~ أستغفر اللَهَ لا وَاللَهِ ما خُلِقَتعَيناك إلّا لكي يَفنى بها البَشر ~
ألم يقضي محبوبك في عشقه شجواً ، و بات في سجون عينيك مكبلاً ، و سكن محراب حزنك منتحباً ، و نظم الشعر لحسن وجهك واصفاً ، و إرتحل في دروب هيامك أسفاراً .. فعسى نظرة منك تحييه دهراً ، و ليت تنَهدك يُميتهُ قتلاً ، و لِيُبيحَ دَلالكُ دَمهُ سفكاً ، فقد كان بدين حبك خير مريد ، و باع الدمع بثمن زهيد ، و عن إثم الصبر عنك يحيد ، و صابه من ألم الغرام بأس شديد ..
داخل دفء دثاره أزعجه ضوء الصباح اللذي انصب شعاعه على عينيه مباشرة لذا تجعدت اجفانه و حاول فتحهما ببطء و كان أول شيء رآه هو الوجه المبتسم بطريقة مستفزة عندما جلس موسى على كرسي أمام سريره مباشرة..
انتفض جسد اسفار و رفع نفسه عن الفراش بخوف لكن ما ان ادرك انه كان رفيقه في السكن لا اكثر ، عاد مرة ثانية ليغطي وجهه بالأرشفة بإمتعاض و خاطبه بنعاس " اكو واحد يگعد الناس هيج ؟ "
" گوم أخوك اجى " رد موسى بسخرية غير نادم على ايقاظ الآخر بهذه الطريقة..
" شسويله مثلا ؟ .. روحوا سووا فعالياتكم بعيد عني .. " اجابه اسفار بعدم اهتمام و بدأ وعيه بالتلاشي مرة ثانية..
" مو هذا الأخ .. الثاني " تمتم موسى ببطء و ظلت كلماته معلقة لفترة قبل ان يجفل اسفار من سريره مرة أخرى عندما استوعب كلام الآخر ..
قهقه موسى بإنتصار عندما شاهده يستقيم من مكانه بسرعة و يتجه نحو الحمام ليحاول ترتيب منظره المتبعثر قبل ان ينزل من الطابق الثاني ليرى أخوه الأكبر يقف عند مقدمة الصالة بجانب الباب يعبث بهاتفه بتركيز عميق ..
" صباح الخير " تمتم اسفار بصوت ذا بحة متعكرة لانه استيقظ من نومه قبل اقل من دقيقة ..
انتبه حر له مما جعله يبتسم براحة و فرد يديه له ليتقدم اسفار منه ببطء و يحتضنه قبل ان يرد هو " هلا بالغالي " ..
" اصعد بدل .. عدنا روحة للنجف " أمره حر بعد ان ابتعد الأصغر عنه و بدا التوتر واضحاً على وجه اسفار اللي كان يجذب اكمام قميصه ليخفي بها كفيه ..
" ماگدر اليوم .. عندي امتحان " اجاب اسفار و كان مستغرب من سبب هذه الزيارة المفاجئة ..
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romanceوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي