يَا رُكْنيِ الْوَثيِق

5.5K 434 1.1K
                                    


~ أستغفر اللَهَ لا وَاللَهِ ما خُلِقَت

عَيناك إلّا لكي يَفنى بها البَشر ~























































































































































ألم يقضي محبوبك في عشقه شجواً ، و بات في سجون عينيك مكبلاً ، و سكن محراب حزنك منتحباً ، و نظم الشعر لحسن وجهك واصفاً ، و إرتحل في دروب هيامك أسفاراً .. فعسى نظرة منك تحييه دهراً ، و ليت تنَهدك يُميتهُ قتلاً ، و لِيُبيحَ دَلالكُ دَمهُ سفكاً ، فقد كان بدين حبك خير مريد ، و باع الدمع بثمن زهيد ، و عن إثم الصبر عنك يحيد ، و صابه من ألم الغرام بأس شديد ..

داخل دفء دثاره أزعجه ضوء الصباح اللذي انصب شعاعه على عينيه مباشرة لذا تجعدت اجفانه و حاول فتحهما ببطء و كان أول شيء رآه هو الوجه المبتسم بطريقة مستفزة عندما جلس موسى على كرسي أمام سريره مباشرة..

انتفض جسد اسفار و رفع نفسه عن الفراش بخوف لكن ما ان ادرك انه كان رفيقه في السكن لا اكثر ، عاد مرة ثانية ليغطي وجهه بالأرشفة بإمتعاض و خاطبه بنعاس " اكو واحد يگعد الناس هيج ؟ "

" گوم أخوك اجى " رد موسى بسخرية غير نادم على ايقاظ الآخر بهذه الطريقة..

" شسويله مثلا ؟ .. روحوا سووا فعالياتكم بعيد عني .. " اجابه اسفار بعدم اهتمام و بدأ وعيه بالتلاشي مرة ثانية..

" مو هذا الأخ .. الثاني " تمتم موسى ببطء و ظلت كلماته معلقة لفترة قبل ان يجفل اسفار من سريره مرة أخرى عندما استوعب كلام الآخر ..

قهقه موسى بإنتصار عندما شاهده يستقيم من مكانه بسرعة و يتجه نحو الحمام ليحاول ترتيب منظره المتبعثر قبل ان ينزل من الطابق الثاني ليرى أخوه الأكبر يقف عند مقدمة الصالة بجانب الباب يعبث بهاتفه بتركيز عميق ..

" صباح الخير " تمتم اسفار بصوت ذا بحة متعكرة لانه استيقظ من نومه قبل اقل من دقيقة ..

انتبه حر له مما جعله يبتسم براحة و فرد يديه له ليتقدم اسفار منه ببطء و يحتضنه قبل ان يرد هو " هلا بالغالي " ..

" اصعد بدل .. عدنا روحة للنجف " أمره حر بعد ان ابتعد الأصغر عنه و بدا التوتر واضحاً على وجه اسفار اللي كان يجذب اكمام قميصه ليخفي بها كفيه ..

" ماگدر اليوم .. عندي امتحان " اجاب اسفار و كان مستغرب من سبب هذه الزيارة المفاجئة ..

حَضْرَةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن