~ وَالهَوى بَينَنا يَسوقُ حَديثاً
طَيِّباً مُطرِباً بِغَيرِ لِسانِ ~لتقلب الاقدار من حال الى حال و جريان الزمان في طرق الهوى أثر خفي على النفوس ، يصيغها في جُمَل ماغير الإعراب من عجامتها ، ولا شفع لها الترنيم بعروبتها ، يخرجها من المرارة المُتَبلدة للحلاوة المُتَواتِرة ، لِيخلُق من أُصولها الصَنمية أرواح إلهية المكنون ، مترفعة عن دُنيوية الإستحالة ، كافرة بالجفاء ، معلنة ولائها لدين اللَّوُعَة و الأشجان ..
كان ساكن الجسد ، هائج الروح و هو يمرر عيونه بهدوء على النص ..
' و عِندَما يَميلُ المَحبوب إلى المُحِب بالرحمة و التَّلَطُف يَتَعلقُ قَلبُ المُحِبِ بالمَحبوب ، فَيَكونُ الْحُب هوَ الميلُ الدائم . و مِنْ أمرَضَهُ الهوى فَمالهُ علالة إلا الحَديث فِيهِ و عَنه و بِما يحدث مِنهُ يقول :
مَرَضي مِن مَريضَةِ الأَجفانِ
عَلِّلاني بِذِكرِها عَلِّلانيهَفَتِ الوُرقُ بِالرِياضِ وَناحَت
شَجوُ هذا الحَمامِ مِمّا شَجاني 'رفع عينه عن أوراق الكتاب الي بين ايديه بعد أن شعر بالغثيان و هو يقرأ بالسيارة ، و توجه بنظره لأسماء قطع المحلات و اللوحات الاعلانية خلف الزجاج ، اختار اسفار يوم الجمعة تحديداً حتى ينتقل لبيته الجديد بما ان هذا اليوم خَلى من اي دروس و انصب اهتمام الشيوخ على صلاة الجمعة و تعقيباتها ..
" هو وين صاير هذا البيت ؟ " قطع ايمن الصمت بسؤاله
" قريب من شارع النقيب ، من نوصل أدليك "
" خابرتهم للولد ؟ كلتلهم احنا جايين ؟ "
" اي ، من البارحة "
" زين شنو رأيك عنهم كأنطباع أولي ؟ "
" ماعرف ، اعتقد كلهم طلاب و هميله يلحگون على دراستهم و الشغل ، يعني مشفت شي موزين منهم و حتى بيتهم مرتب"
أومأ ايمن براسه و صمت لفترة قبل ان يتكلم مرة أخرى" هيج الله و مترتاح وياهم و ترجع للبيت ، والله احس المكان راح يفرغ بدونك "
" شبسرعه افتقدتني " مازحة اسفار بعد ما اصابه الملل وهو يبرر لهم اسباب انتقاله
مص ايمن اسنانه دلاله على شعوره بعدم الرضا و تمتم " بعد براحتك خويه "
احاديثهم لباقي الطريق اقتصرت على احوالهم العائلية و عدة مواضيع عامة تعودوا على تبادلها بأيامهم و ما ان وصلوا للمكان المقصود قلل ايمن السرعة لأقصى حد ، متبع ارشادات اسفار بحذر حتى وصلوا الى لبيت ، نزل اسفار أولاً ليطرق الباب و لم تمر ثواني حتى طلع مرتضى لهم باستعجال بينما كان ايمن ينزل الحقائب من صندوق السيارة ..
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romantikوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي