البارت الثلاثون

1.1K 28 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
______________________

دلف حامد الي مكتب حسام بأبتسامته الوقورة
: سلامو عليكم 
ابتسم حسام بحبور و هو يردف : عليكم السلام و رحمة الله بركاته ..انا عمالة اقول المكتب منور كدا لي
قهقه حامد و هو يردف : بطل بكش با بكاش
اردف حسام بصدق : انت متعرفش غلاوتك عندنا يا حامد بي و لا ايه ..
اردف حامد بذات الصدق : وانت عندي زي احفادي و ولادي والله ...
رد حسام بأبتسامة : تعيش يا حامد بيه
: عروستنا الحلوة عاملة ايه ..والمدام و باقي الولاد
: الحمدلله كويسة ..كلهم كويسين
اردف حامد بأبتسامة : انا جايلك في طلب و عارف انك مش هترفضوا
اومأ حسام بتأكييد : اكيد طبعا انت تؤمر
: انا بصراحة كنت عايز افتحك في فرح الولاد
نظر حسام بصدمة : فرح..!
اومأ حامد مردداً : أيوا فرحهم امجد و منار
رد بأستنكار : بس منار لسا صغيرة علي موضوع الفرح و كمان هي في ٣ ثانوي وامتحاناتها فاضل عليها كام يوم
حامد بثقة : متقلقش انا هرتب كل حاجة علي ما تخلص هكون مرتب الفرح و امجد مخلص بيته هو قال حابب يعيش لوحده
مسح حسام وجهه : يا حامد بيه افهمني دي بنتي و لسا متعرفش القرارات اللي بتخدها و دي هتأثر عليها جامد
: يا ابني هتأثر في ايه بي هتكون خلصت و داخلة الجامعة و ياما بنات بيتجوزوا في الجامعة عادي
اردف حسام بتعقل : بيتجوزوا في نص الجامعة نهايتها مش و هم لسا مدخلوش حتة
حامد بجدية : الولاد موافقين متكسرش فرحتهم و امجد بيحب منار و عمره ما هيأذيها و لا يخليها تهمل دراستها
طال صمت حسام من ناحية يري ان الموضوع متعب و ابنته صغيرة امجد سنه متاح للزواج شاب منتصف العشرينات اما ابنته صغيرة طائرة يعرف عقلها جيداً كان يريد أن تعيش عمرها اولاً ثم تتزوج و تبني منزل و أسرة ثانياً...و من ناحية اخري لا يريد كسر فرحتها و  لا يريد احزنها و يعلم كم هي متعلقة بأمجد
حامد بنبرة محايدة : فكر وقولي رأيك يا حسام و انا واثق انك مش هتخذلني
اومأ حسام : حاضر يا حامد بيه ...
نهض حامد و هو يودعه بينما الاخر شرد و هو يفكر
..
دلف حسام المنزل بضيق وجد شروق تجلس تطعم ابنها الصغير
اردف بضيق : خلصي و تعالي عايز اتكلم معاكي
اومأت له باستغراب من ضيقه و ها هو مر الوقت و غسلت يدها و صعدت خلفه وجدته جالس بضيق علي السرير بعد ان ابدل ملابسه و الواضح من شعره المبتل انهيار حماماً
: مالك يا حوسو ايه مضايقك
نظر حسام لها مردداً : حامد بيه كلمني عشان فرح منار و امجد
عقدت شروق حاجبها : فرحهم ازاي يعني مش متفقين ان لسا شوية علي الفرح
رد بعصبية : معرفش بيقولي متقلقش عليها و مش
عارف ايه و الواضح أن الهانم بنتك موافقة
اردفت برفق : مين بس قالك انها موافقة
: حامد بيه قالي الولاد موافقين متكسرش فرحتهم دا معناه ايه يعني غير كدا ..!
ردت بهدوء و رفق : طب انت اهدي و لما ترجع هتكلم معاها و اشوف موافقة فعلا و لا لا
نظر لها بضيق : اكيد موافقة هو مش هيقول كدا الا لو كانت موافقة انا اللي وافقت من الاول علي المهزلة دي
ردت بمحايدة : يا حبيبي مهزلة ايه استني لما تيجي و نشوف و نسألها و بعدين انت من الاول معودهم ومفيش إجبار علي حاجة
: هي منار فين
ردت بهدوء : في الدرس زمانها جاية
: قوليلها ان عايز اتكلم معاها ..هروح شوية عشان مصدع
اومأت له و هي تغلق النور و الباب خلفها
*****¥******¥*******¥******¥*****
فتحت سلمي أعينها بوهن و الدموع تتسرب منها من تلقائها ملس فراس علي شعرها الذب اصبح قصير يصل لبعد بداية ضهرها بقليل و هو يقبل جبهتها
: كفاية يا سلمي هيجرالك حاجة
جلست بشحوب و هي تمسح دموعها و تردف مصوت مبحوح :
مش قادرة كان نفسي امسكها يا فراس مش انا قولتلك هسميها حياة عشان تبقي حياتي بس ملحقتش
ضمها الي صدره برفق :
انا مش سايب مكان الا و بدور فيه والله ما سايب مكان فكرك قلبي كش موجوع يا سلمي دا انا كنت قاعد اعد الليالي عشان اشوفها
اردفت بشرود و صوت متألم : انا قولة ان مش عاوزها بس كنت مجروحه منك بس والله عاوزاها و كنت بتمني اضمها لما اشوفها قدامي
دموعها و انهيارها ألم قلبه اردف :
بس يا سلمي قومي اغسلي وشك و قومي معايا
استكملت حديثها بأنهيار :
متوجعتش من الولادة اد ما اتوجعت لما الدكتورة حطيت بنتي ف ايده
رنين هاتفها المتواصل برقم غريب جعلها تمسكه بأنامل مسح وجهها برفق :
شوفي تلفونك
: الو ..
مااازن....رجعلي بنتي ...هي ملهاش ذنب
شد فراس الهاتف و فتح مكبر الصوت " الاسبيكر"
: تؤتؤ حرام سلمي هانم تترجاني
انهارت و هي تردف : ابوس ايدك يا مازن هي ملهاش ذنب تبهدلها دي طفلة بيبي ..
اردف بطريقة قذرة :  طب بصي ي روحي زي الحلوة هتطلقي من فراس و تجيلي و نعيش سوا
: حرام عليك كدا حرااام والله
: ٣ ايام يا سلمي لو متنفذش هقتلها
صرخ فراس بغضب : اقسم بالله يا مازن هتندم هتتمني الموت مش هطوله
اغلق مازن الهاتف و للأسف ظهر رقم سنترال "هاتف بأحدي الشوارع"
نظرة لفراس و قبل ان ينطق علم ماذا ستتحدث به نظر بصرامة و هو يردف : انسي
..
ثواني و استوعبت ف ركضت خلفه علي السلم
: لا يا فراس اسمعني
اكمل خطواته و هو يردف : اسكتي يا سلمي
دفعته بغضب : أقف و كلمني انا موافقة اعمل كدا و ريحني
يمني بقلق : في ايه
سيليا بذات القلق : خير يارب
: في ايه يا ولاد ..! اردفها محمود بتساؤل
صرخت سلمي بدموع : قولوا يطلقني ...طلقني يا فراس و ريحني
جحظت عين الجميع و سالي و اسيل الذي نظروا لبعض
يزن بتساؤل : في ايه
ردت ببكاء وانهيار : مازن كلمني و قالي لو فراس طلقني هيرجع بنتي خليه يطلقني يا يزن
اقتربت من فراس و امسكته من قميصه : بقولك طلقني يا فراس
دفعها بغضب و لشحوبها و نحفاتها الذي زادت كادت ان تقع لولا يد عاصم
: انتي اتجننتي اخرسيييي
نزلت علي ركبتها وامسك قدمه و هي تترجاه:
وحياة اغلي حاجة عندك يا فراس طلقني بالله عليك يا فراس طلقني
دفعها و هو يصرخ: قومي يا سلمي
و لكنها لازالت تتسمك بقدمه و ترفع رأسها تنظر له : لا مش هتمشي الا لما تطلقني
انحني يزن و هو يمسك يدها و يجعلها تنهض بقوة
ركض فراس بغضب الدنيا ضم يزن سلمي
اندفعت النيران بعاصم و هو يري ابنته بهذا الشكل
******¥*******¥*******¥******¥***
جلس زياد بجوار فرح الغاضبة و هي تردف برجاء مضحك : يلا يا زونة يا حبيبي نام شوية بقا ماما تعبت اوي يرضيك كدا يعني
ضحك بقوة وهو يردف : وهو زونة حبيبك فاهمك يا روحي
نظرة له بغيظ : مهو اللي ايده في الماية يا روحي هقول اي بقا محدش بقا بيحس بحد خالص
نظر لها بضحك: طيب هاتي شوية و افرضي ضهرك انتي ..
أعطته له وانمحت الابتسامة من وجهه و هو بتذكر فراس و ما حدث له و لطفلته ماذا لو فقد ابنه شعر بنغزة بقلبه لمجرد التخيل فقط تنهد بحزن
نظرة له فرح باهتمام:
مالك يا زياد في حاجة مضايقاك و لا ايه
رد بتنهيدة وهو يردف : انتي عارفة ام سلمي مرات فراس ولدت
: بجدد لا معرفش مقولتليش لي طيب كنت كلمتها و باركتلها
اردف بضيق : اصل حصل مشكلة كدا
عقدت حاجبها بتساؤل : مشكلة ايه دي
قص لها ما حدث نهضت و جلست بصدمة :
معقول طب مقولتليش لي اكلمها طيب و لا نواسيها حتة يا زياد
رد الاخر : اللي حصل بقا ... فراس بيقول مراته جايلها انهيار و نفسيتها تعبانه أوي
ردت فرح بضيق و حزن لأجلها: حقها طبعا والله زعلت اوي سنها صغير علس اللي بتمر بي دا
أكد زياد حديثها : فراس مش سايب مكان الا و بيدور علي الو** دا و اخوه مرمي في السجن جربت عليه العذاب الوان وأشكال و هو بيحلف انه ميعرفش 
حملت زين منه ما ان هدأ و غفي :
يا قلبي عليها بجد دا انا لما زين بيغيب عن عيني دقيقتين بيوحشني
: بطلي كدب لو مش مني مشيت و ماما دنيا بيشتروا حاجات كنتي سيبتلها زين
ضحكت فرح برقة و هي تردف : بس يا زياد الوضع مختلف ..الله يكون في عونها
: يارب
اردفت بهمس و هي تضع يزن في مهده : بص مبينايمنيش خالص و اول ما انت شلته نام
رد ببرود مصطنع : طبعا مش ابني
فردت جسدها و هي تردف : يلهوي مش قادرة عايزة انام يومين مش ساعتين
عبث معها و هو يردف : و تسيبي حبيبك قاعد لوحده يا فرحتي
ردت عليه بتأكييد : و ماله علي الاقل لو صحي تهتم بيه شوية و تاخد بالك منه
مزح معها و هو يقترب من عنقه مقبلاً اياه :
دا حتة انتي وحشتيني اووي اوووي
ضحكت و هي تردف : انسي يا زيزو انا قتيلة هنام يعني هنام ابعد يا روحي
رفع حاجبه لها بمكر و هو يردف : ماشي يا فروحة هسيبك دلوقت لحد ما افضالك وهاخد حقي هخليكي تقولي حقي برقبتي
اغمضت عيناها و هي تبتسم بينما هو نهض بعد ان قبل جبينها و اغلق النور و دلف للشرفة
*******¥*******¥********¥***¥***
اردفت منار بتوتر لوالدتها: اوف يا ماما متعرفيش عاوزني في ايه
ردت شروق بقليل من الضيق : هو امجد اتكلم معاكي يا منار في موضوع جوازكم
ابتلعت الاخري ريقها مرددة : يا ماما
بنرفزة شديدة ردت شروق : طيب عرفني متحطنيش في الموقف دا مع ابوكي و في الاخر يتقال ان انا اللي مش بهتم بيكم
اقتربت منار باعتذار : يا ماما والله الموضوع مجاش كدا هو قعد كذا مرة يزن و انا مكنتش موافقة
: و بعدين
: زعل و قال انه بيحبني و مش بنعرف نشوف بعض دايماً و قولتله ان بابا مش هيوافق
جلست شروق و هي تردد : و فعلا ابوكي مش هيوافق يا منار
نظرة منار لها : قولتله كدا قام قالي انا عارف مين هيقنعه بس المهم انتي توافقي و انا سكتت بس
اردفت شروق بابتسامة : طيب يا منار اطلعي ابوكي قال اول ما تيجي تطلعي تكلميه
بهتت ملامح منار : يا نهاري طب عايزني لي
ملس علي كتفها: متخافيش هو هيتكلم معاكي بس
اومأت لها و هي تنهض
..
: ادخلي
دلفت منار بعد ان طرقت علي الباب و سمح لها والدها بالدلوف
: نعم يا بابا ماما قالتلي ان حضرتك عاوزني
وضع حسام كوب القهوة و هو يردف : انتي اتأخرتي كدا لي برا
اردفت بتوتر بسيط : ابداً اصل قعدت مع صحابي شوية بعد الدرس
: تعالي يا منار
ذهبت و جلست بجانبه بينما هو اخذ بعض الوقت بصمت ثم ردد :
حامد بيه كلمني في موضوع جوازك انتي و امجد و قالي ان امجد قاله انك موافقة
فركت يدها مرددة : الموضوع مش كدا انا سكتت لما عرض عليا بس والله ..وقولتله انك مش هتوافق
اردف بهدوء و تساؤل :  وانتي يا منار موافقة
نظرة بصمت و خجل ففهم ما ستقول
: يا منار مش عايزك تندمي يا بنتي
لم يجد اي رد منها
: انتي لسا صغيرة اوي مش عايزك تقولي في يوم ان محدش نصحك او انك استعجلتي في الموضوع دا
نظرة له بصمت ثم اردفت : بس متقلقش انا..
: عارف انك موافقة وشك باين عليه بس انا عايزك تعيشي سنك الاول ...و مكنش قصرت معاكي في اي حاجة
: حضرتك مقصرتش في اي حاجة يا بابا
تنهد و هو يردف : برضوا يا منار ..ماشي هعمل اللي انتي عاوزاه ..روحي اوضتك دلوقت
تنهد هو بصمت ثم نهض ليغسل وجهه
*******¥********¥********¥******¥**
انهت ليالي سندوتش الشاورما بأستمتاع منذ يومين و هي تستفرغ كل ما تأكله..
اردف سليم للبائع وهو يتابعها  : لو سمحت ممكن تزود اتنين تاني
نظرة له و هي تمضغ اخر قطعة: بس انا شبعت خلاص مش عاوزة
رد الاخر و هو يخرج محفظته و يخرج منها المال: خليهم كلهم شوية كدا لما توجعي تاني بما انك كدا كدا ملكيش نفس لأكب البيت
اردفت و هي تعدل هيئتها : علبة تومية بقا معاك
: حاضر
صعدت بجانبه السيارة و هي تردف:
هنروح فين بقا تاني
رد و هو ينظر للطريق: هنروح القصر نلم هدومنا و نرجع الفيلة
نظرة له بصدمة و ضيق : نرجع دلوقت احنا ملحقناش يا سليم
رد الاخر بهدوء و هو لا ينظر لها : لي لي انتي مش واخدة علي القعدة لوحدك ف الموضوع مضايقك احنا هنرجع انهاردة و خصلت
:
ل

قلوب من نيرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن