يَا سَامعَ الأصواتِ

6.8K 537 1.2K
                                    


~ حَبيبي إِن يَكن سُكناك قَلبي

فانَّكَ يُوسفٌ وسَكِنتَ مِصرك ~











































































تَظل ليالي العاشق مُظلمة حتى يَجد سراجه ، يهتدي به و إليه ، هائماً ببهائه ، مكتملً البدر بضايئه ، مُستبشر الاقدار بإشراقه ، مذعِناً لأوامر تبصرِّه ، عالماً بصدق نورهِ ، مستمعاً لشجن دعائهِ ، مقتادٌ بسَجع نبوئاتهِ ، مترنمٌ بكلمات قصائدهِ ، زارع الريحان في بياديه ، يَرجو لوحدتهِ طيب سلوان المتيم العابد..

" اجى زهير ذيج الجمعة " تكلم معتصم يخبر الجالس الى جانبه خبر كان من الضروري معرفته عن والده ، تستقر آيه الى يمينهم بوشاحها الأبيض الشفاف المتناسق مع ردائها المنسدل برقة حتى نهاية اقادمها تستمع بصمت بوجود اخيها بالجهة المقابلة في لم شمل اقرب ان يكون بالأُسري ..

" صدگ ؟ ليش ما مر علية ؟ " استغرب اسفار من عدم اخبارهم له بذات اليوم ، ينزاح هذا الموقف عن نمط العادات المعروفة ..

" اجى نص يوم وراح " بمجرد ما رد معتصم على تسآؤله ، صدر صوت صاخب من موبايل عباس معلن اتصال شخص مجهول لذا اجاب بسرعة و ابتعد عن جلستهم لجهة قاصية من الحديقة طلباً لبعض الخصوصية..

" يَشكر اجى وياه ؟ "

" لا ، بس هو و كريم " أومأ اسفار على جواب معتصم بتفهم ، يستقي من هذه المعلومة ان قدومه كان في سبيل عمل معين بسبب وجود الشخص المرافق له دائماً ، تعم لحظات من الصمت قبل ان يتنهد معتصم و يتكلم مرة ثانية " والله يا اسفار ، اعتقد ابوك زعلان منك "

" حقه يزعل ، اني مأخذت رأيه من جيت لهنا ، اني بلغتهم بجيتي لا اكثر ولا اقل " شردت عيون اسفار الى نقطة بعيدة اثناء جوابه و هو يمرر ابهامه على مفاصل اصابعه كحركة ولدت شعور اعتاد عليه من فترة، يفكر بما قد يختلج في قلب والده من خيبة الأمل و استنكار لقراراته ..

" ليش متروحلهم ، تحاول تراضيه .. ميصير يبقى زعلان عليك هيج " اقترح معتصم حل معقول جاعل الآخر يطرق برأسه ينظر تجاه راحة يده يفكر بهذا الاحتمال ، و لم تطل فترة تفكيره مذ ان مالك دخل من الباب الرئيسي و سلم على الجالسين ثم توجه للاكبر يهمس شيء قرب اذنه لعدة ثواني ..

" ماشي ، جاي " تحدث معتصم بعد انتهاء ما كان الثاني يخبره بسرية و استقام بذات اللحظة يتجه لخارج البيت بدون كلام اخر ، يتبعه مالك بذات الصمت لأمر في ذاتهم ..

عم صمت بين الإثنين عندما هب نسيم ليلي يخفف حرارة أوائل الربيع ، ينغمس اسفار بأفكاره اكثر يحاول ايجاد طريقة مناسبة لاستحصال رضا والده بينما جلست هي تفتل بطرف شالها بين اصابعها و تضرب اذيال ردائها بأرجحة قدمها الخفيفة ، يتوارد في ذهنها اسئلة عديدة تحرجت من طرحها عادة ..

حَضْرَةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن