~ يطالبُني قلبي بتقبيلِ ثَغرِهِلقد غاصَ في بَحرِ الجَمالِ على الدُرَر ~
يُروى عن أحاديث الشوق و الحنين ان قلب المشتاق لا يداويه التصبّر ، ولا يعرف لسر عللهِ سبيل ، او الى شفائهِ اكسير ، غير التَهجَد و التَجلّد ، و الشجو و التَعبّد ، و المنى و التودد ، فصبراً يا ميل عاشقٍ في الضحى استتر و في مرامي الليل أزهر ، و بضياء نجوم الهدى استبشر ، و لعطف خالقه عن سقم الهيام تَحسّر ..
كان ينتظر مجيء علي دقيقة بعد الدقيقة عندما استقر بكرسيه على البلكونة بذات المكان الي جرت بينهم حوارات و امسيات متوالية لم تنقطع في اول ليالي رمضان ، حيث اصبح جلوسهم بهذا المكان كطقوس خاصة مقدسة بشريعة الأنس ، وصلاة موقوته بمحراب العشق ..
ما كانت من عادات الأكبر التأخر لهذي الساعة من الليل عندما اوشك ان ينتصف ، لكن قلب اسفار لم يسكنه القلق ، فقط التململ و احتياج مضني لرؤية الثاني ، فكر ان لربما من الأفضل له استغلال الوقت و أداء صلاة الليل و باقي اعمال رمضان ، لكن هيهات اذا أخره عن الانتظار ..
بعدها بلحظات سمع صوت علي و هو يدخل من الباب الرئيسية ثم يصعد الدرج الى حيث جلسته ..
" السلام عليكم !" القى علي السلام بريبة من عدم لجوء الآخر للنوم لحد هذي الساعة ..
" و عليكم السلام " بشت ملامح اسفار و انفرجت اساريره " شعجب هلكد تأخرت اليوم ؟ "
ابتسم علي بلطف و رقت عينيه بمعرفة ان الآخر كان ينتظره لذلك اجاب بنبرة هادئة " رحت داجيب العمامة من المكوى " رفع كيس اسمر في سبيل جذب انتباهه للغرض الي احتواه ..
" عادي اشوفها ؟ " تردد اسفار قبل ان يتكلم و تعلقت عينيه بالكيس الاسمر بين ايدين علي ..
" اي اكيد .." بعد جوابه استقام اسفار من مكانه و توجه بخطوات سريعة حتى اخذ الكيس الاسمر من ايدين الثاني بحذر شديد برغم حماسه الصبياني ..
رفع قطعة القماش البيضاء المطوية عدة مرات بين يديه و تلمس نعومتها بإبهامه ، و لمعت عينيه لجمالها مذ انها كانت اول مره يرى فيها العمامة بصيغتها الاصلية غير ملفوفة ..
مال علي راسه بعطف و استلطف حماسه بتقليب قطعة القماش بين يديه لذا اقترح " تريد أعلمك شلون تلفها ؟ "
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romanceوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي