١

879 8 179
                                    

زقزقه العصافير التي تشوبها الضوضاء الصاخبه، رائحه الحقول التي أختلطت بعوادم السيارات وأبخره المصانع، المساحات الخضراء التي تدمرت معظمها بالمباني والمحال، هكذا أصبح حال القريه البسيطه بمرور الزمن وتطور التكنولوجيا، أصبحت تشبه المدينه بصخبها وعدم نقاء جوها، أصبحت مدينه صغيره

خرج من المنزل الكبير صباحاً باكراً كما أعتاد قبل أن تزدحم الطرق ليسير قليلاً بهدوء وفي الجو الصافي قبل أن يتعكر بالمدنيه، مسبحته بيده ويرتدي عمامته البيضاء وجلبابه البني وحذائه الأسود اللامع وخاتمه الفضه ذو الفص الأزرق يكلل إصبعه الخنصر، تنفس بعمق أثناء سيره ليسعل بقوه بسبب الدخان الذي أستنشقه لينظر بجواره فإذا به شاب متوسط الطول يقف أمام موتوسيكل ويحاول تشغيله والعادم يخرج منه يعمي النظر، ينظر له الشاب ويبتسم وهو يرفع يده محيياً إياه

الشاب بصوت مرتفع:
أهلاً بك ياعمده، تفضل تفضل أرتشف معنا كوب من الشاي

يضع يده على صدره ممتناً وهو يبتسم ليكمل سيره وقد بدأ يختنق من الروائح والأصوات المزعجه التي تخللت صفو الصباح ليعود أدراجه من جديد ويدلف للمنزل بهدوء وضجر، دلف لتلحفه الروائح الذكيه التي تخللت رائحه البخور لتصبح رائحه الطعام هي الطاغيه والمنتشره في المكان، جلس على الأريكه ليخرج هاتفه المحمول ويقلب به قليلاً منتظراً البقيه

فتح باب إحدى الغرف وخرج منها بطوله وجسده الذي لم يتأثر بتقدمه فالعمر، تنحنح وهو ينفض جلبابه الأزرق ويقترب من مكان جلوسهم حيث سيبدأ الجميع بالقدوم لتناول الإفطار، جلس بجوار إبنه بعد أن حياه الآخر واقفاً إحتراماً له ليشير له ليجلس بجواره

عدنان يجلي صوته وينظر لإبنه ويبتسم:
كيف الأحوال ياعمدتنا

يبتسم قاسم بهدوء ويومأ:
الحمدلله، كيف حالك أنت يا أبو الشباب

يومأ عدنان بهدوء:
الحمدلله، أين البقيه لما متأخرون اليوم

قاسم ينفي بهدوء برأسه:
أنت المبكر أما هم فلم يحن وقتهم بعد، دقائق وستجدهم يدخلون عليك واحد يليه الآخر

وبالفعل بدأ الشباب بالقدوم منهم من أتى من الخارج ومنهم من أتى من الأدوار العلويه بمختلف أعمارهم من الأبناء والأحفاد

فاروق يجلس بحاجبين معقودين كعادته:
صبحكم الله بالخير، كيف حالك يا أبا قاسم

عدنان يبتسم ويومأ:
بخير، لما العبوس على الصباح ليس جيداً لصحتك لمعلوماتك ها

يبتسم فاروق بجانبيه ويصمت ليجلس عزام ويبتسم بوجوههم:
صبحكم الله بالخير

يجيبونه ليجلس شاكر ويضحك بخفه ويربت على قدم أباه بمزح:
صبحكم الله بالخير ياقوم عدنان هههههههه كيف حالك يا عدنان أراك تزداد شباباً يوماً بعد يوم ها

أقدار 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن