يَا صَاحِبَ كُلَّ غَرِيبِ

6.8K 512 1.2K
                                    


~ ومشتاق إليك يَرَى التَّسَليَّ

وحُسنَ الصَّبرِ عنك من الآثام ~









































































أيطيق سواد الليل ظلمته ، أو عود البان اقفرار ارضه ، او غِمام السماء ثُقل تلَبده ، او مِداد الشعر شجن مقاصده ، او جزر البحر تسجّر امواجه، أو هدهد اليُمن عذاب سليمانه ، فكذا مَثل المستهام اذا اعتكف ، بطلت صلاته ، و خاب رجاءه ، و انقطع مددهُ ، و لم تصله من ربه رحمة او مغفرة ، حتى يحضى بوصل المحبوب و عطفه ، أو نظرة منه لتحيي ثرى عشقه ..

" اسفار ، غيرت رأيي ، اصبر بس خلي افهمك " كان زكريا يتشبث بعضد الآخر يحاول منعه من التقدم اكثر بعد أن نزلوا من سيارة الأجرة اللي اقلتهم الى خارج مركز المدينة ..

" استرجل ، و لتصير جبان " عارضه الآخر بينما كان يخطو خطواته بصعوبة بسبب تشبث الثاني به ..

" بس اسمعني .. ثواني "

قطع جملته ايادي اسفار اللي احاطت اكتافه بقوة و تكلم بحزم " اسمع ، هياته البيت ، راح نطب نسلم ، نشرب چاي و نطلع "

" انت صدك تحجي جايبني لبيتهم ، شگله لأبوها ؟ عامل و گاعد ايجار ، شجاني و طاوعتك "

" نيالها لأمك ، اسمعني لك ، اذا متتزوجها اني اتزوجها "

تشبث زكريا بملابس الآخر بقوة و جذبه بعيون متوسعة و نبرة تهديد " هي بكيفك انت تتزوجها ، شو مصدگ روحك فدنوب -"

كان على وشك اكمال تهديده لولا صوت فتح باب البيت المفاجئ و وقوف عباس يتطلع بهم باستغراب من تعالي اصواتهم و الجلبة اللي سببوها بهذا الوقت من المساء ..

افلت اسفار نفسه من قبضة الآخر و عدل هندامه و اتجه لعباس و صافحه " شلونك خويه ، شلونه عمي ؟ "

" الحمد لله بخيل و عافية ، منتظركم بالاستقبال ، تفضلوا !" رد بهدوء و مازالت علامات الاستغراب واضحة على ملامحه حتى دخل اسفار و من بعدها الآخر بصمت متوجهين للاستقبال ..

عند دخلوهم للاستقبال ترك معتصم كتاب الأدعية من يده و استقام و حياهم بحرارة ثم اتخذوا مجلسهم على الجانب الأيمن قبل ان يعاود معتصم عتابه ..

" عمي صايرين ما نشوفك الا بالسنة حسنة "

" والله يا عمي تعذرني ، بس هي هاي مشاغل الحياة ، شنسوي "

حَضْرَةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن