~ عَيناكِ راحي وَريحاني حَديثُكِ ليوَلَونُ خَدَّيكِ لَونُ الوَردِ يَكفيني ~
انت يا من جعل الروح اسيرة حسنك ، قد جعلت جيوش العشق تحت تصرفك ، تأتمر بطرفك ، تنصاع لدلالك ، تبكي لتنهدك .. اخبر العاشق بأحاديث فتنتك ، و اسحره بوصف ملاحتك ، و اكوِ قلبه بجمرات شوقك .. فشيخ العشق اعتكف بمسجد هواك داعياً باكياً راجياً ، و قصد عيناك طائفاً مغرماً متوسلاً ، و صلى بشفتيك محباً هائماً مستغفراً ..
بين عالم الأوهام و الواقع حيث تعيش الروح بلا ارادتها كان هو يرى نفسه يقف أمام طاولة كبيرة فرش عليها و انسدل عن جوانبها قطع عديدة من الأقمشة الحريرية بألوان شديدة البداعة لذا مد هو يده ليتلمس بأطراف انامله نعومة الحرير كانها انهار جارية بين يديه حتى امتدت يد اخرى فوق يده تتلمس نعومتها كما فعل هو مع الحرير ..
لم يلتفت له اسفار و كان يعلم يقيناً من كان يقف خلفه الا انه لم يلتفت ، ظل يتطلع بانطوائات القماش و جمالها حتى إمتدت يد الآخر الثانية نحو رقبته لتتشعب اصابعها بين خصلاته و لم يعترض هو او يصدر منه اي امتناع حتى عندما كورت هذي اليد قبضتها و جرت رأسه قليلاً الى الخلف ليرتفع فكه بولع و بلا حياء ..
تشبثت اليد الأخرى بيده لترفعها عن القماش و في هذه اللحظة دنا علي من نقطة طابت له منذ أمد تحت اذن محبوبه ليترك لها شفتيه تطبع عليها قبلات شديدة الرقة محتشمة بعشقها .. و لم يطول ذلك حتى اخرج اسفار من وادي تغيبه رجفة البرد الشتوية عند اواخر الفجر ..
عندما عاد الوعي لأسفار رفض ان يفتح عينيه و أحتضن دثاره اكثر ، يطوي جسده على ذاته اكثر ليتمتم في سره بحزن مقيت " ربي ادري بيه حلم .. خليني اعيشه ليلة وحدة بس "
قطب اسفار جبينه بألم و هربت دمعة حارقة من احدى عينيه قبل ان يعود للنوم مرة ثانية بلا احلام هذي المرة ، يستمر في رقوده حتى نهاية الصباح ..
................................................
انحنى اسفار تجاه الأرض و أمسك القط بكلتا يديه و رفعه إليه بينما كان القط يموء بإنزعاج لكنه احتضنه الى رقبته كطفل صغير و تطلع به لثواني طويلة قبل ان يخاطبه بجدية كأن الهر كان قادر على فهمه تماما " تعال اوديك على آية قبل ما يشوفك شيخ علي و يگوم يفتي براسنا "
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romanceوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي