يَا مُقِيلَ الْعَثَراتِ

6.7K 542 1.1K
                                    


~ تمضي عزائمهُ في قتلِ عاشقهِ

عمداً ويطلبُ في تعذيبهِ الرُّخَصا ~

















































































































ما لسقمك دواء يا عليل ، و ما لغمام سماواتك اشراق ، ولا لاسوار هواك حراس ، او لجنان نعمائك سكان ، فإنك في غرامك متفرد و من رداء التقية متجرد ، و على اعتزاز العشق في قلبك متمرد ، تروم الوصل ببذل النفس ، و تستشفع العطف بالذكرى ، و تماشي التيه و الشكوى ، و تجاري المدامع في البكى ، و تغدو لكمال ألحاظهِ من القتلى ، فأنك بخاتمه عقيقٌ يماني ، و على ثغرهِ تسبيحٌ فاطمي ، و بخلواتهِ دعاءٌ ثمالي

كان يتمشى ببطء بشارع العباس يتجاهل مرور الناس حوله و اصوات البائعين و جلبة الأطفال ، يكاد يكون في هذه الأيام مغيب تماماً عن واقعه ، يقضي حياته داخل جدران تفكيره و قد كانت حالته لا تخفى عن المحيطين به الا انهم عجزوا عن ايجاد حل لما كان يقاسيه حتى اضطر هو لطلب التنوير من شخص لطالما حاول تجنبه ..

وصل الى بريد كربلاء و اتخذ منعطف بأول شارع فرعي من بعده متبع تعليمات هذا الشخص بدقة و بدأ ينظر للمساكن القديمة المنسية حتى وصل الى ثالث شقة و طرق بابها بتردد ثم انتظر لعدة دقائق حتى استجاب له الآخر و فتح الباب ..

" السلام عليكم " تمتم اسفار بهدوء و هو يدخل للشقة عندما افسح الثاني له الطريق و قد كان يبدو اكثر تعباً و ارهاقاً من سابق عهده ، محتقن العينين ، مبعثر الهندام ، فاقد لبعض وزنه و قد إلتف حول يده و معصمه الأيسر ضمادة طبية ..

" و عليكم السلام و الرحمة گلبي ، غلس عالهوسة بعدني ممنضف " رد زين العابدين و هو يزيح احدى الطاولات بقدمه عندما تطلع اسفار بالمكان ، بالرفوف المتهالكة اللي استقرت الى يمينه و بالطاولة اللي توسطت الأرائك اللي احتوت على شروخ و انبعاجات من طول مدة الإستخدام ، كذلك الشموع نصف المحروقة اللي اخذت زاوية من المكان و اخيراً الكاشان القديم اللي غطى الأرض و تغير لونه من قلة العناية ..

" استريح حبيبي لتظل واگف " ابتسم زين و قد كان يجمع عدة قطع ملابس مرمية بإهمال بجوانب الصالة حتى ينقلهن الى مكان آخر بينما امتثل اسفار لطلبه و إتخذ مجلس على أحد الأرائك و رمى الكتب اللي كانت بيده على الطاولة ثم سند صدغه على ظهر كفه ، يفكر فيما كان يود معرفته من الآخر ..

" اهلك موجودين ؟ " تسائل اسفار بينما كان ينظر لإنشغال الآخر بالمطبخ المفتوح على الصالة..

حَضْرَةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن