يَا مُبَدِّلَ ألْزَّمانِ

7.2K 559 996
                                    


~ وَالهَوى بَينَنا يَسوقُ حَديثاً
طَيِّباً مُطرِباً بِغَيرِ لِسانِ ~

















































لتقلب الاقدار من حال الى حال و جريان الزمان في طرق الهوى أثر خفي على النفوس ، يصيغها في جُمَل ماغير الإعراب من عجامتها ، ولا شفع لها الترنيم بعروبتها ، يخرجها من المرارة المُتَبلدة للحلاوة المُتَواتِرة ، لِيخلُق من أُصولها الصَنمية أرواح إلهية المكنون ، مترفعة عن دُنيوية الإستحالة ، كافرة بالجفاء ، معلنة ولائها لدين اللَّوُعَة و الأشجان ..

كان ساكن الجسد ، هائج الروح و هو يمرر عيونه بهدوء على النص ..

' و عِندَما يَميلُ المَحبوب إلى المُحِب بالرحمة و التَّلَطُف يَتَعلقُ قَلبُ المُحِبِ بالمَحبوب ، فَيَكونُ الْحُب هوَ الميلُ الدائم . و مِنْ أمرَضَهُ الهوى فَمالهُ علالة إلا الحَديث فِيهِ و عَنه و بِما يحدث مِنهُ يقول :

مَرَضي مِن مَريضَةِ الأَجفانِ
عَلِّلاني بِذِكرِها عَلِّلاني

هَفَتِ الوُرقُ بِالرِياضِ وَناحَت
شَجوُ هذا الحَمامِ مِمّا شَجاني '

رفع عينه عن أوراق الكتاب الي بين ايديه بعد أن شعر بالغثيان و هو يقرأ بالسيارة ، و توجه بنظره لأسماء قطع المحلات و اللوحات الاعلانية خلف الزجاج ، اختار اسفار يوم الجمعة تحديداً حتى ينتقل لبيته الجديد بما ان هذا اليوم خَلى من اي دروس و انصب اهتمام الشيوخ على صلاة الجمعة و تعقيباتها ..

" هو وين صاير هذا البيت ؟ " قطع ايمن الصمت بسؤاله

" قريب من شارع النقيب ، من نوصل أدليك "

" خابرتهم للولد ؟ كلتلهم احنا جايين ؟ "

" اي ، من البارحة "

" زين شنو رأيك عنهم كأنطباع أولي ؟ "

" ماعرف ، اعتقد كلهم طلاب و هميله يلحگون على دراستهم و الشغل ، يعني مشفت شي موزين منهم و حتى بيتهم مرتب"

أومأ ايمن براسه و صمت لفترة قبل ان يتكلم مرة أخرى" هيج الله و مترتاح وياهم و ترجع للبيت ، والله احس المكان راح يفرغ بدونك "

" شبسرعه افتقدتني " مازحة اسفار بعد ما اصابه الملل وهو يبرر لهم اسباب انتقاله

مص ايمن اسنانه دلاله على شعوره بعدم الرضا و تمتم " بعد براحتك خويه "

احاديثهم لباقي الطريق اقتصرت على احوالهم العائلية و عدة مواضيع عامة تعودوا على تبادلها بأيامهم و ما ان وصلوا للمكان المقصود قلل ايمن السرعة لأقصى حد ، متبع ارشادات اسفار بحذر حتى وصلوا الى لبيت ، نزل اسفار أولاً ليطرق الباب و لم تمر ثواني حتى طلع مرتضى لهم باستعجال بينما كان ايمن ينزل الحقائب من صندوق السيارة ..

حَضْرَةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن