١٨

96 3 32
                                    

كانت تتحرك هنا وهناك بتعب وإرهاق فهي لم تعتد على تلك المشقه ولكن قدرها أوصلها لهذا، تذكرت حين كان لا يهمها شئ سوي اللعب والركض هنا وهناك برفقه صديقات عمرها وأخواتها، كانت تفتعل المصائب ولا تخشى شئ سوي من معرفه أخاها بالأمر خوفاً من بطشه بهم، تذكرت كم تلقت توأمها عنها الكثير والكثير من العقاب بحجه أن جسدها قد أعتاد على هجمات أخيهم، أبتسمت والدموع تملأ عينيها وهي تتذكر نسختها وحبيبتها ونصفها الثاني ولكنها وارت دمعتها سريعاً ومسحت وجهها وهي تسمع صوت أقدام تقترب منها لتلتفت سريعاً وترفع حاجب بتعجب وصمت

نعمه تبتسم بهدوء:
كيف حالك ياتهاني هل أنتي مرتاحه بالعمل هنا

تهاني بجمود وهي تعود لعملها:
الحمدلله على كل حال

نعمه تبتسم بجانبيه وخبث:
أنا أقصد كونك كنتي مدلله ولم تكوني تحملي قشه من الأرض وبين يوم وليله أصبحتي تخدمين في البيوت بسبب شهوه أظنها أنتهت مع الوقت ها، أعني الأمر صعب أوليس كذلك

تنظر لها تهاني بجمود وداخلها يحترق بينما تنظر لإبتسامه نعمه المستفزه لتفاجأ بصوت من خلفهم

أيتن وهي تتخصر وترفع حاجب:
والله حال أمي أفضل من حال البعض أقلها أمي شهوتها لم تلبسها العار وتجعلها تهرب وتتواري لتخفي حقيقتها، نعم كلنا هاربون هنا ولكن هروب عن هروب يفرق ياعمه

تفتح نعمه عينيها بصدمه وتبتلع وهي تنظر لأماني التي كانت تنظر لأيتن بذهول، متى وكيف علمت كل ذلك، وماذا تقصد بكلامها عن نعمه

في تلك الأثناء دلف للمنزل وهو يراهم يتجمعون ثلاثتهم ليقف بالقرب منهم وينظر لزوجته وابنته بتعجب

شهاب بهمس وهو ينظر حوله:
أولم نقل نتصرف كأننا لا نعرف بعضنا البعض، نعم كلهم ذهبوا ولكن زوجة السيد نزار لاتزال هنا واللعنه

أيتن بحده:
ليس نحن من يجب عليهم الخوف يا أبي أعني ما بها إن كنت هربت من أهلك لحبك لإبنة عمك ورغبتك بالزواج بها، هذه ليست جريمه ولا شئ يجلب العار

نعمه تنظر لأيتن وتبتسم بسخريه:
هه من أخبرك هذه الكذبه ياصغيره، يبدوا أن أبويكي لم يريدا كسر ثقتك بنفسك وإحتقارك لهم، أبويكي هربا بمصيبه ومتعقبهم يريد قتلهم بسببها

أيتن تعقد حاجبيها:
ماذا تقصدين

كانت نعمه ستتكلم ولكنها صمتت وهي تراه يدلف للمنزل وينظر لهم بتعجب حتى ألتفت شهاب ليرى من الذي أتى ليفتح عينيه بصدمه، لا يصدق نفسه، لا يصدق أنه يراه أمامه نفسه بشحمه ولحمه

أما شهاب فقد عقد حاجبيه بحيره وهو يشعر أنه قد سبق ومرت عليه هذه الهيئه ولكنه لا يتذكر بالضبط أين

-------

كان جالس وهو يضع كلتا يديه على رأسه بينما يسمعهم يحاولون إيجاد حل ولكن لم يتوصل أي منهم لحل ببساطه الأمر لا مخرج منه، منتهي

أقدار 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن