~ فيا لها خمرهْ تُجلَى إلى الحضرهْفانفِ بها الكدرهْ واشرب وعاطينا ~
لبيك يا ساقي الغبوق ، مذ درت علينا بكؤوس الياقوت و جليسنا زاهد القلب معشوق ، كان عبداً من محبة سيده معتوق ، فإشفي الهوى بطيب العقيق ، و كن خير نديم لسلاف العتيق ، و اسقه من ابنة العنب درَّ رحيق ، لحزنه في صواع خمرك بريق ، رجى الصبر من دفء المُدام ، فتاه في معاني حسنِه الأنام ، يرجون من تقواه ان تجلي السقام ، و هو ثمل الفكر بذكر المستهام ، له في ورعهِ طربٌ ابكى الجفون ، و غدت ألحاظه لقلوب العوام سجون ، لكنه بأغلال الذكرى مرهون ، فندبوا حاله و قالوا عاشقٌ مجنون ..
" عمكم حبيب عازمنا عالغدا يوم الثلاثاء " قالت آلاء ذلك و هي توزع الصحون على الطاولة ، تجعلهم يتنبهون جميعاً لهذا الطلب ..
" ماروح ! " رد يشكر بذات الثانية يحاول التنصل من لقاء هذي العائلة بأي طريقة ممكنة ..
" اي عادي لتروح محد جابرك ، بس انت تگول لأبوك " ردت هي عندما مالت برأسها بتناقض ، تجبره على مواجهة قلة صبر والده ..
" ميملون من العزايم ؟ اني اروح خطار و من يمي تخنگني الهوسة " ردت فضة و هي تلوك لقمتها ببطء ، تتجرع هذي التجمعات لاشباع فضولها لا اكثر ..
" يگلك هسه احسن ما دام الجو بعده بارد ، كلها شهر و يجي الصيف " ردت والدتهم و نظرت الى اسفار اللي كان يقلب الأكل بصحنه بلا اهتمام ..
" و الله ماريد يخلص الشتا ، الصيف الفات طول سبع اشهر " تذمرت فضة و قد كان التمشي بلا هدف عند أول ساعات الصباح من عاداتها المحببة و لطالما كانت حرارة الشمس عدوتها في ذلك ..
" طفوا الشمس بلازحمة ، فضة خاتون ضايجة " رد عليها يشكر بتهكم بعد ان عانى أشد العناء من حرارة الصيف ..
" استغفر الله يارب " نهرته آلاء عندما نظرت له بعدم رضى على اسفافه ..
" ظل انت محروگ بالشمس ، ابو وجه المگسب " ردت عليه تبتدأ جدال لم يخلو من ضحكاتهم بينما كانت آلاء تنظر الى ولدها الاصغر بشفقة و هو شارد البال عنهم ، منفصل تماماً عن الواقع من حوله ..
" اسفار ؟ اكو شي ؟ الاكل مو طيب ؟ " خاطبته آلاء بقلق تحاول معرفة سر هذا التغير بالايام الأخيرة ..
" لا بالعكس ، عاشت ايدج بس ماشتهي " رد بإبتسامة بذل جهد عظيم لرسمها على وجهه بينما أومأ لها يطمئن قلقها ..
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romanceوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي