كان جالس على مقهى القريه كعادته وهو يرتشف من كوب الشاي ويراقب الماره بملل، أمسك بأحد الشباب وهو دالف للمقهى من جلبابه وأدخل يده بجيب جلباب الشاب وأخرج علبة سجائر أخذ منها واحده وألقاها للشاب الذي أمسكها بتذمر ليتلقي نظره من الجالس أربكته وجعلته يكمل سيره مبتعداً عن محب المشاكل هذا، نعم فالكل يعرفه في القريه جالب للمشاكل ويحبها لذا يتجنبون التجادل معه، لحظات وتقدم منه وجلس على المقعد بجواره
موسى وهو يشير لصبي القهوه:
ما الأخبارمحمود وهو ينظر حوله:
لا شئ (ينظر له) أعطني ولاعهيخرج موسى ولاعه من جيبه ويعطيها له:
معك سجائر بدون شئ تشعله بهامحمود وهو يشعل السيجاره:
ليست لي، أخذتها من أحدهمفريد وهو يجلس على المقعد بجوارهم:
كيف أخباركم يا رجالموسى يبتسم بجانبيه:
لما مستيقظ للآن يا صغيرفريد يرفع حاجب:
أنت الصغير ولا تتحدث معي هكذا يا موسىمحمود ينظر لموسي:
لا تتملعن يا موسى، عامل الفتى أفضل من ذلك، هو إبن أختي بالنهايهأشرف يجلس بجوار موسي:
شباب أريد الذهاب للمدينه من يريد الذهاب معيفريد بحماس:
إلى أين ستذهب هناكأشرف يبتسم بوسع:
سأخربها هناك، سأقضي يوم من العمر وأعود، ها من معيموسى يضربه على كتفه:
معك بالطبع لا جدال بهافريد بحزن:
ليتني أستطيع الذهاب معكمأشرف يلوي شفتيه:
تعال ما المانع وإن كان على أباك فسنقنعه، لن تذهب وحدك بأي حالموسى ينظر لمحمود:
وأنت أولن تأتيمحمود ينظر لهم:
من سيصرفأشرف يقلب عينيه:
لا عليك يارجل كل المصاريف عندي، هيا كفاكم ملعنه ولنتفق ونذهب في الغديومأ الثلاثه ليتفقوا على موعد الذهاب ويعدوا فريد بإقناع أباه ليذهب معهم
بمكان آخر وبوسط الحقول كانا نائمين على الحشائش وينظران للسماء بهدوء، كل منهم يفكر بشئ مختلف، كل منهم له حلم مختلف، حلم يتمنى تحقيقه
حامد بهمس حالم:
أتعلم، أريد أن أصبح طبيباً، أمهر طبيب في القريه وأرفع رأس أبي وأقر عين أمي، أريد أن أجازي تعبهم على بأن أكون بأعلى المناصب ويفتخرون بي، وسأفتح عيادتي فوق صيدليه عمه زهره ههههههعاصم يبتسم بجانبيه ونظره للسماء:
حلمي يختلف عنك قليلاً، بل كثيراً أظن، أنا أريد أن أكون ضابطاً، أريد أن أكون ذو هيبه يخشاني الجميع وينتصبون واقفين حين رؤيتي، أريد أن يكون لي كيان بعيد عن كوني حفيد من أحفاد الشيخ عاكف، لا أريد أن يقولوا أنظروا إنه من أبناء عمدة البلد بل يقولوا هذا عاصم باشا عزام الضابط