هاتف مغلق

3.8K 128 93
                                    

الدنيا ربيع والجو بديع
قفل لي على كل المواضيع

أغلق المذياع ثم أوصل بطاقة ذاكرة به وشغلها

حلاويلا يا حلاويلا يا خسارة يا حول الله
حلاويلا يا حلاويلا يا خسارة يا حول الله

  تحرك في الحافلة باحثاً عن مقعد فارغ ولم يجد إلا بجوار الشاب الأبيض

"يمكنني النزول من الحافلة بدلاً من الجلوس بجوارك"
قال وهو يقف بجوار مقعده

"لما؟، لن آكلك"

"ماذا تفعل هنا؟، اليس لديك محاضرات!، معمل!، صنع المخدرات!"
كان يتحدث بضجر

"انا أيضاً مشترك في نشاطات دار الأوبرا"

أستقام واقفاً وأفسح له
"أجلس"

جلس هاني في النهاية وجلس أحمد بجواره، ظل صمتاً لبعض الوقت بينما يعبث هاني في هاتفه ثم قال
"كنتَ رائعاً في العرض"

"أعلم"
رد هاني ولم يبعد عينيه عن هاتفه

"قد نقدم العرض سوياً المرة القادمة"

"لا أعتقد"

ظل أحمد صامتاً لبعض الوقت بسبب ردود الأخر ثم سأله
"متى ستتجاوز الأمر؟"

"الا تشعر بالإحراج من نفسك عندما تنظر لي؟"
تبادلا النظرات لثواني حتى سمعا صوت سعال حاد

توقفت الحافلة ونزل منها أحد الطلاب الذي كان متعباً وذهب معه أحد المشرفين وصعد مُدَثر بدلاً عنه

أستغل هاني الأمر ودفع أحمد
"أنهض"

أستقام واقفاً وأفسح له وعندها ذهب للجلوس بجوار مُدَثر، أراد الإبتعاد عن أحمد ولا يهم بجوار من سيجلس

كون هاني قريباً هذه المرة جعل مُدَثر يلاحظ أشياء أكثر عنه، يضع عطراً نسائياً، تحركاته مهما كانت بسيطة وعفوية ليست كتصرفات الرجال بنظره

توقفت الحافلة عند دار الأوبرا وتحرك هاني لينزل منها، تبعه مُدَثر تاركاً مسافة بينهما

وقف هاني على المسرح وعندما وجد أحمد يدخل هو الأخر زفر الهواء من فمه بضجر ثم فكر لثواني وإبتسم
"أيمكنني إختيار الأغنية هذه المرة؟"
سأل المدرب

"لا مانع، غني ما تريد"

رتب شعره ثم حمحم وبدأ الغناء
"آه يا أسمراني اللون، حبيبي الأسمراني
يا عيوني ناسياني عيون، حبيبي الأسمراني"

خلخال في المصيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن