~ لَو صالَ بِاللَحظِ عَلى حَيدَرٍما حَمَلَت راحَتُهُ ذا الفِقار ~
على درب المحب سار مرتحلا ، رافعاً رايات العشق منتصرا ، منشداً اهازيج الوصل مترنما ، فيا معشر العشاق لبّوا النداء ، فمولاكم دنف القلب مسموع الرجاء ، بحزن نظمه اغرمت السماء ، و قد كان من أوصف الشعراء ، خط أبيات عن متيمه واصفاً حسناً و بهاء ، فرضي بحكم العشق يستحلي البلاء ، هوت سلطة البعد بصدق دعائه ، و أدرك توحيد الهوى بخشوعه ، و تفرد بين المتيمين بصبابته ، فهنيئا له رؤيا الحبيب و الفناء بعشقه ..
كان يخطو الخطوة ثم الأخرى بسعادة و حبور ، يشعر بكثافة العشب تحت اقدامه و يضرب وجهه النسيم بلطف فيلاعب ألحاظه ، في هذا المكان بين الوجود و الفناء ما كان شيء ليعكر صفو روحه ، انتهت به خطواته الى نبع من الماء شديد الصفاء يحيط به الأحجار و ما كان طرياً من التراب ، جثى اسفار على حافة النبع و تطلع بالأشكال المتناسقة اللي رسمها إنعكاس الضوء على سطحه و قد كانت هي المعكر الوحيد لرؤية قاعه ، مد كلتا يديه ليحتضن شيء من صفاء هذا النبع بينهما و رفع كفيه حتى عاد لتأمل سكون الماء و قبل ان يرفعه لثغره شعر بإرتطام على احدى جوانب رأسه لذا فتح عينيه بصعوبه و على وجهه ملامح الإنزعاج ليجد نفسه مستلقي على المقاعد الخلفية لسيارة حُر اللي كان صاحبها يقودها في طرقات ترابية وعرة يجاوره اخوهم الأصغر اللي كان يرتشف شيء من القنينة بين يديه ..
" الله يجازيك شيخنا ، أكو واحد يبني بهالمنگطعة " تأفف حُر عندما كان يعبث بلوحة تحديد المواقع و هو يبحث عن الطريق الأقصر للوصول الى مبتغاهم خاصة بعد ان وجدوا انفسهم في مكان بعيد تماماً عن المدينة ..
" گعدتوني من احلى نومة " تذمر أسفار و هو يجذب قنينة المي من حامل الأكواب ليرتشف منها القليل ، يتحامل على نفسه بالإنصياع لخطط اكبرهم بتقريب القلوب من بعضها في أمر الشيخ ، لا يعير اي اهتمام لفكرة لقائه ، يعد الدقائق لانتهاء هذي الليلة بملل شديد ..
" عاد يكون حلوة ! " تسائل حُر بشيء غير مفهوم و هو يميل بالمقود مع انحراف الطريق أمامه ..
" منو ؟ " أجابه اسفار عندما أغلق غطاء القنينة و أعادها الى مكانها ..
" اللي جنت تحلم بيها " إلتوت طرف شفة حُر عند رده ، يحاول إثارة غيضه في أمور ما كانت لتخطر على فكر الأصغر حتى و إن كانت مشروعة تماماً ..
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romanceوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي