٢١

88 5 80
                                    

كان يجلس في غرفته يدخن وحاله لا يسر عدو ولا حبيب، كدمات وجروح تملأ وجهه، شعره محلوق تماماً بطريقه بشعه وطبعاً هناك جروح غائره برأسه، شفاه مشققه ومتقرحه، أعين غائره يحيطها اللون الأزرق، بعض الأظافر قد أنتزعت من مكانها ليبقى فقط لحم الإصبع هو الظاهر، ولفافه حول عنقه تنز دماء، نعم كان حاله يرثى له وكأنه قد خرج تواً من الموت، وقد حدث

فتحت باب الغرفه لتدلف وهي تتنهد بضيق على حال إبنها فمنذ عودته وهو على هذا الحال ولا يخرج من غرفته ودوماً شارد الذهن، يبدوا أن ما عاناه ورآه لم يكن بالهين أبداً خاصه أنه لم يقبل أن يتحدث مع أي أحد منذ عودته

زهره وهي تجلس بجواره:
هل ستظل هكذا كثيراً، لدينا زواج وتجهيزات لنجهز لها ونتحضر، مهما كان سبب هذا الزواج سواء كان لفض عداوه أو غيره فهو زواج أبني أول فرحتي ولن ينغص علي شئ أفهمت يا ظافر

ظافر وهو ينظر لها ببرود:
أتعلمين لما لا يتحدث يزيد منذ عودته، أتعلمين لما أنعزلنا كل منا وحده منذ عودتنا، لا تعلمين صح إذاً سأخبرك، أتعرفين والد الفتاه التي ستكون زوجتي ماذا فعل، لنبدأ بأخاها ها قام بضربي بعصا حديديه سمكها بسمك جدار جسدي كله مشوه، قام بإنتزاع بعض أظافر يدي باداه خاصه بالحيوانات لم أكن أعلم كيف يستخدمونها سوي حين أستخدمها معي، بعض اللكمات وبعض الصفعات وأخيراً قام بوضع لمسته النهائيه أتى بمقص أطول من كف يدي وبدأ بقص شعري به بطريقه عشوائيه، أتعلمين المقص كان يغرز بلحم رأسي وهو لا يهتم بل يزيد وحين وجد نفسه لا يستطيع قصه بالمقص أستخدم مكنه كهربائيه لتظهر تحفته الفنيه، أقسم رأيته يبتسم بإنتصار وسعاده وهو يرى ما أقترفه بي، نأتي للأب هو فقط أقترب مني وفي لحظه كان قد أخرج خنجراً من ملابسه وشق عنقي، كنت أرافس في الأرض وهو يقف فوقي ونظراته كلها غضب وحقد ورأيت في عينيه عدم رضي بعدما فعل بي ذلك وكأن حز عنقي لم يرضيه كفايه، كنت أسمع صراخ رجال آخرون ووقع أقدام تركض نحوي وصوت يزيد، صوت يزيد الذي أخترق طبلة أذني من بين كل الأصوات وهو يصرخ من قلبه حتى وأختفي صوته علمت بعدها أنه قلبه توقف في لحظتها وقامو بإنعاشه أظن أحدهم زوجته تلك الطبيبه صاحبة الصيدليه هو من فعل ذلك وهو من قام بخياطه جرح عنقي الذي لم يكن قد وصل للحنجره، يبدوا أن الرجل الغاضب من شده غضبه أرتخت يده ولم يقتلني، هل فمهتي الآن لما نحن كذلك

كانت زهره تنظر له بأعين متسعه ودموع منهمره وكلنا يديها تضعها فوق فمها، لم تتوقع أبداً بشاعه ما حدث معهم، لم تتخيل أنهم عانوا كل هذا، نزار كذب عليها وقال لها أنهم أعداء لهم أختطفوهم من أجل الأعمال فقط وما حدث لظافر كان إشتباك حدث بينهم بالبدايه، لم يخبرها بكل هذه البشاعه، لما كل هذا من أجل التجاره والمخدرات والسلاح وهذا الغضب كله

ظافر يتنفس بألم ويبتسم بجانبيه:
أتعلمين كل ما قلته لكي بالنسبه لي عادي وطبيعي لقد حاولت سلب أبنتهم شرفها واللعنه لو كنت مكانهم أحدهم فعل هذا بميمي لكنت فعلت المثل به، ما يغضبني حقاً أنني واللعنه قد صعبت علي نفسي أنني حين فعلت ذلك الفتاه لم أكن بوعيي، كنت يومها أجرب أحد السجائر التي نوردها لعملائنا ورأيتها أمامي، أقسم لم أكن بوعيي وإلا ما كنت لأقدم على أذيتها أعني لقد كانت تعجبني الفتاه وكنت أبحث عن طريقه لأقربها لي دون أن يقف لي محمود كالشوكه بالبلعوم كونه يعلم بتجارتنا (ينظر لأمه بدموع منهمره) لم أقصد أذيتها كنت منتشي ولم أشعر بنفسي وبسبب ذلك كنت سأدمرها وأموت وأقتل أخي معي، أمي أنا أحب الفتاه أقسم فكيف سأقوم بأذيتها

أقدار 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن