يَا عَاليِ ألْمَكانِ

16.9K 722 1.3K
                                    


~ ادنُ منّي و اروِ عنّي 

أنـا في العشـقِ إمــام ~





























بمعابد الروح زاره نسيم الشَبق الباكي برثائهُ على قلب مَبشَم بالعِفاف ، هوى بآياته على كل جزء من جسمه و حس ببروده لمساته على جلده ، حتى اطراف انامله تهللت من حلاوة الشعور ، و تمايل آثم زجر انفاسه و احتوى صدره ، حتى زادت دقات قلبه و حس بطعم الهيام بين شفاهة حتى فارقهن يرتوي من عبق الغفلة ، فجأة حس بقوة خفية تدفعه للخلف بحقد مستلذ ، و ألم فتك بكينونته بحب كأن الكون عاش عقود بداخله و حب يتحرر ، دفعة ثانية اقوى من الي قبلها زادت الألم و تقبلها جسمه بتلوي انتشر حتى مكنون سره ، و بالثالثة إرتمى راسه للخلف يستنجد الرحمة من كرم المليك الباقي ، و قبل أن يتمادى شعوره بالوصول لاسرار الجنان فتح عينه بقوة و سرت رجفة هلع و خوف بكل اجزائه ، لحد هذي اللحظة من عمره لم يفهم سر هاي الاحلام المترددة عليه ، تنفس بعمق عدة مرات حتى يهدأ نفسه و رفع جذعه بتعب عن لين مرقده ، سقط فكه على صدره بأرهاق و ردد بندم :

" اجعَلِ اللهُمَّ صَباحي هذا نازلاً عَلَي بِضِياءِ الهُدى وَبِالسَّلامَةِ فِي الدّينِ وَالدُّنيا، وَمَسائي جُنَّةً مِن كَيدِ العِدى وَوِقايَةً مِن مُردِياتِ الهَوى إنَكَ قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشاءُ، بِيَدِكَ الخَيرُ إنَّكَ عَلى كُلِ شَيء قَديرٌ .."

بعدها تنهد و شال نفسه متجه للحمام يغسل عنه اثام الليل ، و كالعادة وعد نفسه يطرد الشيطان من قلبه للابد و ظل يقرأ على نفسه 'قل هو الله' أملاً بتسكين خلجاته و ما إن شعر انه وصل مرحلة من الطهارة البدنية بحيث كان قادر على مواجهة مراده هذا اليوم ، خرج و لبس هندام رسمي بسيط كسره بلف غترة بألوانها الأسود و الابيض حول صدغه بأسلوب محايد .. كان وجودها غير مهم بما ان الجو مازال يميل للحرارة بأوائل الخريف لكن هو استنكر ذهابه للحضرة برأس مكشوف ..

نزل بخفة الدرج الضخم المؤدي للصالة الواسعة و رأى العائلة الي سكن عدهم من اسبوع تقريبا متجمعين على الطاولة بالمنور الواسع المفتوح على الصالة ..

" صباح الخير.. " نطق بخجل و اتخذ مجلس على واحد من الكراسي

" صباح النور و الورد .. ضويت البيت بطلتك النورانية وليدي ، خوما ازعجناك البارحة تالي الليل ، الولد جانوا ديجددون المخزن " رحب به معتصم مبتسماً بحبور كاشفاً عن اسنان دقيقة يغطي نصفها شارب أبيض كان يعطيه منظر صارم بالعادة

اطرق براسه خجلاً من ود الرجل المسن و ضحك بمجاملة " لا عمي بالعكس ، اني نومي ثگيل محسيت على شي"

حَضْرَةُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن