25

1.6K 41 0
                                    

تاني يوم طوالي أبوي و زيدان بصعوبه قدروا يجوا و جابوا معاهم عمتي نضال و بناتها سمر و قمر ، أمي قالت ليهم حمدلله على سلامتكم ، قالت ليها الله يسلمك غيتو الدخلت فينا ما أظن تطلع بالساهل ....
بقينا قاعدين و محتارين نعمل شنو ، لأنو جزو عايز السفر و جزو لا ، أنا و حبوبه و سارا قلنا ما عايزين نسافر ، حبوبه قالت ليهم بري أنا برجع بيتي و شبر ما متحركه ، أما أمي و رشا و عمتي و بناتها قالوا نسافر و أصلاً أبوي و خالي إيهاب و زيدان قالوا حـ يقعدوا يحرسوا البيوت ....في النهايه بعد نقاشات كتيييره و جدل ، حبوبه قالت ما معروف الناس تتفائل ، يمكن الحرب دي تقيف قريب و نكون ساي إستعجلنا و خلينا بيوتنا ....للوقت داك لسه كان في أصوات ضرب ، في الآخر خالي قال نمشي الكلاكله نقعد معاهم هناك لأنها أخف قدراً لحد ما نتفق على حكاية السفر دي ، أبوي قال ليهو كويس سوقهم معاك و أنا بقعد في البيت ، زيدان قال ليهو أنا قاعد معاك  ، خالي قال ليهم لا انت ذاتكم حتمشوا معانا ، قلت ليهو نحنا ما بنقدر نمشي و نخليك يا أبوي ، مدام انت قاعد معناها أنا كمان حـ اقعد معاك ، أمي قالت ليهو وقت انت و بتك قاعدين نحنا كمان حـ نقعد ، قال لينا انتوا كمان ما تصعبوها !! أنا قاعد عشان أحرس البيت و الفيهو ، حبوبه قالت ليهو البيت و الفيهو بتعوض لكن الروح دي بتتعوض ؟؟
أبوي قال ليهم والله انا ما حـ أمشي يا جماعه و دا آخر كلام عندي ، قلت ليهو أنا ذاتي ما حـ أمشي .....المهم قدر ما حاولنا نقنع أبوي أبى يمشي معانا و قال لـ ناس حبوبه انتوا أمشوا ، عمتي قالت حتمشي معاهم ، قالت لينا بري ما بقدر أقعد تحت أصوات الرصاص و المدافع دي ، المهم مشوا معاهم و نحنا قعدنا مع أبوي ، قال لينا هسي لو سمعتوا الكلام و مشيتوا مع حبوبتكم مالكم ؟؟
المهم قعدنا يومين في البيت و كانوا اسوأ يومين ، الناس بدت تسافر و الوضع بقى سئ لا مويه لا كهربه ، نحنا الموتور حقنا بشتغل بـ جاز فـ كان عندنا شويه جاز شغلناهو بيهو و طلعنا الخرطوش برا عشان الناس تملى ، طلعت الشارع من دون ما ناس البيت يشوفوني و بقيت أصور في فيديو و اتكلم عن الحاصل في الخرطوم بشكل عام و عن الحاصل في المهندسين بشكل خاص و عن أحوال الناس و رداءة الوضع ، عملت الفيديو و نزلتو في كل حساباتي و في معظم قروبات المغتربين و القروبات الغير سودانيه الداخله فيها ....رجعت البيت من دون ما يحس زول ، فتحت قناة الحدث عشان أتابع باقي الأخبار ، لقيت في خبر عن حصار مدينة الأبيض من قبل الدعم السريع بعدها حصل إشتباك عنيف بينهم و بين الجيش ، راح ضحيتو 35 و يمكن أكتر في يوم واحد ، أهل حبوبه من هناك عشان كدا أمي طوالي اتصلت على حبوبه و قالت ليها شوفي أهلك يا أمي حاصل عليهم شنو و أدينا خبر ، المهم اتواصلت مع واحد إعلامي من الأبيض ، أصلاً أنا داخله معظم قروبات الولايات و لي معرفه محدوده بناس من مختلف مدن السودان ، المهم إتواصلت معاهو و قلت ليهو بإيجاز أحكي لي الحاصل في الأبيض ، قال لي ما عندي معلومات كتيره ولا صور ولا فيديوهات لأنو الوضع هنا سئ و ما قادرين نشوف شغلنا ، الطلوع من البيت صعب شديد ، قلت ليهو طيب قولي لي العارفو ، قال لي أصلاً الدعامه ديل ليهم كم يوم مرتكزين في مدخل الأبيض ، شويه شويه لحد ما حاصروها و بقوا يدخلوا جواها و اليوم الجيش إتحرك عشان يصدهم و حصل الإشتباك الراح ضحيتو ناس كتار و......الخ
المهم نفس القالو لي بالإضافه للمعلومات العرفتها من مصادر تانيه مع الصور ، نزلت بوست في الفيس عن الحاصل هناك و عملت فيديو بث مباشر و بديت أحكي فيهو ، اتكلمت عن الأبيض و مروي و دارفور تحديداً نيالا و الجنينه لأنو كان في إشتباكات عنيفه هناك بس قلت بإختصار عشان ما أطول الفيديو و عشان حأعمل ليهم فيديو براهو ، المهم نزلت دا في قروبات الواتس تبع الصحفيين من زملائي و قروبات المغتربين ، إرتحت شويه كدا بعدها عملت فيديو لأحداث الجنينه و نيالا و شاركتهم ، كنت حاسه بمسؤوليه كبيره اتجاه أي منطقه بتعاني أو حصلت فيها اشتباكات ، كذلك كنت حاسه إني مفروض أعكس الحاصل للمواطن السوداني المغلوب على أمرو للناس عبر القنوات ، حالياً الموضوع صعب شويه و المراسلين و الإعلاميين ما قادرين يباشروا شغلهم ، و لؤي أكيد مع الظروف دي ما حـ يقدر يجيني و أنا ذاتي ما عايزاهو يخاطر بحياتو و يجي عشان ينزل معاي الشارع و نصور ، المهم صليت الضهر و أخدت لي نومه ، يعني من الحرب بدت دي أول مره أنوم زي الناس كدا ، الليل معظمو مساهرين لحد السحور ، الساعه 3 دي كل يوم بتلقانا صاحيين بسبب كلام الناس عن إنو حيكون في ضرب الساعه 3 ، أنا المره الأولى صدقت بس بعدها لا رغم إنو كلام الناس بكون مقنع شديد خاصة لمن واحد يحلف قسم إنو خالو الفي الجيش قال ليهو حيكون في ضرب شديد الساعه 3 ما تنوموا !!
المهم نووومت بعمق و ما صحيت إلا على صوت أمي و هي بتقول لي أصحي يا بت ، قومي ...قمت مخلوعه و يدي على قلبي و قلت ليها في شنو يا أمي ؟؟
قالت لي الناس ديل جاين ، أرح أمرقي و شيلي البتحتاجيهو ، قلت ليها ناس منو يا أمي و نمرق نمشي وين ، قالت ما تكتري كلام سرعه لمي ملابسك و تعالي نازله ...قالت كدا و طلعت بإستعجال ، بالجد خوفتني ، شلت شنطه وسط كدا و لميت فيها حاجاتي و ختيتهم في السرير و نزلت تحت ما لقيت زول بس كنت سامعه صوت ناس أمي من برا الحوش ، لمن طلعت لقيتهم واقفين جنب الباب ، قلت ليهم في شنو ؟؟
رشا كانت بترجف من الخوف ، قالت لي قالوا الدعامه بدوا يدخلوا جوه البيوت و هسي زيدان مشى يشوفهم لكن قال لينا خليكم جاهزين ، قلت ليهم طيب أبوي وين ؟؟ رشا قالت لي أبوي هداك ليهو واقف مع ناس عم عبد العزيز ، أمي قالت لي أمشي ألبسي و جيبي شنطتك دخليها في عربية زيدان  ، دخلت جوه بإستعجال و أنا قلبي بخفق سريع !! معقوله بس !!
دخلت لبست عبايه و شلت تلفوني و شنطتي و مشيت ختيتها في عربية زيدان ، لقيت أبوي جا و شغال يتكلم مع ناس أمي قال ليها ماف زول متأكد من حاجه لكن ما بعيده يجوا داخلين عشان كدا للضمان حـ أوديكم بيت أمك ، أصلاً إيهاب قبل شويه كان بتكلم معاي و قال لي الوضع لو سئ تعالوا لينا ، المهم زيدان حـ يوصلكم ، أمي قالت ليهو لو مشيت معانا مالك ؟؟
قال ليها ما عايز نقاش كتير ، رشا قالت ليهو لكن يا أبوي ....قاطعها و قال ليها بحده ولا حرف ....تاني ما قدرنا نتكلم معاهو لأنو بتضايق بسرعه و ضغطوا برتفع ....المهم زيدان لمن جا قال لينا الأفضل أوديكم بيت حبوبه و فعلاً ودعنا أبوي و ركبنا مع زيدان و إتحركنا ....
برضو كونو أطلع من بيتنا كان صعب علي خاصة إنو أبوي ما معانا ، بدل الهم شيلنا همين ، بس برضو خيار إنو نمشي نقعد في بيت حبوبه بالنسبه لي أفضل من السفر برا الخرطوم أو برا السودان .... طبعاً دا كلو كان يوم التلاتاء 27 رمضان / 18 أبريل ، المهم بعد ما إتحركنا بمسافه لقينا الدعامه متمركزين جنب كبري ود البشير ، وقفونا و بقوا يسألوا في زيدان و يعاينوا لينا ، قال ليهم أنا ما عسكري ولا لي علاقه بالجيش و زي ما شايفين ماشي أوصل أهلي 😊
شالوا منو إثباتاتو شافوها و رجعوها ليهو ، قالوا لينا جيبوا تلفوناتكم ، بتردد أديناهم ليهم ، رشا من شدة الخوف قعدت تبكي ، قالت ليهم عليكم الله خلونا نمشي ما عندكم أهل انتوا حرام عليكم البتعملوا في الناس دا 😭😭 زيدان قال ليها خليك ساكته ، واحد منهم قال ليها هم جوا و ضربونا نسكت ليهم يعني !؟؟ قالت ليهو طيب نحنا ذنبنا شنو نطلع نخلي بيوتنا و حاجاتنا ورانا ، زيدان إتلفت علينا و عاين لينا بحده و قال لينا خليكم ساكتين ، أمي كانت راكبه معاهو قدام إتلفتت علينا و ختت أصبعها على خشمها بمعنى أسكتوا ، فعلاً سكتنا و ديلك رجعوا لينا تلفوناتنا .... طبعاً أنا كنت عامله حسابي و أخفيت كل الصور و الفيديوهات العملتها و كنت مغطيه جزو من وشي عشان ما معروف يمكن واحد منهم يكون شافني في فيديو من الفيديوهات النشرتها و أنا بتكلم عن البحصل في المناطق الفيها اشتباكات ، ما صدقت لمن قالوا لينا أمشوا ، قلبي حسيت ياداب بقى ينبض ، زيدان قال لينا انتوا مخلفات!! شنو البخليكم تتكلموا معاهم !! أمي قالت ليهو خلاص يا زيدان و يا مها و يا رشا تاني إياكم تتكلموا لو وقفونا دعامه أو جيش.....المهم تاني واصلنا طريقنا لغاية ما وصلنا الكلاكله القبه ، طبعاً الشوارع كانت فاضيه كأنو البلد دي مهجوره من سنين اول ما وصلنا أبوي إتصل عشان يتطمن علينا ، قلنا ليهو الحمدلله وصلنا سالمين ، حبوبه قالت لينا ابوكم ليه ما جا معاكم !! كان يجي ساي ، أمي قالت ليها والله قدر ما إتكلمنا معاهو رفض ، خالي قال لينا ان شاء الله ما واجهتكم مشكله في الطريق !! قلنا ليهو وقفونا الدعامه بس و حكينا ليهم ، عمتي نضال قالت لينا بركه الرجعوا ليكم تلفوناتكم لأنو في ناس شالوا منهم تلفوناتهم و قروشهم ، حبوبه قالت ليها حتى لو شالوهم ما مهمات قصاد الروح ، المهم هم جوا بخير و سلامه ، بعد شويه كدا زيدان وقف على حيلو و قال لينا أنا حـ أمشي بعد دا !! كلنا بصوت واحد قلنا ليهو ماشي وين ؟؟
قال لينا أكيد حـ أرجع البيت ، مستحيل أخلي أبوي براهو ، خالي قال ليهو أبوك ذاتو هسي أنا حأتكلم معاهو و حـ اقنعوا يجي و يقعد معانا ، زيدان قال ليهو ما تتعب نفسك يا إيهاب، أبوي مستحيل يجي و أنا ما بخليهو براهو ، عشان كدا حـ أمشي ليهو ....قدر ما حاولنا نمنعوا ما سمع مننا ، في الآخر ودعنا و طلع و أمي تشيل و تدعي ليهو ، بقينا كل مره نتصل عليهو و نشوفو وصل وين لحد ما الحمدلله وصل بسلام ، قمر قالت زيدان دا عنيد شديد !! هسي لو جا هو و خالي و قعدوا معانا مالهم !!
عمتي قالت ليها طالع لأبوهو ، أخوي و ولدو جنهم ركوب راس .... طبعاً طبعاً ، قمر دي من زماااان عايزا زيدان أخوي ، من كلامها و حركاتها واضح بس هو ما شغال بيها نهاي ، المهم بعد شويه كدا بدينا نجهز في الفطور ، خالي شال صينيتو و طلع بيها برا و نحنا قعدنا فطرنا في البيت ، بس فجأه كدا جا صوت مدفع قوي و بعدو اتوالت الأصوات ، رشا و بنات عمتي بقوا يتجاروا يمين شمال ، أمي قالت لـ حبوبه رجلنا حاره ولا شنو ، شكلو الضرب دا مبارينا وين ما مشينا ، سارا قالت ليها لا من اليوم الأول الأصوات دي موجوده لأنو شمالنا واقعه منطقة الشجره الفيها معسكر للجيش و قدامنا في جبره المعظم سكانها من الجيش أو الدعم السريع ، قلت ليها حميدتي ساكن هناك ، قالت لي أصلاً عشان كدا مركزين شديد مع جبره ، حبوبه قالت ربنا ينتقم من الكان السبب في دا كلو ، عمتي قالت ليها دا كلو بسبب الجيش هو البدا ضرب ، سمر قالت ليها الدعم يستاهل يا أمي لأنو دي فوضه ، الناس ديل لو خلوهم على راحتهم حـ يفكروا يغزوا العاصمه و يسيطروا عليها ، من متين المليشيات بتحكم بلد ؟؟
أمي قالت ليهم غيتو أي دوله يكون فيها جيشين أو قوتين ما بتمشي لـ قدام ، قمر قالت بغض النظر عن منو البدا الضرب نحنا المفروض نقيف مع الجيش لأنو مننا و فينا ، عمتي قالت ليها الجيش اللمن الناس ماتوا قداموا في القياده العامه وقف و مكتف و ما عمل حاجه !! ...سمر قالت ليها طيب يا أمي زعلك من الجيش و غضبك عليهو معناها إنك تقيفي مع مليشيات ؟؟
المهم بقوا يتجادلوا و يتناقشوا ، عمتي دي بالواضح واقفه مع الدعم السريع و حبوبه نص نص لأنو مرات بتدافع عن حميدتي و أصلاً هي من لمن ظهر بتريد كلامو....أنا زهجت من نقتهم الكتيره ، قلت ليهم خلااااص ممكن تسكتوا !! البشوفكم بتدافعوا عنهم كدا بقول عندكم فيهم اخ ولا ولد !! انتوا متعبين نفسكم سااااي و كلامكم دا كلو هم ما جايبين ليهو خبر ، لو بدا الضرب الجد جد قايلنهم حـ يقولوا ديل واقفين معانا ما نضربهم ؟؟!
سمر قالت لي ما فهمت هسي انتِ واقفه مع منو ؟؟
قلت ليها إنو واقفه مع المواطن ، و أساساً أنا ما بحب أكون تابعه أو مؤيده لأي طرف لأنهم كلهم ما مضمونين ، سارا قالت لي يا مها إختلافنا مع قادة الجيش ما معناها إختلافنا مع الجيش نفسو ، قلت ليها من زماااان الناس دي اتكلمت لمن فترت و قالت لازم الدعم السريع دا ينحل ، بس البرهان بنفسو قال قوات الدعم السريع من رحم القوات المسلحه ، و قال الدعم السريع مننا و فينا نحنا لحد الآن ما عارفين سبب الحرب ، ما عارفين الحصل شنو بيناتهم خلاهم يقوموا حرب شردة ، دمرت و خلفت خسائر كتيره سواء في الأرواح أو غيرها ، قالت لي برضو مفروض ندعم الجيش و أول ما الحرب دي تخلص و يتم التخلص من الدعم السريع نرجع لـ موضوعنا الأساسي يلي هو تغيير كووول القاده الحاليين ديل بس دا ما وقتو هسي ....قلت ليها ما مهم ، أكيد الجيش ما واقف على دعمنا و تشجيعنا ليهو ، قمر قالت لي انتِ زي أمي واقفه مع الدعامه ...قلت ليها بس نفسي أفهم ليه حاصرين الناس بين خيارين يا جيش يا دعامه !!....أديني سبب واحد يخليني أدعم قوات الدعم السريع ؟؟؟
قالت لي لأني شايفاك عاصره شديد على الجيش ، قلت ليها لأنو من البدايه كان ممكن يمنعوا الكارثه دي قبل ما تحصل و ما يخلوا أي قوات غير تابعه ليهم تدخل العاصمه أو غيرها من المدن 😊
تااااني بدوا يتكلموا و زهجوني بالجد ، إيهاب جا لقاهم بتجادلوا ساي ، قال ليهم عليكم الله قوموا كفتوا بعض في شنو ؟؟
سارا طوالي حكت ليهو ، خليتهم لسه بتكلموا و دخلت جوه و مسكت تلفوني ، أول ما دخلت الواتس نزلت كذا رساله و أصلاً الشبكه كعبه عشان كدا في رسايل بتجي متأخره ، من بين رسايل الدردشات و القروبات دي كلها عيني وقعت على دردشة ناصر ، ظهر لي إنو قرا رسالتي بس ما رد !!
إحتقرت نفسي شديد و قلت ياريتني ما اتصلت ولا رسلت و سألت عنو ، هسي حـ يقول إني طالبه منو الطلاق و مع ذلك لسه جاريه وراهو ....ياخ وااااي أنا من نفسي الما بقدر أتحكم فيها دي !!
المهم اليوم دا برضو كان سئ سئ شديد ، أصوات من كل الإتجاهات و الأبواب دي بتهتز عديل من شدة الصوت ، حسيت تحت أي لحظه حـ تجي دانه واقعه فينا ، لمن طلعنا برا إيهاب قال لينا خشوا جوه عشان تجي لوحده فيكم رصاصه طايشه ، لمن دخلنا جوه و قفلنا علينا الأبواب و الشبابيك الكهربه قطعت ، بقينا قاعدين في سخانه و ضلام و أصوات مفزعه من كل الإتجاهات ، عمتي قعدت تتشهد و قالت خلااااص دي آخر دقايق لينا في الدنيا دي ، أعفوا لي أنا عااافيه ليكم كلكم ، قمر قالت ليها واااي يا أمي أنا خايفه ، سمر قالت لو ما كتلنا الخوف حـ تكتلنا السخانه  ....
المهم بعدها الأصوات ما وقفت إلا قريب الساعه 10 ، لمن الوضع هدا شويه طلعنا سراير برا و قعدنا في الضلام ، و ما كان في أي مصدر طاقه عشان ننور بيهو ، إيهاب قال الجاز الكان بشغل بيهو البابور خلص قال لينا برا بحاول أشتري واحد ان شاء الله سوق أسود ....المهم بقينا قاعدين في نص الحوش و بنتهبب ساااي ، مسكت تلفوني و دخلت الفيس ، كتبت :
خايفة ما ألقاك معاي ، وقت الوجع ما تكون حداي
خايفاك تعشمني وتفوت ؛ انا خايفة اقع و اقوم براي
عارفه إنو دا ما وقتو بس لقيت نفسي بكتب في الكلام دا !...بعدها بقيت أتصفح و اعرف الأخبار ، لقيت فيديوهاتي انتشرت ، و معظم العاملين ليها مشاركه مغتربين أو صحفيين مقتربين و مشاركين فيديوهاتي في صفحاتهم الإخباريه الغير سودانيه فـ بالتالي لقت انتشار واسع ، اتواصل معاي واحد من كبار الصحفيين العايشين برا السودان ، كنت بعرفو من زمان بس ماف تواصل بينا ، قال لي عايزك تنقلي لي تفاصيل الحرب و أخبارها أول بأول ....المهم إتكلمنا و اتناقشنا في الحاصل و هو ما شاء الله محلل من الدرجه الأولى ....المهم بعد شويه انتبهت إنو في إشعارات كتيره على البوست حقي ، لقيت معظم الناس كاتبين لي : الناس في شنو و انتِ في شنو !؟
واحد كاتب لي ما قلتي قلبك على البلد !!؟ اصلاً كلكم عواليق و أنا متأكد انك برا السودان و ما حاسين بينا ، كلكم كدا وقت الحاره بتهربوا و بعد الأوضاع تهدا بتجوا راجعين و بتتسلقوا المشهد !! تباً لكم .....من بين كل الكومنتات دا أكتر كومنت وجعني و غااااظني ، كتبت بوست محتواهو : على فكره أنا موجوووده في السودان و عايشه بين الدانات و المدافع و ضايقه الويل ....يعني بس عشان نزلت مجرد بوست جايين تردموني و تخونوني و تشككوا في وطنيتي ؟؟!
يعني انتوا عاااادي تدخلوا الميديا و تعلقوا و تكتبوا العايزنوا و أول ما غيركم يعمل كدا تشبكوهو متسلق ، و خاين و شنو ما بعرف من كلامكم الخارم بارم !!... شفتوا انا حره في صفحتي اكتب العايزاهو ماف زول عندو شغله بي ما تقولوا لي عشان إعلاميه ولا زفت ....طول ما أنا حاسه إني ما غلطانه و ما اتجاوزت الحد ماف شي بوقفني لا مهنتي لا كلامكم و اتطمنوا أنا ما زي الإعلاميين البتأثروا بكلامكم و بقيدوا نفسهم عشان يرضوكم و عشان يتجنبوا الردم تبعكم ، و البوست العمل الجوووطه دي كلها ما حـ احذفو 😃✋
طبعاً إتكيفت كيف من نفسي ، بعدها ظهر لي إشعار واتس ، اصلاً شايفه الإشعار من دخلت الفيس ، اتخيلوا بس لمن دخلت الواتس لقيت رسايل من ناصر !!
ما فتحت الدردشه طوالي ، بقيت أفكر و اقول كاتب لي شنو يا ربي !! كان في قريب الـ 7 رسايل....يلا عشان ما يقول أنا منتظره منو رساله ، انتظرت بعد 7 دقائق بعدها دخلت دردشتو ، كان مرسل لي ريكورد قال لي فيهو : مهاوي أنا كويس طمنيني عليك ، كنت في مكان ما فيهو شبكه و كنت شبكه منعزل عن الناس و ما جايب خبر للحصل دا كلو ، المهم انتِ و ناس بيتكم كويسين ، سافرتوا ولا لسه ....بعدها رسل لي قلب مكسور رداً على آخر رساله ...بعدها كتب لي لمن قريت رسالتك كنت في الطريق ياداب داخل الخرطوم و الدخول كان صعب شديد و من إرتكاز لإرتكاز مع تحقيق مكثف ، ما صدقت دخلت و قدرت أصل لأهلي و أطمن عليهم ....المهم انتِ كيفك أنا مقلق عليك ، أول ما عرفت جيت فوراً.....بعدها بكم دقيقه كان عامل إسكرين شوت للبوست النزلتو في الفيس بتاع خايفه ما ألقاك معاي وقت الوجع .....الخ رد و قال لي أنا معاك و حداك فـ اتطمئني ، حتى لو بيناتنا آلاف المسافات أنا حأكون حداك ، و ما حـ تقومي براك لأني أساساً حأكون ساندك و في قفاك ...تاني مرسل لي ردي ياخ ما تقلقيني عليك ....
طبعاً قريت رسايلو دي تلات مرات !! معقوله دا ناصر !!...للحظات ضعفت و عيوني دموعو و قربت أكتب و أحكي ليهو أنا حاسه بشنو و كيف غيابو فرق معاي و كيف قلبي واجعني لأننا وصلنا للنقطه دي ....بس مسكت نفسي و قلت دا ناصر يا مها ، اليوم كويس بس بكرا لا ، دا أكبر ممثل في البلد دي و أمهر لاعب بـ مشاعر الناس ، ناصر ما أحسن من الناس القومت الحرب دي ....كتبت ليهو : " نحنا كويسين "
في نفس اللحظه دخل قرا رسالتي ، قايلني حـ ارسل ليهو تاني و لمن ما عملت كدا إتصل علي عديل ، إتخلعت و التلفون وقع مني لمن ناس أمي كلهم إتخلعوا و رشا و سمر و قمر صرخوا ، إيهاب ضحك و قال ليهم دي ما دانه دا التلفون وقع ....قعدوا يضحكوا على نفسهم ، رفعت التلفون و أنا يدي شبه راجفه ، أمي قالت لي ردي مالك ، قلت ليهم دي رتاج ، شلت التلفون و قمت ، حبوبه قالت لي اقعدي إتكلمي معاها عادي داخله جوه للضلام لـ شنو ؟؟
قلت ليها لا لا عايزا اقعد في العتبه حقت الصالون عشان رتاج كلامها كتير و بتكون عايزا تتونس معاي ، سارا قالت لي أمشي ساي أمـي دي بتاعة مواضيع ، المهم مشيت منهم بعيد و قعد في العتبه ، ناصر لسه بتصل ، بقيت بين أرد ولا لا ، حسيت كأنو دي أول مره يتصل علي ، قلبي كان شغال دق دق و هو لسه بتصل ، بعد صراااع فتحت الخط و سكته ، قال لي مهاوي كيفك ؟؟
طبعاً لمن سمعت صوتو حسيت نفسي حـ اسيح عديل ، بعد مسافه قلت ليهو كويسين ، قال لي حالياً أنا بسأل عنك انتِ تحديداً ، قلت ليهو كويسه ، قال لي وضعكم كيف و الحاصل معاكم شنو ....قلت ليهو الحمدلله كويسين .....أخد نفس و قال لي كنت برا الخرطوم و.....قاطعتو و قلت ليهو ايوه سمعت الريكورد حقك ....قال لي وين انتِ حالياً ؟؟
قلت ليهو المهم في مكان آمن ...قال لي يعني ما عايزا تقولي لي و تطمنيني عليك !!؟
قلت ليهو يعني أنا كذبت عليك لمن قلت ليك كويسين ؟؟
قال لي أنا عايزا أعرف الحاصل عليك شنو و وين انتِ حالياً و بتعملي في شنو و......قلت ليهو لا ...انت عايزا تسمعني و أنا بقول ليك مثلاً إني فاقداك أو غيابك فرق معاي و كلام بالشكل دا بس ما حـ تسمع مني كدا يا ناصر لأنو أنا و انت من زماااان ختينا نقطة النهايه و نقطة النهايه دي ما كانت بس نهايه لزواجنا ، كانت برضو نهايه لـ مشاعرنا أو خليني اقول لـ مشاعري لأنك حتى المشاعر زيفتها ، قال لي أنا ما سمعت شي و كلامك دا إعتبري نفسك قلتيهو للحيطه ، لأنو النهايه البتتكلمي عنها دي ما موجوده إلا في مخيلتك 😊 المهم حبيت أطمن عليك و الظاهر انك كويسه ...يلا في أمان الله ...أول ما قفل قربت أبكي والله و قلبي بدا يوجعني ، إحـساسي كان زي إحساس زول عطشان شديد و في نص صحراء و بعد جهد و مشقه لقى قزازة مويه بارده و قبل ما يلحق يشرب منها و يبل ريقو ...إنكشحت 💔
أيوه أنا عامله حسابي منو و ما قادره اتجاوز العملو و أنسى إنو خدعني ، بس مع ذلك ما قادره أنزع حبو من جواي ...ناصر دا لغاية اللحظه دي أنا ما قادره اشيلو من بالي ولا قـادره أكـرهو
المهم اليوم داك رقدنا كلنا في الحوش و سمر كل مره تقول لينا قالوا الساعه 3 حتكون الضربه القاضيه ، قلت ليها من بداية الحرب بقولوا الكلام دا ، قالت لي لكن المره دي حقيقه لأنو صحبتي خالها شغال في الجيش و قبيل اتصل عليهم و كلمهم ، قلت ليها كلمهم عشان يعملوا شنو !! سارا قالت لي عشان يكونوا جاهزين و أول ما تجي دانه طايره هوووب يضربوها بأي حاجه زي لعبة الكريكيت ، ضحكت و قلت ليها والله انتِ ، عمتي قالت لينا اقعدن اضحكن ساي لمن تجيكن دانه واقعه ، قمر قالت لينا كلام سمر حقيقه في واحد عديييل مرسل ريكورد بنبه فيهو أهلو إنو الساعه 3 حيكون في ضرب و الريكورد دا اتوزع في القروبات ، رشا قالت ليها فعلاً أنا سمعتو......حبوبه قالت لينا عليكم الله ما تقعدوا تنضموا فينا ، خلينا ننوم شويه وقت الأصوات دي هدت شويه !!
أمـي قالت لينا أسكتن يا بنات ....المهم تاني ماف زول فتح خشمو ...إستكنا و حاولنا ننوم في هدوء الليل دا ، ما كان في صوت غير أصوات الكلاب و الدنيا كلها ضلام ، طبعاً إيهاب كان راقد بعيد عننا ....كلهم ناموا إلا أنا ، كنت صاحيه بعاين في السما و بفكر في كلام ناصر و بتذكر في اللحظه الفتحت الخط و سمعت فيها صوتو ، سرحت بعيد و بقيت اتذكر في لحظاتنا مع بعض من يوم العرس و مراسم الجرتق لمن رشينا بعض بالحليب و لـ نقاشاتنا و شكلنا في الريموت ، لمن وقعت من السلم و هو شالني وداني غرفتي و إهتم بي ، لمن بمساعدة رتاج مثلت عليهو و عملت نفسي عيانه و هو جاني في المطعم و سندني لغاية عربيتو و كان ميت من خوفو علي ، لمن كنا ضيوف في برنامج دردشات و الكلام القالو عني ، لمن إعترفت ليهو في اليوم داك و الإحساس الحسيت بيهو ،، لمن زعلت منو لأني شفتو مع هيفاء و كيف هو راضاني و إعـترف إنو بحبني و ديك كانت الليله الإتوحدنا فيها ، إتذكرت تفاصيل و حاجات كتيره سمحه خلتني أبتسم و أنا عيوني بترقرق ساي ، بس إبتسامتي دي إتلاشت لمن اتذكرت توته و الحصل و الجوطه و المشاكل الحصلت بعدها لغاية قصة الحمل و الإجهاض 💔 صدري ضاق و قلبي وجعني شديد لمن اتذكرت دا كلو ، دموعي نزلت لمن مر علي شريط ذكرياتي دا و الوجعني أكتر كلام ناصر و إعترافو بإنو كان بتنافق و بكذب علي ، قلت دا كلو وهم ، دا كلو خيال ، عشمني و كسرني في نفس الوقت ، خلى ثقتي فيهو مهزوزه لدرجة إني ما قادره أصدق أي حرف بقولو ، ما عايزا أنخدع ليهو مرتين ، ما عايزا أكون ضحية لكذبو و نفاقو مرهـ تانيه ، ما عارفه هو بعمل كدا ليه !!....عايز يعاقبني كم مرهـ ؟! و أساساً ليه يعاقبني على حاجه ما لي يد فيها !!؟
و أنا سرحانه بفكر في دا كلو فجأه جا صوت رصاص و الصوت كان قريب شديد ، كلنا قمنا في نفس اللحظه و بقينا نتجارى ، رشا و بنات عمتي صرخوا بأعلى حس عندهم لمن جات رصاصه و ضربت الحيطه ، إيهاب قال لينا سرعه خشوا جوه ...حبوبه سرعه سرعه فتحت الباب بالمفتاح و دخلتنا ، شغلنا فلاشاتنا و نحنا قاعدين على الأرض ، سمر كانت خاته يدينها على إضنينها و بتقول واااي يا أمي ، الليله جونا ، حـ يكتلونا يا أمي 😭😭 رشا بقت تبكي معاها و قمر برضو ، و عمتي شغاله الليله ووووب علينا يا ربي تلطف بينا ، شكلها دي نهايتنا ، أمي بقت حاضنه رشا و بتقول ليها قولي بسم الله و ختي الرحمن في قلبك ، سارا قالت ليها رشا يا رشا كدي قولي بسم الله ....كانت بترجف من فوق لـ تحت و ما كانت بتقول حاجه غير كلمة وااااي ، واي ، حبوبه قالت ليهم زحوا لي منها ، جات قعدت جنبها و قالت ليها بجنس طريقتك دي حتموتي خوفه ساي ، رددي لا حول ولا قوة إلا بالله و الرحمن دا ختيهو في قلبك و ما تخلي الخوف يتمكن منك ، قلت ليها رشا كلنا خايفين والله ، بس متوكلين على الله و مستعينين بيهو و عارفين إنو ما حـ يصيبنا إلا المكتوب لينا ، عمتي برضها إتكلمت معاها ، سمر و قمر كانوا خايفين بس ما وصلوا مرحلتها دي ، طبعاً ولا كأننا بنتكلم معاها ، لسه كانت بتردد ، واي واي و نحنا بنهبب ليها و بنتكلم معاها لغاية ما فجأه كدا غمضت عيونها ، بقينا ننادي عليها بس ما صحت ، كلنا إرتبكنا و دخلت فينا خوفه و خلعه ما عادبه ، أمي الكانت ماسكاها و حاضناها نزلت يدينها منها و بقت ساكته بس ، عمتي ختت يدها على خشمها و قالت البت ضاعت مننا ....للحظات كلنا دخلنا في حالة ذعر إلا حبوبه هي الوحيده كانت راكزه و بتحاول تصحي فيها و هي بتتكلم معاها ، هرشتنا حتى وعينا على نفسنا ، قمت طوالي من مكاني و طلعت برا الحوش و بقيت أنادي على إيهاب و أنا دموعي زي المطره ، بعد شويه باب الشارع إنفتح و إيهاب جا داخل و هو شايل تلفونو و كان فاتح الفلاش ، لمن شافني في الحاله ديك إتخلع و جا علي و قال لي في شنو ؟؟
قلت ليهو رشا ...ما خلاني أتم كلامي طوالي دخل ليهم جوه ، أنا رجليني حسيتهم ساحوا و حيلي مات ، قعدت في مكاني و بقيت أبكي ، تلفوني كان في يدي ، ما عارفه كنت بفكر في شنو أو ليه هو تحديداً ، بس في الحقيقه أنا ما فكرت أساساً لأنو لو كان فكرت ما كنت إتصلت عليهو....رد علي في نفس اللحظه بكل خوف و لهفه ....قال لي مهاوي بسم الله في شنو كويسه انتِ ؟؟
قلت ليهو ناصر ....رشا ....ما قدرت أكمل دخلت في نوبة بكى ، بقى يقول لي مالا !؟ مها في شنو قولي ؟؟؟...ما تبكي هدي لي نفسك ...
لمن ما لقى مني أي جواب بسبب بكاي ، قال لي في بيت حبوبتكم مش ؟؟ ....مسافة الطريق بس....

رغم البُعد الذي بيننا إلا أنكِ قريبة من قَلبي أكثر ممن هُم بِجواري، تقولين لي دائمًا بأنني عزيز قلبكِ وريحانته، أحببتي قلبي المَليء بِكَدمات الخُذلان المُتتالية لَا أعلم ماذا رأيتِ بذاك القَلب المُهتريء جعلكِ تتعلقين بِي هكَذا ؛‏ صَغيرتي انتِ هي زهرة فؤادي وريحانته ، أنتِ قلبي كُله لو تعلمين ، ثقي بأنكِ هُنا قريبة كُل القُرب مِن قَلبي... 💜🦋

يتبع......

زهرة فؤاديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن