~ مِن ثَناياهُ ومن الحاظهِحَكَت نُظمي ونَسجتُ الغَزلا ~
اقبل نور الصباح ليُلين الارواح المتقاسية ، ويرسم التبسّم المُحتشم بسمات المتعبدين ، ولِيهب الأرواح العاشقة مَلَكات المتقربين ، و يَجود بغَيثِه بلسماً لجروح المشتاقين ، يبث سروره متلطفاً بمآسي الكامدين ، و يبعث اجساداً من ثراها قاصداً حب المريدين ، يمنُّ بعطفهِ زاهياً متعالياً متكابراً متواليا ، مستشفعاً لأنفسٍ صدئت من تنائي المعشوق ، تعاذلت فتباعدت فتقطعت شجواً من حِمام التوق ، فتشافت من درّ الحبيب المنثور ..
خرج من غرفته بوقت مبكر من هذا الصباح و اثناء توجهه للحمام استوقفه منظر غرفة علي الفارغة ببابها المفتوح كالعادة ، كان اليوم الثالث بغياب علي وقد مرت هذه الأيام ببطء شديد، تنهد هو ثم التفت قاصد اكمال طريقه فقاطعه خروج زكريا من غرفته بملابس العمل ، يطوي المريول باستعجال ثم يبحث عن مكان له بحقيبة الظهر ..
" صباح الخير !" اوقفه اسفار و التفت نحوه لاقل من ثانية ثم عاد يرتب محتويات الحقيبة
" صباح النور "
" بعده علي مرجع ؟ "
" لا ، خابرني البارحة گال راح يبقى بعد فد يومين "
" شعجب ؟ "
" والدته مريضة و يريد يبقى وياها .. يلا اني طالع ، اسگي الزرعات قبل ماتطلع اروحلك فدوة " طلب زكريا بتوسل ثم ركض نازل من الدرج دون أن يسمع جواب الثاني ..
همهم اسفار و كان قد اختفى الاخر بعد نزوله حتى عاد هو يتطلع بالغرفة الفارغة ، يتسآئل في نفسه اذا كان دخولها مسموح له ، و بدون مراعاة للتصرف الصحيح توجه لداخلها بخطوات بطيئة ، كانت هذه الغرفة من الأماكن الي نمت في داخل نفسه ، و اثبتت وجودها في قصور قلبه ، فاذا ما لم يكن قادر على ان يحضى بعلي ، لعله يحضى بسكنه و مهجعه ، بالمكان اللي صلى به و ناجى ربه ..
جالت عينه بفراغ الغرفة ، لم يتغير بها شي من اخر مرة دخلها قبل عشر ايام تقريباً ، رزم الكتب بمكانهن بجوار الشباك باستثناء كتاب انرمى بإهمال على الفراش ، السبحة الكهرمانية على الميز المجاور ، الشراشف البيضاء المرتبة بأناقة ، اخذ خطوتين تجاه ميز المرآة و نظر لنفسه خلالها اثناء استذكاره لليلة وقوفه امامها وهو يرتدي عمامة علي ، انتبه لقطعة ورق صغيرة مرمية على طرف الميز اللي كان خالي من اي شيء اخر عداها ..
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romanceوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي