يَا ذَا الْعِزَّةِ وَ السُّلْطَانِ

7.2K 572 1.1K
                                    


~ يا عاشِقاً تَلِفَت في العِشقِ مُهجتُهُ

كِتمانُكَ الحُبَّ في الأَحشاءِ يُؤذِيها ~


































































من صفات الليالي الباردة زرع الحنين بقلوب المفارقين ، و اللهو في مجالس الغافلين ، و الترنم في اوصال المُطرَبين ، و الشجن في جوانح المريدين ، و السكينة في ترتيل الشاكرين ، و الشبق في اجساد المغرمين ، و الحسرة في دموع النادمين ، و الخوف في اجفان الآثمين ، و التَلطّف في حلقات المتآنسين ، لأن عند انتصاف المساء من كل ليلة يخلع الناس عنهم ثوب الكدّ و الشقاء ، و تتعرى صفاتهم المجردة حتى يلجأون لآلامهم طالبين منها المواساة ، ما اختلف هو عن الناس ، الا من ناحية جهله تجاه الاسباب التي أرّقت وجدانه ، كان جالس على الكرسي الايسر بالبلكونة ، يحتضن ساقيه بين يديه و يتكأ بهما على طرف الكرسي ، يحدق بالقبة المضيئة و يبحث في خلجاته عن سبب تكدره ، كان يحيط به شوق متجافي  تجاه شيء او شخص توارى عن ادراكه ، و الأهم من ذلك ،..شوق للحن و صوت أدمنه منذ فترة ، لدعاء او خطبة او تلاوة بهذا الصوت الي رافقه وعاش أيامه ..

قطع تأمله صوت سيارة علي عندما ركنت في باحة البيت و ظل اسفار على حاله لدقائق يودع تأمله مع دخول الآخر لصالة الطابق الثاني " السلام عليكم " تكلم علي وهو ينزع البشت و يطويه ثم يعلقه على ساعده الأيسر عندما رمى المفاتيح على احدى الطاولات

" و عليكم السلام " التفت نحوه اسفار بإبتسامة واسعة أثناء رده 

" وين الولد ؟"

" زكريا اجى عالعشى و رجع للمحل لان راح ياخذ شفت ليلي اليوم ، و مرتضى طلع قبل شوية "

همهم الثاني على جوابه ثم قطع صوت خطواته سكون المكان عندما اتجه الى غرفته و نزع عمامته و هندامه و ارتدى ملابس عادية ثم عاد الى الآخر يحمل بإحدى يديه كتاب بحار الأنوار و جلس على الكرسي الأيمن المجاور لأسفار .. 

لعدة دقائق تأمل اسفار تركيز الثاني بصفحات الكتاب و العقدة الي توسطت حاجبيه وهو يبحث عن اسطر معينة ، للحظة شعر كأن هذا المنظر عاد له من اوهام ذكريات افناها الزمن ، من بقاع قاصية شد الركب منها و غادرها من فترة  ..

" اكو شغلة گلتها بالمناظرة و مركزت بيها ، گلت أسألك عليها بعدين "

" شنيه ؟ "

" گلت ان النفس أرقى من الروح ، ليش ؟ "

طوى علي الكتاب و التفت لرفيقه " بأختصار ، مثل الخضار الي ينبت من التراب ، الروح هي كيان أثيري ينبت من الجسد ، أما النفس مثل ما گلنا ذيج المره هي جوهر إلهي ، النفس ما تسكن الجسد مثل الروح ، هي مدبرة و موجهة للجسد " اثناء كلام علي اتكأ اسفار بصدغه على ظهر احدى ايديه و مازال يستمع لاستطراد الثاني.. " الانسان مصار انسان  بوجود الروح ، و انما بوجود النفس ، و اذا مجان عنده نفس ، راح يصير مثل سائر الحيوانات ، عدهم روح بس ماعدهم نفس ، إذاً كل الي عنده نفس عنده روح ، بس مو كل الي عنده روح عنده نفس "

حَضْرَةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن