~ فكأنهُ فِي الحُسْنِ صُورَةُ يوسفٍوكأنني فِي الحُزنِ مِثْلُ أبيهِ ~
لجنون العاشقين ايمانٌ و تقوى ، و في رُشدهِم من كُفر الكمال و إستعطاف المحال ، و لقيام ليلهِم و صوم نهارهم آجالٌ تُخط بمِدادٍ من مدامع المتيمين ، ومن آهاتهم و حسراتهم تُروى آيات العشق على مسامع العالمين ، ليسكن هواهم أبداً في الملكوت ، و يُطاف عليهم بكاسات الغَبُوق ، حتى يتجبّر طُغيان التسهّد ، و يتحلّى في محرابهم التعبَد ، و من مُدام راحهم يستحب التورّد ..
قل ازدحام الناس و تفرقوا و طويت المواكب و عادت الحياة الى طبيعتها بعد انقضاء موكب نساء بني أسد في الثالث عشر من شهر محرم ، لكن مازالت المدينة يتوارد عليها اعداد متزايدة من الزائرين من شتى بقاع الأرض ، عالمين هم ان هذا الحال من الهدوء المؤقت لن يستمر الا اسبوعين او اقل حتى تبدأ المواكب مرة ثانية بالتحضير لأصعب يوم في السنة و هو يوم الأربعين من محرم حيث يلتزم اغلب اهل المدينة بيوتهم ليستقبلوا الزائرين بينما يهم الآخرين لضيافتهم و مساعدتهم خلال الطريق في ترحالهم مشياً من مرامي بعيدة قاصدين ارضاً اصطفاها الله بالبركات ..
" اني مجنت ادري راح تجينا ، جان مشاركت بالتشابيه اصلاً ، والله منظري جان نشاز گدامها " تكلم زكريا مخاطباً علي بينما كان يقفل ازرار سترة العمل حتى رقبته و يطوي المريول بين يديه ليضعه بأحد جيوب حقيبته ..
" اعتقد كبرت بعينها من شافتك دتمثل " اشعل علي جگارة التقطها من باكيته عندما ابعد البشت عن كتفه ليتركه ينسدل على اطراف الكرسي و قد سمع اسفار حديثهم اثناء دخوله الصالة بفنجانين من الچاي حضرهن لنفسه و للأكبر ..
" ترى جان كلش راهم عليك الدور ، لوما شعرك محد راح يعرفك اصلاً " ابدى اسفار رأيه و وضع احد الفناجين امام علي بينما إتكأ هو على الجدار و بدأ يرتشف منه ببطء
" شعري هذا هو المصيبة ، بالله شلون تنعجب بيه و اني شعري يجوز اطول من شعرها .. انوب مثل الأهبل جبتلها وصله من الخيم "
" بالعكس ، تحب شعرك " تمتم اسفار بلا مبالاة لكن الآخر التفت له بأنتباه و ملامح مصدومة
" شلون عرفت ؟ "
" هي گلتلي من سألت عليك "
ضرب زكريا صدره بصدمة و كان عاجز عن التفكير السليم " شوكت سألت عليه ؟ "
قوس اسفار شفاهه بتفكير يحاول تذكر مجرى الأحداث " نهاية شهر الثاني "
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romanceوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي