~ أتى مضجعي والرَّكبُ حولي كأنَّهمسُكارى تساقَوْا من سُلاف مُعتَّقِ ~
من خواص المسافات انها تُزيح الغمّام عن سماوات الهِيام ، و تشفي الرَمَد من عيون الوجد ، و تُسعّر نار القلوب من رمادها بأمر مالك الملك خالقها ، فاذا ما بشّت الارواح بالوصال ، و مالت الانفس الى اِقبال ، و طافت العقول بأبتِهال ، لم يَعد من جور التمنّع طاغٍ ، او الى التجافي باغٍ ، فَويلٌ للمُتيمين من مكائد التِرحال ، و عشقٌ في التلاقي اوقع بهم الأهوال ، و صَبوة توق في تصادف الآجال ..
كان اسفار جالس وحده بالصاله يتطلع بتركيز تجاه غرفة الاكبر ، لحد هذي اللحظة و في الليوم الثالث من غياب علي ، مازال غير مستوعب لفعلته بأول ليلة ، مع انه كان في مرحلة انتقالية بين النوم و اليقظة الا انه كان في كامل وعية ، لام نفسه و وبخها بشدة ، هذي المرة ليس فقط لارتكاب اثم و انما على ارتكاب هذا الاثم بمكان لا يخصه ، و تابع لشخص مؤمن و متقي لربه مثل علي ، لحسن حظه بتلك الليلة استيقظ بوقت مبكر و حاول يرجع ترتيب الفراش و الغرفة مثل ما وجدها ، لكن مازال قلق من معرفة الاخر بموضوع اقتحام غرفته من دون اذن ..
بهاي الاثناء ركن علي سيارته بگراج البيت و نزل منها متوجه للهول لكن لفت انتباهه شي معين ، الساعة البيضاء المستديرة الضخمة الي مرمية بحاوية الزبالة ، كانت لاشك مألوفه بالنسبة اله لانه هو الي اثث البيت ، هاي الساعة بالتحديد اختارها للغرفة الي قبعت فوق المطبخ ، لان صوت الأذان يوصل اصعب لهذي الغرفة عن باقي الغرف ..
اهملها و دخل الهول و من بعدها الى صالة الطابق الثاني ، ما ان رآه اسفار حتى استقام و اخذ خطوتين تجاهه بحركة مفاجئة لكنه توقف في منتصف الطريق ، ظل يتطلع بيه بصمت بينما بدأ يمسح راحة ايديه المتعرقة من اثر التوتر ..
" السلام عليكم " تكلم علي بهدوء و استغراب من منظره
" و عليكم السلام "
" شبيك ؟ خوما صاير شي ؟ "
" لا مصاير شي ، ليش؟ "
" شكلك مو طبيعي " بعد جملته حاول اسفار يمثل الاسلوب الطبيعي بتصرفه لذا توجه و اخذ فنجان الچاي الفارغ ناوي ينزله للمطبخ قبل ما يجاوب ..
" لا مابيه شي ، شويه تعبان يمكن ، منمت البارحة زين " ضحك بخفوت بمحاولة لتغيير الجو المقتضب ..
" مرتضى رجع من الكلية لو بعده ؟ "
" لا بعده "
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romanceوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي