كانت الزينه والأضواء تنير كل شوراع القريه وتزينها ببهجه تفرح النظر وتشرح القلب وتجعل من يلمحها يعلم أن هذه الفرحه لن تكون سوي لدار العمده وأهله فمن سينير القريه بأكمله سوي أفراحهم، كان الناس رجال ونساء يتوافدون نحو منزل العمده ليقوموا بحضور وليمه الفرح وبهجته من بعد الوليمه، أنتهت الوليمه ليأتي بعدها الطبل والغناء والرقص ليتهافت الشباب في التراقص على أنغام الموسيقى الصاخبه وهناك من يلعبون بالعصي في فرحه معهوده أفراح الصعيد بأكملها، أما بداخل المنزل فكانت النساء تتتراقص بسعاده حول العروس بفستانها الأبيض الناصع وزينتها والذهب الذي يزين عنقها وصدرها، كان الجميع فرحون سواها، كان الجميع يطلقون الزغاريد ويضحكون بسعاده سواها ففرحتها قد سرقت وسارقها زوجها، ياللسخريه
تنهدت وهي تنظر لهم جميعاً وتتذكر لقائها بأبيها قبل الزفاف بأيام قليله وكانت تلك المره الأولى التي تراه بها بعدما حدث معها، كان ينظر لها بألم وضيق ليس منها بل من نفسه كونه يشعر أنه لم يستطع أن يجلب لها حقها ويحميها كما يجب أن يكون، شعر بالنقص وقلة الحيله، شعر بالعجز
تذكرت كلماته جلياً لها وهو يمسكها من كتفيه بحزم "أريد دليل برائتك برغم ثقتي بكى ولكن أمام أهل القريه لأصمت ألسنتهم أولاً ثم بعدها أريد روحه، أريدك أن تريه من هي إبنة فاروق، فاروق الذي ربي رجالاً بهيئة نساء، أريده أن يلعن اليوم الذي عرفنا به ويخاف أن يلعنه كي لا يصيبه بطش منا، أريده أن يعرف أن الله حق وأن الغوص في أعراض الناس ليس بشئ هين، أريدك أن تربيه فيبدوا أن أهله لم يجدوا الوقت لذلك، أجعلي نفسك عزيزه ولا تصبحي سهلة المنال، أعلم ما أقوله لا يجب على قوله ولكن حالتك تختلف فكما قتل فرحتك أقتلي روحه، أجعليه يعلم أن الرجوله ليست بهكذا تصرفات، كوني قويه مرفوعه الرأس فأنتي ملكه وستظلي ملكه الكل يقبع تحت خدمتها، أنتي مهره جامحه وليس أي خيال يقدر عليكي، أريه أنكي أقوى منه ليس بالعضلات ولكن بالعقل والذكاء، كوني فطنه وعلميه كيف نربي فتياتنا، أنتي إبنة فاروق وإبنته لا تطأطأ الرأس أبداً ولو كتب عليها الموت تموت مرفوعه الرأس بشموخ وعزة نفس وكرامه" وكأنها كانت تحتاج لتلك الكلمات كي تقف على قدميها وتبدأ حربها، حربها مع ذاك المسمى زوجها فليصبر وسيري من هي نسرين إبنة فاروق وحفيدة عدنان
توقفت الموسيقى معلنه عن قدوم العريس وأهله الذين أتوا بسياراتهم يتباهون بها أمام أهل القريه ولا يعلمون أن مثل هكذا مظاهر لا تؤثر بهم بتاتاً، إستقبل العمده قاسم وإخوانه العريس وأهله من أعمام وأخوال حيث حضر العمده عمار وإهله أيضاً وجلسوا جميعاً يستمعون للموسيقى ويتراقصون على أنغامها
عمار وهي يميل على قاسم ويتحدث بإذنه ليسمعه:
أتمنى أن هذا اليوم يكون فاتحه خير بيننا وننسي كل ما مضىيومأ قاسم بهدوء دون أن يرد عليه ليعلم عمار أنهم لازالوا يحملون ضغينه في قلوبهم ولكنهم وافقوا على مضض على هذا الزواج حقناً لدماء أبنائهم وحفاظاً على أرواحهم فقط وليس في نيتهم أن يصبحوا حقاً أهل ويختلطوا ببعضهم