٢٦

92 4 34
                                    

كانت تجلس أمام البيت وهي تراقب الماره وما حولها بإبتسامه واسعه، كم عشقت المكان والحياه هنا ولربما عشقت أشياء أخرى ولكن عقلها يأبي التصديق

خرج هو من منزله ليتحرك بخمول وهو يحك جسده بعشوائيه وكأن به جرب ليصرخ بضجر ويسعل قليلاً ثم يقف وهو يتخصر وينظر حوله بحيره، ماذا كان سيفعل

حالما رأته حاولت التواري بمكانها وهي واثقه أنه لن يراها أصلاً ولو وقفت أمامه ولكن الحذر واجب وأخذت تراقبه عن كثب وتراقب تصرفاته، طريقه وقوفه، مراقبته للطريق، تنفسه الهادئ عكس شخصيته تماماً، وعدم مبالاته، كلها أمور تجعل الجميع ينفر منه فما الذي يحدث معها هي

خرج أخاه الذي كان يضع متعلقاته بجيوب بنطاله ليقف بجواره وينظر له بتعجب

محمود متعجباً:
سترحل الآن

محمد بهدوء وهو يلقى بالسيجاره أرضاً ويدعسها:
نعم، أتريد شئ

محمود يتنهد ويحك شعره بضيق:
أريد بعض الحبوب هل تجلبها لي

محمد ينظر له بحده:
توقف عن ذاك السم الذي تتناوله سيؤذي صحتك وسيقتلك

محمود يتنفس بعمق:
أشعر أن عقلي سينفجر، يارجل لقد أصبحت أستيقظ مبكراً أتصدق هذا، لم أفعلها يوماً وأنا بالمدرسه، حالتي صعبه

محمد يبتسم بجانبيه:
حالتك مستعصيه، جد لك شئ يلهيك، سأرحل الآن وداعاً

يرحل محمد ليلقي عليها نظره سريعه حين يمر من أمامها ويرحل بسلام تاركاً إياها تراقب ذاك المعتوه الذي بدأ يمارس بعض الرياضه بشكل مضحك ولا يمت للرياضه بصله، وفجأه وجدته وقف سريعاً على قدميه وركض للخلف نحو الحقول بسرعه جعلتها تجفل وتشهق بفزع وقد شكت للحظات أن هناك ثعبان قرصه لتوقن أنه بالفعل معتوه ومجنون وهي مجنونه لمراقبته كل يوم هكذا

بعيداً قليلاً في البيت الكبير بأحد غرف البيت الخاصه بالأبناء حيث تسمع صوت قادم من المرحاض، صوت متألم ويأن بوجع، فتح باب المرحاض وخرج منه وهو يستند على إطار الباب ويقف بصعوبه ووجهه أصفر وشفتيه بيضاء مائله للأزرق، نعم كان كمن يحتضر

تحرك قليلاً ليسقط أرضاً وهو يتكور على نفسه ويمسك جسده بألم ويأن من شده الألم، فتح باب الغرفه ليدلف الثاني سريعاً حين يراه هكذا ويسقط جالساً بجواره وهو يحمل رأسه بين يديه

أشرف بخوف وقلق وهو يضربه بخفه على وجنته:
موسى موسي يارجل هل تسمعني، هيييه موسى أفق أرجوك، أخبرني بما تشعر هل أهاتف الخاله زهره لتأتي وتفحصك ها

موسى بألم بالكاد يتحدث:
ل لا ت تخبر ا أحد س سيقت سيقتلني ا أبي ااااااه

أشرف بفزع وحده:
واللعنه هل تريدني أن أتركك هكذا لتموت، سوف أهاتفها فهي الوحيده التي تعلم بأمرك

أقدار 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن