يَا مُؤْنِسيِ فيِ وَحْدَتيِ

5.8K 517 1.5K
                                    


~ كَيْفَ يَسْلُوِ يَا جَنَّتِي عَنْكَ قَلْبٌ

كَانَ قَبْلَ الْوُجُودِ جُنَّ بِحُبِّكْ ~



































































































































لعل صوت محبوبه وهبه الهدى ، و لربما شجن نغمه اهداه السبيل ، او له في مزاميره الحان قدسية ، للمتقين في ترنيمها ملائكة مسخرة ، عارفة بسر الجوى ، متمتمة بآيات الصب على مسامعه ، تالية صلوات الشوق في ذكراه ، مسبحة بأسم المحبوب في سناه ، مناجية الصبر لبهاء حسن محياه ، مستغفرة له بمساجد لوعته و هواه ..

" تتوقع جاي اضيع حياتي ؟ " تمتم اسفار بالسؤال و هو يحدق بعين فارغة تجاه السقف عندما استلقى على احد الأرائك في الصالة ضمن ظلام بالكاد كسره الضوء القادم من المطبخ ..

" شلون يعني ؟ " رد موسى عليه بكلمات غير واضحة عندما أشعل جگارة استقرت بين شفتيه و كان هو الآخر مستلقي على اريكة ثانية بعد يوم طويل قارب على نهايته ..

" مرة اريد اكمل بالحوزة و مرة اتراجع ، مرة اريد اشتغل باختصاصي مرة اريد اتعمم .. تدري صار غيرت مجالي خمس مرات ، ماعرف وين مكاني الصحيح " رد اسفار و عادت له تلك المرارة اللي لطالما كان يشعر بيها على لسانه عندما تفشل الحياة بالإرتقاء لحسن توقعاته ..

رفع موسى جذعه عن الأريكة بتعب و إتكأ على ظهرها و ألتقط جگارته من فمه لينفث كم هائل من الدخان اللي حبسه في صدره بعد عدة انفاس قبل ان يجيب " شوف اسفار اني مرة حاولت اقرا كتاب ، هو جان كله خرط زايد بس بيه نقطة ظلت ببالي .. يگلك الشي اللي انت تريده هو الشي اللي انت تتخيله من تسرح ، شايف من انت بمحاضرة لو بالشغل و فجأة تصفن و تاخذك الروجة بحيث متدري بروحك انت وين ، شايف السوالف السخيفة اللي تتخيلها بهاي الحالة ، هي هاي طموحك و الشي اللي انت تريد توصله "

" تريد الصراحة من اسرح ما افكر " رد اسفار بجدية و عقدة بين حاجبيه جعلت ضحكة هازئة تفلت من الآخر ..

" بلي تفكر بس انت ما منتبه على روحك " اكد له موسى قبل أن يأخذ النفاضة من الطاولة ليضعها على صدره عندما عاد للاستلقاء في مكانه و لم يجب الآخر بشيء حتى مرت بينهم دقائق طويلة من الصمت قبل ان يطرح موسى محتوى افكاره " بعدين الحوزة موضوع ثانوي ، تكدر تروح تشتغل بإختصاصك و تظل سيد معمم .. مثل هذا صديق شيخ علي مهندس الكهرباء نسيت شسمه - "

" سيد مضر ؟ " رد اسفار ليذكره بإسم المعني اللي بدأ بإثارة غيضه من كثرة ذكر صلته بالشيخ ..

حَضْرَةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن