلم
اومأت بصمت أوقف سيارته و اردف باعتذار واهي فليس يونس الدمنهوري من يعتذر لأحد  و لكنها صغيرته صغيرة يونس الدمنهوري الذي سيحصل عليها قريباً :
متزعليش مني يا سارة انا بحبك
نظرة بخجل وقد توردت وجنتها : ب..بس. م..م .مينفعش..ا..ا..اللي ح..حصل
ابتسم مردداً : اوعدك مش هيتكرر تاني
رددت بعدم تصديق : ا..انت..ب..بتحبني ..ب..بجد
رد برد صدمها
: حدديلي معاد مع اهلك
مرت ثواني استوعبت بهم طلبه : ب..بس ..اهل. اهلك..هي..هيقولوا اي
رد بلامبالاة: دا شئ ميخصهمش انتي حبيبتي و قريب هتبقي حرم يونس الدمنهوري..!
قابل صمت منها لا يعلم خجل ام تردد ...تردد! هل من الممكن أن ترفض لا ستدخل عرين يونس الدمنهوري.. بقدمها ووقتها سيضعها في قبضته و لن يدعها تفلت من يده ابداً..!
*******¥*******¥*******¥*******¥****
جلس الجميع بالجنينة كعادتهم اندمجت اسيل بالحديث مع سالي و اندمج فراس مع فارس و يزن و جلس عاصم و محمود و يمني و سيليا
ضحك الجميع بشدة علي ما يتفوهون به ..
اسيل يضحك شديد : فاكر يا يزن الموضوع دا كان عندي في عشر سنين تقريباً كنا وقتها رايحين نصيف و بابا رمانا بالعوامات علي البحر عمري ما انسي اليوم دا ضحكت في ضحك فظييع وقتها
نظرة لها سلمي بجانب عينيها ثم نظرة امامها و ارخت سلمي رأسها علي الكرسي  بوهن و قد سكتت كل الأصوات حولها ومرت امامها تلك الذكري المؤلمة
لا تعلم متي ستنسي تلك الذكريات و تلك الآلام
وقفت سلمي تلك الفتاة ذات العشر  اعوام شعرها الطويل لونه فاتح
جلست علي كرسي المنزل متوسط الحال نهضت و وقفت بالشرفة الخاصة بالمنزل المتهالك جاءت زينب لتدلف للمنزل لمحت ابنتها صعدت و دلفت و هي تردف : سلمي يا روحي واقفة في البلكونة لي مش قولتلك بلاش وقفة البلكونة لوحدك
سلمي ببراءة : مستنياكي يا ماما انا زهقت من القعدة لوحدي
ملست زينب علي شعرها الغزير و هي تردف
: كلتي يا سلمي
نفت الصغيرة مرددة بجوع شديد وقد المتها معدتها من شدة الجوع : لا انا جعانة اوي من بدري كتير من وقت ما انتي نزلتي بس ملقتش اكل جوة ف استنيتك
ضربت زينب جبهتها بتأنيب و تألم : يا روحي انا نسيت خالص هقوم احضرلك اكل بسرعة حقك عليا
سلمي ببراءة وتساؤل : بابا جاي امتي انتي قولتيلي لما اكبر هيجي صح
نظرة زينب بضيق : سلمي قولتلك متسأليش تاني
ردت الصغيرة بعبوس طفولي  : ماما قولتيلي لو قعدت سكتة هتعمليلي اللي عاوزاه شوفي البيت نضيف ازاي
نظرة زينب علي المنزل المترتب كما كان نظرة لأبنتها باستغراب : طب ملعبتيش او شوفتي التلفزيون لي
: عشان تعمليلي اللي انا عاوزاه و تجيبي بابا انا كل يوم اقعد استني ف البلكونه عشان يجي و مش بلعب و مش بعمل حاجة خالص
نظرة لابنتها الصغيرة بغضب و قد احمر وجهها غضباً و هي تتذكر  انه ذهب من عامين و لم يسأل ردت بغضب: ما انا قولتلك سافر و مش عاوزك متفضليش تسألي بقا
بكت الصغيرة بخوف شديد : لي يا ماما انا عايزة بابا زي صحابي
صفعة قوية نزلت علي وجهه الصغيرة جعلتها تتصنم رعباً و خوفاً قوة الصفعة لم تتناسب ابداً مع وجهه الصغيرة الرقيق
: متجبيش سيرته و متستنيهوش هو عنده ولااااد بيحبهم و مش عاوزك و مش بيحبك فهمتييي...والله لو فضلتي تعملي كدا تاني همشي انا و اسيبك و مش هيبقي عندك حد خالص ..غوري علي جوا
ركضت للداخل بخوف شديد و دموع نزلت تحت اللحاف بخوف الان هي تشعر بالخوف و الرهبة ..الجوع و البرد ...ماذا لو ذهبت والدتها بعقل طفلة صغيرة نقي ..تخيلت انها الان بالشارع..في الظلام و الكلاب تعوي حولها ..ظلت تبكي و تبكي و منذ ذلك اليوم لم و لن تنسي تلك الصفعة القوية..روحها تؤلمها بشدة انزلقت دموعها مسحتهم بسرعة 
رفعت نظرها لتجد عاصم نظرة له و لسيليا بكره و اسيل و حتي يزن ..!  و قلبها يصرخ الماً نهضت بحدة و هي تقف بعيداً و يراقبها هو بعينيه و ها هي بوحدتها من جديد و دائماً
رن هاتف اسيل الذي قبل ان يظهر اسمه رحيم..!
******¥******¥******¥******¥******
جلست ليالي علي السرير بفيلتها تشعر بصداع وتحاول ان تتجاهله تخشي من سليم و غضبه ف تحاول أن تظهر بصورة جيدة و لا تظهر التعب عليها جلست علي السرير و امسكت السندوتشات التي جعل سليم الخادمة تحضرها
التمعت عيناها بسبب ما تشعر به من اختناق تارة بسبب موضوع ادمانها و الذي علمت انه في مراحله الأولي لذا هي متماسكة و ما حدث لماس و ما تشعر به من وحدة
نظر سليم الذي جلس بصمت بجانبها لاحظ انها لا تأكل بل توهمه بذلك
اردف بصوت اجش : كلي..
اومأت وهي تنظر بالطبق لتخفي دموعها و تحشرج صوتها لدرجة انها غير قادرة علي بلع ريقها تتذكر كلمات ماهي الذي لم تسأل عنها ولو لمرة واحدة عكس سارة ..الم تكن هي و ماهي اصدقاء مقربين يجلسون مع بعض و يستمتعون بكل شئ اهتز جسدها بأرتعاش اثر كتمانها لشهقاتها
مسح علي وجهه بضيق ثم وضع الطبق و اقترب وضع يده اسفل ذقنها ورفعها ليري وجهها الشاحب و دموعها
حملها برفق و وضعها علي ساقه واردف بهدوء : لي العياط دلوقت
اردف بصوت متحشرج : مش عايزة اكل و خايفة منك
ملس علي شعرها بهدوء: لي عملتي كدا يا ليالي ازاي تعملي كدا
ردت بخزي من نفسها : ماهي اقنعتني والله
: قالتلك ايه بقا
فركت يدها و تجددت دموعها و هي تنهمر و تبكي بقوة : قالتلي ان كدا كدا محدش هيحس بغيابي و ان مليش حد و بابا و ماما ماتوا و كدا انا حرة و قالتلي ان محدش بيحبني 
مد انامله و مسح دموعها برفق : محدش هيحس ازاي..! دا انا جوزك اللي محدش هيحبك اده
رفعت نظرها وهي تنظر له بعدم تصديق وشك : يعني بتحبني بجد يا سليم
ابتسم ابتسامته تلك : طبعاً دا انتي حبيبتي و روحي
ردت ببكاء شديد قطع قلبه : انت دايماً بتزعقلي و تخوفني
قبل رأسها بحنان مردداً : طب تيجي نتفق اتفاق
نظرة له باستفهام رد عليها: انتي تحكيلي كل حاجة بتحصل بالتفصيل و بطلي تعملي الحاجات اللي بتضايقني و انا مش هزعقلك و لا اتعصب
اومأت له حاوط وجهها بين كفيه وقبل رأسها و هو يتمتم : ايه رأيك نتعشي برا الاكل دا مش حلو تيجي نخرج
اومأت له بأبتسامة حيوية و هي تنهض من علي قدمه بحماس و في دقائق كان ارتدي هو قميص و بنطلون و ارتدت هي بنطلون جينز مقطع من الامام و بلوزة رقيقة..
نظر لها و هو يردف: غيري البنطلون دا
قبل ان تعترض نظر في ساعته : خمس دقايق لو اتأخرتي هدخل انام ركضت لغرفة الملابس و هي تغير بسرعة و ارتظت بنطلون سادة امسك يدها باحتواء و نزلوا الي الاسفل
..
امام النيل بمطعم فاخر جلست بسعادة و هي تنظر الي الجو حولها بسعادة و قد خف صداع رأسها الذي يعكر حياتها منذ تلك اللية
وضعت المعلقة ذهبية اللون بالشوربة و هي تتذوقها نعم لم تكن شهيتها مفتوحة لكنها علي الاقل بدأت في تغير الجو
سألها سليم بأهتمام : عارفة حاجة في منهجك و لا ايه بقا يا ست لي لي عشان امتحاناتك
هزأت رأسها بيأس : بصراحة لا مكنتش مركزة الفترة دي خالص و الامتحانات قربت
ربت علي يدها مردداً : متقلقيش هجبلك الملخصات تذاكري منها
ردت بتلهف : بجد طب هتجبهم ازاي بقا
ابتسم علي طريقتها : دكتور يونس شريك في شركة من شركتنا و مش هيمانع
اومأت له و هي تتذكر تحذير يونس لها أن تبتعد عن ماهي
: قوليلي يا لي لي ..ماهي صحبتك دي من عيلة مين و لا ايه كنيتها
ردت ببراءة : ماهي الشريف
رد بأمر و اسلوب نهائي : ملكيش علاقة بيها تاني خالص فاهمة يا ليالي
زمت فمها بعبوس والتمعت عيناها  : اصلاً مش هكلمها عشان انا زعلت اوي لما قالتلي ان محدش هيحس بغيابي و ان انا مليش حد و محدش معايا 
مد اناملها وفك عقدة حاجبها : متكشريش وانسي يلا بقا دا انتي روحنا كلنا .. كلي الاكل مش عاجبك و لا ايه
ردت و قد تناست قليلاً : حاضر ..بس ابقي خرجني علي طول
اوما لها بأبتسامة و بداخله اشياء كثيرة لا تعرفها اكملت طعامها بهدوء و هي تستنشق الهواء الطلق
******¥*******¥********¥*******¥****
قضمت داليدا اظافرها بتوتر و هي تنظر لرقم درغام الذي يرن عليها الآن بمنتصف الليل لماذا يرن الان هل حدث شئ هل تجيب
ردت بصوت ناعم : الو ..
ظلت ثواني و لم تجد اي رد من الجهه الاخري نظرة في الهاتف بأستغراب : الووو..!
رد درغام بصوته الخشن : الو ..ازيك يا داليدا
ردت بصوت هادئ : الحمدلله كويسة ..في حاجة و لا ايه
: داليدا لو اتقدملك تتجوزيني
ظلت ثواني بل دقائق لا تستوعب ماذا تقول ..درغام يطلبها رسمي لطلاما حلمت به فارس أحلامها شخص مزيج من الجمود و الخشونة مع الهدوء و الرزانة حلمها منذ زمن و لكنها كانت تتغاضي عن ذلك لأنها تعرف انه من المستحيل ان ينظر لها فلماذا تجلب لنفسها التألم و القهر
تنهدت عندما اردف  : داليدا انتي معايا..!
اومأت مرددة بصوت متلعثم : ايوا معاك ..بس بس لي
: ممكن دي اقولها لي بعدين
عقدت حاجبها و هي تتسائل : يعني ايه أوافق كدا يعني..!
رد برزانته المعهودة : ممكن تفكري قبل ما اكلم سليم اخوكي او والدك او حامد بيه
عضت علي شفتها بخجل و هي تعبث بأحدي الخصل شعرها التي لفتها حول اصبعها : ح..حاضر هفكر
سألها بهدوء شديد داري خلفه تلهفه : هتردي عليا امتي يا داليدا
احمرت وجنتها مرددة : سيبني كام يوم افكر
: تمام ..باي
اغلقت الهاتف تنفست الصعداء وهي تضع يدها علي صدرها تهدئ ضربات قلبها العالية و هي تقف تدور حول نفسها : معقول درغام اوف مش مصدقة
جلست تضحك بخجل علي السرير
..
دلفت ملك وخديجة ليسهروا سوياً نظرة ملك لها باستغراب : ايه يا ديدي في ايه
لم ترد عليها داليدا كانت شاردة غارقة بتفكيرها و بدرغام
خديجة بصوت عالي : دااااليدا في ايه
نظرة لهم بصدمة : كلمني عايز يتجوزني هههه مش مصدقة دايخة
عقدت خديجة حاجبها بأستغراب : مين دا
شهقت ملك مرددة : يكون درغام
اومأت داليدا بأبتسامة : لقيته بيرن و يقولي انه هيتقدملي و اشوف اذا كنت موافقة و لا لا ...
ملك بسعادة بالغة : اخيراً هتعملي ايه
نظرة لها داليدا بمكر : هسوي علي الجانبين
ثم تحدثت بحزن : بس بصراحة مش هعمل حاجة قبل ما نطمن علي ماس
ملك بتأييد : ايوا فعلا معاكي حق وحشتني بجد
نظرة داليدا لخديجة الشاردة : خديجة مالك
اردفت بيأس و وهن : مراد جالي عند الجامعة نسيت اقولكم
داليدا بتساؤل : قالك ايه ..!
: قعد يعتذر كتير ويترجاني اديله فرصة هيكون عاوز ايه يعني ..
سألتها ملك بأهتمام : لسا بتحبيه يا ديجا
اخفضت رأسها و انفجرت بالبكاء ربتت داليدا علي كتفها و ضمتها...ظلت خديجة تبكي لعلها ترتاح
******¥*******¥********¥******¥*****
عبثت رنا بوجهها و هي تجلس في الجنينة تتحدث في الهاتف اغلقت بضيق و تأفف وهي تجلس علي الطربيزة الصغيرة تستمع الي الاغاني
اتي مهران وجلس مردداً : قاعدة لوحدك لي
رفعت كتفها بملل وهي ترد : زهقانة اوي و البنات قاعدين مع مشاكلهم في الاوضة ..انت اي اللي جابك هنا
جلس بجانبها وهو ينظر لها : كان عندي تليفون شغل مهم ف خرجت اتكلم برا
سألته بفضول : انت هتقعد ..!
رد و هو ينظر لملامحها الجميلة : دا لو مش هيضايقك
نهضت بحماس : تيجي نلعب لي لعبة
وياليتها لم تفعل نظر علي ما ترتديه هوت شورت و بلوزة صغيرة أظهر جسدها الابيض ذات قوام ممشوق ليست نحيفة و لا ممتلئة
اشاح وجهه بضيق من نفسه ثم سألها بحدة : انتي ازاي تخرجي كدا من القصر
ردت ببراءة : بس انا مش برا القصر انا في الجنينة
رد بحدة : متخرجيش كدا تاني برا اوضتك
بلامبالاة شديدة ردت عليه : وايه المشكلة يعني هو انا بخرج برا و بعدين عادي انا لسا صغيرة
ضرب الطربيز بحدة اجفلتها : لا مش صغيرة علي اللي لابساه دا ..فاهمة
تأففت بضيق : اوف ما صدقت ابيه صهيب يكون مش موجود
مهران بحدة : سمعتي قولة ايه
اومأت له بضيق ثواني و اردفت : انا مضايقة اووي
سألها : لي
وضعت يدها تحت و هي تردد : في رحلة في السنتر تبع الدروس وانا نفسي اروح صحابي كلهم رايحين
: طب وايه مانعك تروحي ..!
عبست اكثر بوجهها : جدو مانع اي بنت تبات برا لوحدها وانا مضايقة اووي
رد بهدوء : جدو عنده حق ازاي تباتي برا
نظرة له بأستنكار : عنده حق في ايه اي المشكله لو روحت مرة يعني خرجت و اتفسحت
حك ذقنة  متسائل : هي امتي و فين ..!
: الاسبوع الجاي في شرم
نظر لها صم صمت لثواني : بصي انا عندي شغل في شرم لو نفع هبقي اخدك معايا
هبت واقفة بحماس: بتتكلم جد
اومأ لها بأبتسامة : جد الجد
صفقت بيدها : ميرسي اوي يا مهران كويس انك رجعت من برا ..
نهضت و ركضت للداخل بسعادة
اغمض عينيه وبداخله ينهر نفسه  : ايه يا مهران انت اتجننت هتبص لعيلة دا انت اكبر منها بكتير اي اللي بتعمله دا ..
تنهد و هو ينهض للداخل ايضاً
********¥**********¥*******¥*******¥
جلس صهيب امام سرير ماس ينظر لها بصمت و يخاطب نفسه : ياااه يا ماس انتي تعملي فيا كدا ..عمري ما كنت اعرف ان ممكن قلبي الحجر يبقي متشعلق بحد كدا ...انا عامل زي اللي اول مرة يعيش الدنيا ...رغم تعلقي بورد بس انتي حبيتك بجد
لدرجة ان اول ما تفوقي هسامحك علي اي حاجة
يكفي انك رميتي نفسك قدامي
بس يريحني كنت انا مكانك و مش انتي اللي يحصل كدا فيكي ...وضع يده علي بطنها مردداً : كان في هنا حتة مننا يريتك سيبتيني انا اللي اتضرب بالنار مش انتي
أظلمت عيناه و هو ينظر : بس عزت هيدفع التمن غالي اوووي علي اللي عمله فيكي يا ماس بس انتي فوقي و خليكي معايا و متسبنيش

******¥*********¥********¥**********¥
يتبع...
#Mimoo

قلوب من نيرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن