القاء الاول

743 78 39
                                    

ليليان...
ليليان وحسب... ذلك هو اسمها، دون اي ألقاب تشريفية او رتبة سياسية مجرد فتاة في ربيعها الرابع ،واحدة من بين ملايين شعب هذه  الامبراطورية. تعيش رفقة امها ذات الجمال الباهر ، جمال كان موضع حسد جميع معارفها بشعر بني منسدل على ظهرها وصولا إلى فخذيها و عيون خضراء تعكس جمال و بهاء الطبيعة الفسيحة

ولم تكن روحها اقل جمالا كانت اما عازبة ضحت بالنفس و النفيس في سبيل راحة ابنتها و لم تكن الحياة باللينة اتجاهها كانت ممتنة لبقاءها على قيدها .. كانت الملجأ و الملاذ لابنتها و الشخص الاول  و الاخير الذي احب ليليان دون قيد او شرط

و تجلا حبها الدفين في اخر لحظات حياتها... الدم سلك مجراه من طعنة السيف التي اخترقت جسدها و الروح التي اعلنت رحيلها و حتى مع ذلك رفض جسدها الميت ترك ابنته و احتضنها محاولا حمايتها

" اعتني بنفسك يا ابنتي" متلمسة خد طفلتها تركت الام تلك الكلمات وراءها بينما تراقب تعابير طفلتها المرتجفة ... كان موتها مهزلة حرفية، لقد جاء بعض فرسان القصر الملكي مطالبين ليليان بالقدوم معهم كونه قد تم الاثبات رسميا بانتمائها إلى العائلة المالكة

و كانت طريقتهم في اصطحاب الاميرة هي عن طريق سحب معصمها و اجبارها على القدوم معهم رغم استنجادها و رفضها . و عندما رأت الام خوف ابنتها سارعت نحوها و حمتها ضد الفرسان الاشداء المدربين... كانت امرأة رقيقة العود ضعيفة البدن عزلاء من اي سلاح فبتلويحة واحدة من احد الرجال ادخل سيفه عميقا في ظهرها مخترقا صدرهاها رغم عدم اساءة تلك المرأة إليه بشيء إلا انه سلب حياة بريئة و حرم طفلة صغيرة من عبق امها

" الن نقع في مشكلة..؟" تقدم احد الفرسان و سال صديقه فاكتفى المعني بقلب عينيه ثم الابتسام بهدوء
" لماذا؟؟ لقد جئنا إلى هنا فلمحنا جثة هذه المرأة و يا للأسف لم نتمكن من حمايتها~~"

هلل رفاقه و همهموا مشاركين اياه في اختلاق قصة تنجيهم من العقاب متجاهلين الطفلة التي تجمدت تعابيرها عكس عينيها التان تنذرفان انهار من الدموع لم تتمكن من كبحها و هي تتلمس دفئ امها الذي اعتادت عليه يختفي تدريجيا...

" حتى لو لم نقتلها نحن .. ستقتلها الامبراطورة بالتأكيد... لقد ازحنا بعض الثقل على كاهلها~~" تعالت ضحكات الجنود و ازدادت نكاتهم قسوة و وطأه اشد على مسامع طفلة لم تبلغ الرابعة إلا حديثا ... اقترب قاتل والدتها منها و رفع بسيفه الدامي ذقن ليليان ملطخا اياها وجاعلا لها تحدق في عينيه بزرقاوتيها المتعبتين من فرط البكاء
" كما اسلفت... ايتها الطفلة ستأتين معنا إلى القصر دون مقاومة.... ألا اذا كنتي تريدين من مصيرك ان يكون كمثل امك" كشر عن ابتسامته الساخرة نهاية كلامه و كأنه يقول نكتة مضحكة جعل الطفلة تدرك اول معلومة تحتاجها لضمان بقائها على قيد الحياة
_ هذا العالم قاس..._ صفعها الواقع بتلك الحقيقة فسمحت للفرسان بقيادتها لأي مكان شاؤوا فقد جفت دموعها بالفعل ...

Tokyo revengers|| !!انه خياري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن