~ قادَ النُفوسَ مَهابَةً وَمَحَبَّةًبَدرٌ بَدا مُتَعَمِّماً بِسَوادِ ~
سادات القلوب .. أُمَراء الغَرام ، حلَّ شَيخكُم الباكي لطَوافٍ و احرام ، حول كعبةِ اللَّحظ بُحزنٍ يترام ، و رضت جيوش عِشقهِ بحبكم الانهزام ، مذ عذلوا فيه قلب مستهام ، لكنه لجنون الصب اسْتَطاب المَلام ، صار يَستجديه على أبواب الأنام ، و قصد أعتاب مسجدكم بعطفٍ يَتحام ، و نظم فيكم أبياتهُ بإعرابٍ و إعجام ، و عاتب حروفه إن وفت بوصفكم إكرام ، فحسن وجهكم أعجز فنون الكلام ، إرحموا شيخاً مسيئاً حكمهُُ في الوجد إكتتام ، باع الدمع في حانات العشق مُدام ، و تعاطوا منه دروس الشوق فتاوٍ و أحكام ، فيا سادة الهوى كفاكم من قسوة الاحجام ، فلكلِ هَجرٍ حِمام و لكل عشقٍ دوام ، و ما وهب الله الخلود الا بكلمة الهيام ..
جلس أسفار بين الحضور يطرق قدمه بالأرض بتوتر ، يتنهد بإرتجاف و تدور عينيه القلقة بين الشيوخ المدرسين الجالسين في أولى الصفوف و الطلاب اللذين تلوهم و بين شيوخ آخرين وضعت لهم كراسي على المنصة و بعضهم فضل الوقوف في مكانه ، يسمع همهمات الطلاب و جدلهم المنخفض ، يزيد من توتره خدام الحضرة اللذين استمروا بالتحرك و التنقل بين الحاضرين ، يدخل بعضهم القاعة و يخرجون بلا سبب يتصنعون الانشغال ..
قبض هو على قماش صايته ذات اللون الرمادي الفاتح و كور قماش بشته الأسود داخل قبضتيه ليقلل من تعرقهما ، حاول ان يتحرك او يلتفت لكن قماش الصاية أعاقه و شعر انها كانت ضيقة قليلاً عند الأكتاف ، لكن لم يكن هذا هو سبب توتره ..
" أهدأ شبيك ؟ .. مراح يذبحوك " همس له أحمد عندما انخفضت اصوات الهمهمات بعد أن نادى الشيخ بأول اسم ليتجه احد الطلاب نحو المنصة و يقف أمام شيخ طه و هو يتمتم ببعض الكلمات ثم ألبسه الشيخ عمامته و عاد الي مكانه بعد أن بارك الجميع له ..
أخذ اسفار عمامته من حجر أحمد و بدأ يحاول تعديل طياتها لتبدوا كثر ترتيباً .. عاد طالب آخر من المنصة بعد أن اصبح شيخاً في عيونهم جميعاً و اندثرت أيام المقدمات بين مباركاتهم ..
جذب أنظار اسفار عن عمامته دخول علي من باب عند جانب بعيد من المنصة و يبدو عليه انه كان مشغول بعمل مهم أخره عن الحضور .. تنفس اسفار الصعداء بحضوره لكنه عاد لتوتره بعد لحظات بسيطة عندما أدرك قرب المعني من شيخ طه ..
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romanceوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي