٢٣

100 4 43
                                    

كان الجو مشرقاً والطيور تزقزق والهواء منعش والشمس ساطعه، كانت تقف على باب المنزل ساطعه كالشمس مشرقه كالجو حالمه كالطيور، مر شهر علي وجودها هنا وها هي تشعر بالحياه تدب في أوصالها، قشعريره دبت في جسدها عندما هبت ريح قويه لتنكمش مربعه ذراعيها ومغمضه عينيها لتسمع أصوات خطوات قادمه نحوها، فتحت عينيها لتجده يقترب منها وهو ينظر لها نظره غريبه لم ترها من قبل فهي لم تلتقي بأحد قبلاً ثم تذكرته نعم تذكرته إنه ذاك الشاب الذي سقطت بين أحضانه حين ألقوها لعمها، تلك المره الأولى التي تراه بها منذ ذاك الموقف، علمت من خالتها زهره أنه قريب لهم ولكنها لم تفهم الأمر جيداً لذا لم تهتم، أقترب منها أكثر لترفع حاجب بتعجب فهو قادم نحوها

محمود بضيق وهو يبعدها عن طريقه:
أنتي تسدين الطريق تنحي تنحي

أيتن وهي ترفع حاجبيها بذهول:
كيف تحادثني هكذا أجننت ياهذا

محمود وهو بالكاد يفتح عينيه وبسخريه:
ومن تكوني يعني إبنة الباشا مثلاً

تفتح فمها بذهول من وقاحته ليتركها ويطرق باب المنزل بقوه وكأن هجوم صائر على البيت ليفتحه خالها بقوه وحده وهو يسبه ويلعنه بينما هو تثائب بملل

محمود بملل:
أين علتكم لأنقلها مع بقيه البهائم للحظيره الكبيره وكأنهم إن ذهبوا سيصبحوا بقر مثقف وينتجوا لنا شاي بحليب

عبدالرحمن بغضب:
والله لا يوجد ثور غيرك هنا يا علة كساب ومصيبة أماني، لا أعلم لما يصرون أن تذهب بهم أنت للمدرسه

محمود يصرخ بحنق:
كساب يعاقبني بسبب ما حدث وكأنه زوج أمي والله في يوم سأنتف له شعراته وأقلع له عيناه المفتخر بهم وأريح أماني من همه

صوت كساب من أمام منزله يصرخ بغضب:
يا ثور أيقظت البهائم بصوتك وفقط تلقي وعدك مني حين تأتي يا علتي وسبب موتى يوم ما يا بهييييم

كانت أيتن تنظر للمشهد أمامها بذهول وقد كانت تصدق حقاً أنه يقصد البهائم وليس بشراً ولكن أنتبهت للأمر حين وجدت الفتيات يخرجون من البيتين بضيق وغضب بادي على ملامحهم ويصعدون السياره ليتوجه هو ويصعد ليتحرك بهم بتذمر

عبدالرحمن يتنهد:
ذاك الفتى والله سيكون سبب موتنا جميعاً وليس موت أبيه فقط

أيتن بذهول:
خالي هل هذا بشر مثلنا

عبدالرحمن يضحك بقوه:
ههههههه جزاكي الله يا أيتن، لا حبيبه هو ليس مثلنا هو فصيله أنقرضت ولم يتبق سواه وسينقرض قريباً لا تقلقي فهو لن يستطيع التكاثر ليحافظ على فصيلته

أيتن بفضول:
ولما هل هو مريض

عبدالرحمن وهو يحتضن كتفيها ويدلف بها للمنزل:
نعم مريض مرض مميت يجعل الجميع ينفر منه ولن يزوجه أحد إبنته إلا مجنون فاقد للأهليه وأيضاً لا يوجد عاقله ستقبل به، إنه الوباء بحد ذاته وعلاجه الموت، يجب أن ينقرض على وجه السرعه

أقدار 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن