يَا مُؤْنِسَ كُلَّ وحِيدٍ

9.4K 576 1.9K
                                    


~ قَبّلهُ فِيما تَشتهي مُتعفِفا

الخِلُ في شرعِ الهَوى لا يحرم ~
























































































تكلم بحديث العشاق و اروي حكايتهم ، و تقرب من المتيمين و اسمع شكايتهم ، فصلاتهم إثم و صيامهم توق ، و اعيادهم قرب و تسبيحهم غاية ، و تيمم قلوبهم بتراب المعشوق طهارة أبدية ، ليقفوا بمحراب الشجن بين يدي مالك الكرم ، مغرمين بنار الاشتياق ، مخلصين لرغبات قلوبهم ، مريدين لطرق الصبابة و تسامي جحيم الهيام ..

استيقظ اسفار على جلبة و طرقات قوية على باب غرفته بوقت مبكر من صباح هذا اليوم ، فرك عينه بقوة يحاول استجماع تركيزه ، لكن الطرقات لم تنقطع لذا استقام بصعوبة و فتح الباب ، و ما ان طل من خلفها حتى انهال عليه زكريا و صافحة بحماس و قبل كلتا وجنتيه " كل عام و انت بخير ، ينعاد عليك بالصحة و العافية "

نظر اسفار الى خلف كتف الآخر و رأى علي يطفي چكارته بالنفاضة على سطح احد الطاولات في ذات الأثناء اللي صعد بيها مرتضى بنفس الحماس و عايد علي بحرارة و احتضنه بشدة ثم اتجه نحوه و تعلق برقبته باحتضان ودود و عايده كذلك، و ما ان تركه و التفت لزكريا حتى فعل المثل ، اختفى كل عائق كان متواجد بالمسافة بينه و بين علي ..

تأمر اسفار وقفته الثابتة لعدة ثواني و بادله علي النظرات الخالية من الكلمات ، متوقدة المشاعر ، و خطى عدة خطوات تجاهه بينما كان الاخرين منغمسين بتحضير مائدة أول فطور لهم بعد انتهاء شهر رمضان ..

مد يده ببطء لمصافحة علي ، غير عالم بأي صيغة يعايده بإستثناء همسه الخافت " كل عام و انت بخير شيخنا "

بادله علي المصافحة و استمر بإمساك يده حتى مال على خده الأيسر و طبع عليه قبلة طويلة غمض بها اسفار اجفانه بشعور اقرب للثمالة من هذا القرب ..

أبتعد علي ببطء مار بطرف انفه على وجنة الآخر و كرر ذات الفعل على خده الأيمن ، حتى اذا ابتعد عنه لأقل من ثانية ، رجع لذات القرب المقيت ، محتضن اسفار بشدة لداخل خبايا صدره ، دافن انفه بنقطة محددة تحت اذن الآخر ، يسحب انفاس ألذ بالنسبة له من طيب الجنة و همس برقة " وانت بألف خير "

مال اسفار على عضد الآخر اثناء احتضانه متزامن مع ميل الثاني تجاهه و بالرغم من ان هذا الإحتضان كان معدود الثواني الا انه احيا و امات قلبه آلاف المرات ..

رفع علي عينه من هذا الاحتضان الا انه مازال متشبث بالآخر و أول شي وقع تحت بصره هو عيون زكريا المتطلعة بهم بأستغراب و هو يرتب الصحون بجانب بعضهن ، ثم اعاد انتباهه للموضوع اللي كان مرتضى يخاطبه به ، متجاهل الحقيقة اللي ابصرها بوضوح الشمس ..




حَضْرَةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن