~ قاْلوا تَسَلّى عَنِ الْمَحبوبِ قُلتُ بِمَن ؟
كَيفَ التَسَلي وَفيِ ألاَحشاء نِيرانُ ~لطالما تميز اسفار بعقل خصب و خيال واسع ، اخذه أحياناً لبِحار عوالم لاأُنسيَّة و أحياناً أخرى أضاع وقته بتشبيه و ربط المتشاكلات بمعَينات مختلفة ، كان لنسيم النفس في ذاته سلطة متفردة و قول مسموع حكم باقي اجزائه بطغيان ثابت ، لذلك اتكأ هو براسه على الرخام مثل عاداته و سرح بنقوش الكاشان الي تموضع عليه بينما مر ابهامه على طرف اوراق كتبه ، مستمع هو للصوت المتكرر الصادر من ارتطام الاوراق ببعضها ، اخيراً انتبه و رفع نظره مع دخول الشيخ و عدد من الطلاب للقاعة الي توزعوا بسرعة بأطرافها بعد ما حسموا نقاش طويل لم يفهم اسفار فحواه من انصاف الجمل الي تحدثوا بيها ..
كان احمد من جملة الطلاب الي دخلوا مع الشيخ لذلك توجه ليجلس الى جواره بعد أن ألقى السلام ، تارك كتبه بإهمال بجانب معين بينما يحاول يعدل ترتيب شعره بعشوائية ..
" أكلك اسفار " زفر احمد كل هواء صدره و تحدث بتعب " البارحة حلمت بيك "
" اللهم اجعله خير "
" شفت نفسي على جسر و داباوع على المي ، سرحان يعني و فجأة شفتك تعوم قريب منه و ظليت اصيح عليك و اناديك و مسمعتني و لا التفتت عليه "
بهذي الاثناء بدأ الشيخ الدرس مسترسل بالشرح بتعمق و لم تمر دقائق حتى توجهت انظار كل الموجودين بالقاعة ناحية الباب الي نفتحت و دخل منها ثلاث اشخاص مرتدين صايات تحت البشت ، اثنين منهم احاط صدغهم عمائم سودة ، و الاخير كانت عمامته بيضة ، اطول قليلاً من رفاقه ، كان صاحب الصفة الي لطالما تواردت بكتب التاريخ على انه شخص ' عريض المنكبين ' ، ذا نظرة متعالية جالت بالقاعة بثقة و ثبات لا متناهي ، بهالات زينت وجهه و زادته وقار ، و لحية اقصر من قبضة اليد ، تختم بعقيق يماني داكن الحمرة بإطار فضي ، كل شي حول هذا الانسان أثار فضول اسفار و جذبه له بإفتتان غريب ، كأنه رأى الشي الي لطالما تمنى ان يكونه في يوم من الايام ، او لربما هو فسر شعوره بهاي الطريقة من باب المغالطة ..
" هو انت جنت قريب حيل ، فمن المنطقي ان تسمعني بس شكد ما اصيح بصوت عالي احس مثل الي صوتي مخطوف و مديوصل " كمل احمد شرحه عن حلمه بينما عيون اسفار تتبعت الثلاثة حتى جلسوا في مكان غير بعيد عن الشيخ ..
" موخوش حلم ، المي غمّ " تمتم اسفار و عينه مازالت معلقة بيهم على الرغم ان الجو العام رجع طبيعي لبيئة الدرس بعد ما استقروا ..
رجع الشيخ يشرح المادة بعد مدة صمت قصيرة تبعت جلستهم :
" و يتصل بالصور الزمانية نعتُ العتيق و الخَلَق ، فالعتيق يقال على وجهين : أحدهما يسار به الى الكرم و الحُسْن و العظمة ، و هذا موجودُ في قول العرب : 'البيت العتيق ' ؛ و الآخرُ يشار به الى قِدم زمان مجهول " حاول اسفار التركيز مع كلام الشيخ الا ان عيونه ظلت تدور بين الجالسين بهندامهم المختلف عن باقي الطلاب و بين مجلس الشيخ ..
أنت تقرأ
حَضْرَةُ
Romanceوليس لي أمل إلا وصالكم فكيف أقطع من في وصله أملي هذا فؤادي لم يملكه غيركم إلا الوصي أمير المؤمنين علي