لمن صوت الصريخ اتكرر أبوي قال لي حـ أمشي أشوف الحاصل شنو ، و انتِ خليك هنا ، قلت ليهو لا لا بمشي معاك يا بابا ما حـ أخليك تدخل براك !....إتحركنا على بيت خالتو ماجده و دخلنا بحذر شديد ، تبعنا مصدر الصوت الكان جاي من جوه غرفه ، أول ما دخلنا اتفاجأنا بواحده واقعه على الأرض و ماسكه بطنها المنفوخه و بتصرخ ، لمن قربت منها و شفت وشها عرفتها ! لقيتها دعاء زوجة مُجتبى ولد خالتو ماجده الكبير ، قلت ليها دعاااء !! أبوي طوالي جا و رفعها معاي في أقرب سرير ، عرقها كان صابي و الوجع ظاهر في وشها ، ألمها كان بسبب انها على وشك الولاده ، ما عرفت أتصرف كيف ، حسيت راسي ضرب ، قلت ليها دعاء وين خالتو ماجده ! معقوله ماف زول في البيت ! قالت لي بصوت تعبان و متقطع : مـ مـشت تجيب الدايه !
أبوي قال ليها بيتها وين الدايه دي ؟ طوالي وصفت ليهو ، قال لي حـ أمشي أشوفها و أجي ، قلت ليهو طيب أعمل حسابك ، هو طلع بيجاي و أنا جريت على مطبخهم و بديت أسخن ليها مويه ، طبعاً كنت متوتره و صريخ دعاء من جوه الغرفه كان بزيد توتري ، بقيت بين المطبخ و بين الغرفه الهي موجوده فيها ، احترت و ما عرفت أعمل شنو ، و هي كانت بتتوجع شديد و ما قادره تصبر ، و ناس أبوي اتأخروا شديد ، لمن المويه بقت سخنه شلتها و وديتها الغرفه ، و دعاء دي من شدة الوجع بقت ما قادره تصرخ أكتر ، بقيت أقول ليها قوي نفسك و أصبري شويه يا دعاء ، خالتو ماجده و الدايه أكيد جاين علينا ، فجأه كدا سمعنا صوت الباب ، ارتحت و قلت ليها الحمدلله ديل هم جوا ، و طوالي جريت على الباب و لمن فتحتو لقيت أبوي في وشي و ما كان معاهو زول ! قال لي المره جات راجعه ؟؟
قلت ليهو لا انت ما مشيت بيت الدايه ؟؟ قال لي مشيت بس ما لقيت زول ! البيت فاضي !
قلت ليهو واي يا بابا هسي نعمل شنو البت بتتوجع ! ... لمن دخلنا ليها جوه حسيت روحها دي خلاص حـ تطلع ، قلقت و خفت خوف ما عادي ! أبوي قال لي ماف طريقه إلا تولديها انتِ ! قلت ليهو لا لا مستحيل ! ما بعرف يا أبوي هسي لو حصل ليها شي بسببي !
قال لي حـ تربعي يدينك و تقعدي تعايني ليها كدا !؟ شوفي ما بحصل إلا الكاتبو ربنا ، لو حصل ليها شي لا قدر الله ما عليك لوم لأنك عملتي العليك و حاولتي تعينيها .... بعد كلام ما طويل مع أبوي في الآخر اتشجعت و قررت أولدها رغم إني ما حصل اتختيت في موقف زي دا و ما حصل حضرت ولاده ! اتختيت أمام أمر واقع و أنا ما عندي شي غير شوية معلومات سبق و قريتها عن طريقة التوليد ! عارفه إنو الحـ أعملو ما حيكون ساهل و خطير شديد و لو البت دي حصل ليها حاجه بالنسبه لي ذنبها حيكون معلق في رقبتي ليوم القيامه ، بس ماف خيار تاني ! ما بقدر أخليها كدا و أقعد أعاين ليها و هي بتتعذب و تصرخ !... اتوكلت على الله و سمعت كلام أبوي و فتشت البيت لقيت مقص عقمتو كويس و جبت قطع قماش اتأكدت انها نضيفه ، و طشت صغير كدا لقيتو تحت سريرها ، أظنهم مجهزنوا ليها ، رفعت لحاف السرير الجنبي و ختيت الطشت تحتو و قومت دعاء و رقدتها فيهو ! للحظات اترددت و يديني كانوا برجفوا ، قالت لي بصوت رايح إلا تولديني يا مها ماف طريقه ! قلت ليها خايفه تحصل ليك حاجه بسببي يا دعاء أنا ما دايه ، قالت لي بس اعملي العليك واااي انا من شدة الوجع ، قفلت الباب و أبوي واقف لينا برا ، غسلت يديني و غمضت و فتحت عيوني ، قلت بسم الله و بديت أولدها و أنا ما عندي أدنى خبره ، هي تبكي و أنا أبكي معاها لحد ما طلع المولود ، شلت المقص و قطعت الحبل السري ، دعاء ياداب إرتاحت و قدرت تتنفس كويس ، قالت لي بصوت تعبان أربطي ليهو الصُره ، بقيت أعاين للبيبي و حجمو الصغير ، طبعاً خفت لمن مديت يدي عشان أربط ليهو الصُره ! ما بعرف بربطوها كيف و إذا بشدوها أو على الخفيف ! قلت ليهو أربطها عديل كدا يا دعاء !؟ ما بتوجعو !؟ قالت اي ما تخافي اربطيها عديل زي الحبل ، فعلاً عملت القالتو لي و ربطتو بحذر شديد و انا يدي ترجف ، بعدها قعدت في السرير القصادها بحيل ميت و أخدت لي بكيه كدا لمن قلت بس ، دعاء قالت لي الحمدلله يا مها عدت على خير ، قلت ليها ما مصدقه والله ، كنت حأموت من خوفي ، لو كان حصل ليك شي كنت حـ أحس بالذنب و ما حـ اسامح نفسي ، قالت لي الحمدلله ربنا حلاني بالسلامه و انتِ ما قصرتي والله ، ربنا جابك لي ، طبعاً ريحة الدم كانت ماليه المكان و بطني قلبت ، ما عرفت تاني أعمل شنو ! دعاء قالت لي أدفقي المويه دي ورا في الزقاق و بقايا الولاده أحفري ليهم و أدفنيهم ، قلت ليها أدفنهم وين ، في الشارع !؟ بيتكم كلو سنتر لوك ! قالت لي مكان الشجر في رمله أدفنيهم هناك ، عملت كل القالتو لي ، طبعاً أبوي طلع ما عارفاه مشى وين ، دعاء قالت لي عمتي ماجده عندها سكري و بتجيها دوخه كدا ان شاء الله ما تكون جاتها و اغمى عليها في حته ، قلت ليها قاعدين انتوا الإتنين بس في البيت ؟؟ راجلك و منذر و ناس إسلام وين ؟؟
قالت لي إسلام عرست و سافرت مع راجلها و إيمان ما قدرت تستحمل الضرب الحاصل فـ مشت الشماليه مع ناس خالتها ، و منذر من يوم مشى القياده العامه ماف منو خبر تاني ، قلت ليها صحي ما سألت دا منو الإتوفى من أولاد خالتو ماجده ! سمعنا إنو واحد منهم مات في البيت الإتقصف ! ان شاء الله ما يكون حقيقي ! بتردد قالت لي مُبشر ، ما قدرت اسألها هل هو دعامي ولا لا لأني حسيت السؤال من أساسو ما عجبها ، بس براااها استعجلت و قالت لي هو ما دعامي و ذنبو الوحيد إنو قعد في البيت داك ، ناس الحي ديل معظمهم تابعين للدعم السريع بس مُبشر ما منهم !... طبعاً بعد كلامها دا و ملامح وشها اتأكدت إنو دعامي !... كأنها قرت أفكاري ، قالت لي ذاتو كيف يكون دعامي و أخوهو جياشي ! في سري قلت ليها عاااادي المشكله وين ! اصابع اليد ما زي بعض ! قلت ليها طيب مجتبى وين ؟؟ طبعاً مجتبى دا راجلها ! حسيتها اتضايقت لمن سألتها ، خجلت من نفسي و حسيت اني كترت الأسئله عليها و هي ياداب والده و أكيد تعبانه !
فجأه كدا سمعنا صوت الباب ! دعاء قالت ان شاء الله تكون دي عمتي ماجده ! طوالي جريت و فتحت الباب ، لقيت أبوي في وشي و معاهو خالتو ماجده ! كان واضح عليها التعب ، دخلت طوالي و هي شغاله لي دعاء الحصل ليها شنو ، بتتكلم معاي و هي ماشه بإستعجال و أنا ماشه معاها و شغاله ليها دعاء كويسه و ولدت الحمدلله ، طبعاً هي عشان كانت خايفه و مقلقه عليها ما استوعبت كلامي إلا لمن دخلت و شافتها بعيونها ! .. حسيتها كأنو كان في حمل و انشال من أكتافها ، قعدت تحكي لينا و قالت إنها مشت بيت الدايه بس ما لقتها لا هي لا ناس بيتهم ، و لمن كانت في الشارع جايه راجعه راسها لفى و جات واقعه من طولها ، طبعاً أبوي لمن طلع مشى يفتشها لحد ما لقاها واقعه في شارع من الشوارع ، طبعاً هو ما بعرفها ولا هي بتعرفو بس اتوقع تكون دي هي و لمن مشى ليها و خلاها تصحى وراها هو منو و جابها معاهو ، دعاء قالت ليها الحمدلله انك كويسه يا عمتي ، والله شلت ليك هم ، هسي بقيتي كيف ، قالت ليها أنا خليني انتِ الكيفك ! ... دعاء قعدت تحكي ليها من اللحظه الأنا و أبوي جينا داخلين فيها ليها ، خالتو ماجده قالت لي كأنو ربنا رسلك ليها ، الله يرضى عليك يا بتي ، قلت ليها ما عملت إلا الواجب رغم إني كنت خايفه شديد ، بعدها خالتو ماجده مشت عملت نشا دافي لـ دعاء و ضيفتنا أنا و أبوي و شكرتو و قالت ليهو انت و بتك ما قصرتوا معانا والله ، قلت ليها ما أنسى يا خالتو ماجده ان شاء الله البركه فيكم ، سمعنا بوفاة مُبشر ربنا يرحمو ، عيونها إتملت دموع ، قالت لي البركه في الجميع ان شاء الله ، طبعاً اتغيرت شديد ، بقت هزيله و ملامحها باهته و عيونها مليانه حزن ، ما خالتو ماجده الزمان ديك ، يا حليلها والله واحد من أولادها مات و التاني في القياده ماف منو خبر ، أكيد قلبها حارقها و واجعها عليهم الإتنين ربنا يربط على قلبها و على قلب كل أم قلبها مقطوع على ولدها ، ما حبيت أخوض معاها في التفاصيل لأني حسيت السيره دي بتضايقهم ، قلت ليهم ناس الحي كلهم نزحوا ؟؟
قالت لي ما كلهم بس القاعدين شويه ، و معظمهم مشوا سكنوا في الحي الورانا عشان ناسو أكتر من الناس الهنا ، دعاء قالت لي في شارعنا دا لو صرختي ماف زول بسمعك ، قلت ليهم هسي انتوا ما بتخافوا تقعدوا براكم ؟؟
قالت لي بنخاف لكن نعمل شنو مجبورين !!
خالتو ماجده قالت ليها أنا قاعده بسبب أولادي بس انتِ ماف شي جابرك ، أنا كلمتك و قلت ليك سافري لناس أمك و ألدي هناك بس ما سمعتي مني !! قالت ليها ولدك هو الرفض يوديني و أنا بعد ما شفت حالتك و منذر الما منو خبر دا ما قدرت أمشي و أخليك ، و وفاة مُبشر دي خلتني أشيل فكرة السفر من راسي و بعدين انا كنت في شهري الآخير و السفر كان حـ يتعبني ....
بعدها قعدت معاهم شويه و حكيت ليهم الحصل معانا و سألوني عن ناصر قلت ليهم إنو كويس و في بحري ، حكوا لي عن يوم القصف دا بس بشكل مختصر و ما نفوا أو أثبتوا إنو ولدهم دعامي ، بس خلاص فهمت و اتأكدت اكتر إنو دعامي ! قبل ما نطلع منهم خالتو ماجده قالت لـ دعاء كدي اتصلي على مجتبى دا و شوفيهو وين لو تلفونو خشى معاك ، دعاء قالت ليها أنا حالفه ما اتصل عليهو ، مفروض هو اليتصل و يجي يشوف أمو و الكلبه الخلاها ماده كرشتها دي الحصل عليهم شنو ! ياخ ما بخجل يطلع و يخلي اتنين نسوان براهم في وضع زي دا !!
دعاء قالت كلامها دا و قعدت تبكي ، طبعاً ما عرفتهم مالهم و مجتبى مشى وين و ما حبيت اسأل اكتر عشان كدا استأذنت و قلت ليهم ماشه أشوف بيتي ، فجأه جا صوت زول بقول ناس البيت السلام عليكم ! طبعاً التلاته عاينا لبعض بخوف ، أبوي كان قاعد برا في الصالون ، طوالي قمت طالعه ليهو و وراي خالتو ماجده ، لقينا معاهو واحد كدا ما بعرفو ، خالتو ماجده أول ما شافتو أخدت نفس و قالت ليهو قطعنا قلوبنا يا مهدي ! ضحك و قال ليها معقوله ما عرفتي صوتي يا خالتو ماجده ! قالت ليهو بسبب الخوف الحاصل و الوضع النحنا فيهو دا مرات صوتي ذاتو ما بفرزو ، ضحك و قال ليها جيت أشوفكم ، أمي بتسأل عنكم ساي ، قالت ليهو أمك بتسأل من بعيد لشنو ما تجي و تشوفنا ولا المسافه بعيده ! قال ليها لا ما كدا ! قالت ليهو مشيتوا سكنتوا قدام و نسيتونا ، قال ليها لا لا ياخ ما كدا والله يا خالتو ماجده ..... طبعاً بعدها أنا و أبوي طلعنا و خليناهم بتكلموا ساي ، مشينا وقفنا جنب بيتي و بقينا نعاين ليهو ساي ، قلت لأبوي ما عارفه حـ نفتح الباب كيف بس مفكره أنط بالحيطه ! قال لي شنووو يعني ما معاك مفتاح ! أنا والله قايلك ماشه و عندك شي تفتحي بيهو البيت ، راح عن بالي اسألك كيف حـ ندخل البيت ! قلت ليهو بقدر أنط بالحيطه !
قال لي انتِ ضامنه جوه في شنو !؟ و لو وقعتي انكسرتي ! ... خليهو حـ انط أنا و انتِ خليك هنا !.... طبعاً أنا النقطه إنو حـ نفتح البيت كيف دي ما راحت عن بالي بس كنت عايزا أجي هنا بأي طريقه و أشوف بيتي ان شاء الله من برا ساي ، و عشان في إحساسي جواي قال لي احتمال تلقي ناصر رجع و قعد في البيت !
قلت لأبوي لا لا خلاص ما حـ تنط انت ما معروف البيت فيهو شنو ، أثناء ما أنا و أبوي واقفين بنتكلم جانا الولد الخليناه مع ناس خالتو ماجده يلي اسمو مهدي ، طبعاً شكلو ما غريب علي ، واضح إنو من أولاد الحي لأني شفتو قبل كدا بس ما بعرفو و ما بعرف أهلو ، الناس البعرفهم هنا بتعدوا باليد الواحده ، لأني سنه ما تميتها في بيتي و لأني كنت مشغوله ، المهم سمعني لمن قلت لأبوي كان في نسخ من المفاتيح بس ما معاي ، الولد جانا و قال لينا عن إذنكم كدي زحوا لي شويه ، طلع من جيبو حاجه رفيعه كدا زي بينسة الشعر و دخلها مكان المفتاح ، أبوي قال ليهو انت حرامي ولا شنو !؟
قال ليهو عرفت كيف !؟ لمن عاينا ليهو بخلعه كدا ضحك و قال لينا بهظر معاكم ، طبعاً الباب ما انفتح رغم إنو الآله الدخلها كانت مناسبه مع فتحة المفتاح ! قلت ليهو أكيد متربس من جوه ، طوالي نط لينا في البيت و فتح لينا الباب ، اللحظه الدخلت فيها البيت داهمتني كل ذكرياتي فيهو مع ناصر ! في ثواني اتذكرت شريط ذكرياتنا في البيت دا انا و ناصر من أول لحظه ختيت فيها رجلي على عتبة الباب !
الولد فتح لينا باب الهول و طلع و مشى بعد ما أبوي شكرو ، لمن دخلت الهول لقيتو فاضي !! كل الأثاث الكان فيهو ما موجود ! طبعاً كنا مشغلين فلاش التلفون ، الوقت داك المغرب أذن ، أبوي قال لي ما يكون إنسرق ! قلت ليهو إلا كدا ! طبعاً زعلت شديد و قعدت أدعي على الحراميه و في الآخر قلت الحمدلله على كل حال ، أبوي قال لي لكن لو إنسرق ليه باب الشارع مطبول و متربس و ليه باب الهول مقفول ! قلت ليهو يمكن ناس الحي جوا و قفلوا البيت بعد ما إنسرق !
المهم لفينا في البيت مسافه بعدها قعدنا في الهول ، طبعاً ماف طريقه نرجع في نفس اليوم و ناس أمي عارفين كدا كلمناهم إنو حـ نبيت هناك ، أبوي قال لي ناس أمك قبيل اتصلوا علي ، قلت ليهو هسي كنت حـ اتصل عليهم و فعلاً اتصلت عليهم و طمنتهم علينا ، بعدها حاولت رقم ناصر لمن أداني إنو خاشي قلبي طار من الفرح ، طلعت برا بالتلفون ، كان برن و برن و أنا بدعي انو يرد علي ، فجأه الخط فتح و جاني صوت بت و هي بتقول آلو !... طبعاً أنا استغربت و خفت تكون حاصله عليهو حاجه ، قلت ليها سيد التلفون دا وين ؟؟ قالت لي قاعد يصلي ، قلت ليها و انتِ منو ؟؟ ما ردت علي طوالي قفلت الخط ! طبعاً مخي شطب و بقيت أفكر دي منو البت القاعده مع ناصر دي !! شويه كدا سمعت صوت الباب ، أبوي جا طالع و مشى فتحو ، كانت خالتو ماجده ، قالت لينا بعد تتفقدوا البيت تعالوا بيتوا معانا ، أبوي قال ليها ماف مشكله بنبيت هنا ، قالت ليهو لا لا عليكم الله تعالوا بيتوا معاي في البيت ، بعد إصرار منها قفلنا البيت و مشينا معاها ، اتوضينا و صلينا و بعدها هي جابت لينا أكل أكلنا ، و بعدها شربنا الشاي ، طبعاً أنا كل مره كنت بعاين للتلفون و منتظره اتصال من ناصر ، لمن ما رجع لي اتصلت عليهو كتير بس ما كان يرد ، لمن زهجت و يئست ختيت التلفون و نمت و أنا زعلانه ! ما عارفه ليه ما بتصل علي و ليه لمن اتصل عليهو ما برد علي !... معقوله يكون رجع لحركاتو القديمه ديك ! معقوله بقى ما شغال بي و ما بهمو يتصل علي !طيب البت دي منو ؟؟... ما بنكر إنو للحظات ، حسيت إنو معرس بالدس !
في اليوم التالي صحينا بدري عشان نمشي ، خالتو ماجده حلفت إلا نقعد و نشرب الشاي ، أبوي قال ليها ماف طريقه والله ، الشارع ما مضمون ، أحسن لينا نطلع من الصباح بنلقى مواصلات قبل ما يحصل أي اشتباك ، المهم دخلت ودعت دعاء و جيت مارقه ، أبوي طلع قدامي ، خالتو ماجده كانت ماشه تقدمني لحد الباب و هي شغاله لي ربنا يوصلكم بالسلامه و سلمي على أهلك و ربنا يجمعنا في ساعة خير ، قلت ليها آمين يا رب ، قبل ما أطلع فجأه كدا ولدها مجتبى جا داخل ! أصلاً ملامح وشو كانت كلها ضيق و أول ما شافني ما عارفه مالو طوالي غضب و اتضايق أكتر و جا علي بإندفاع و أنا ما فاهمه شي!!
طبعاً لمن وصلني بقى يصرخ فيني و يقول لي الجابك هنا شنو و أمو شغاله ليهو عيب يا مجتبى البت ما عملت شي ! على حس الأصوات أبوي من الشارع جا داخل و قال خير يا جماعه في شنو !! طبعاً أنا ذاتي ما كنت فاهمه في شنو عشان أرد على أبوي ! عاينت لـ مجتبى و قلت ليهو بسم الله ! عملت شنو أنا مالك هايج فيني كدا !؟
قال لي ما كفايه العملو راجلك ! كمان جايه انتِ ! المره دي عايزين تبلغوا في منو ؟؟ عايزين تكذبوا في منو و تقولوا إنو دعامي !؟ راجلك الخايب أكل مع أخوي و أولاد الحي في صحن واحد و في الآخر مشى بلغ فيهم !! اخوي مات بسببو ، كان برئ ما ليهو ذنب في الحاصل دا كلو ، قولي لـ راجلك الخايب دا إلا ما تجي راجع تاني ، والله إلا كان يطير من البلد دي و أنا حق أخوي ما بخليهو ، عاجلاً أم آجلاً حـ آخدو ليهو...
طبعاً أنا بقيت مصدومه أكتر ! أبوي قال لي أطلعي ، طلعت و خالتو ماجده وراي ، قالت لي أمسحيها لي في وشي يا بتي ! مجتبى جا طالع و قال ليها كتلوا ليك ولدك و لسه بتقولي ليها بتي و طالبه منها السماح ! المات دا ولدك يا أمي ما فطيس و ما شوال بصل !
قلت ليهو ناصر مستحيل يعمل كدا ، و بعدين فرضاً إنو ناصر بلغ في أخوك ، مفتكر إنو أي زول بلغ في زول طوالي الطيران حـ يجي و يقصف عشان بس في مواطن قال إنو فلان داك دعامي ؟! و هل ناس غرفة العمليات و الطيار اتصلوا على ناصر أو رسلوا ليهو رساله قالوا ليهو أبقى مارق عشان بعد شويه نحنا حـ نقصف البيت الإنت قاعد فيهو دا !؟... عليك الله خليك منطقي شويه يا مجتبى !!... قال لي كلامي منطقي ، لأنو راجلك الغدار دا ما مواطن عادي ، دا أكيد استخبارات ... قلت ليهو إذا ناصر استخبارات زي ما قلت معناها فعلاً أخوك دعامي !
قال لي ناصر واحد كذاب و بلغ قبل ما يتأكد ! قلت ليهو أولاً شنو البخليهو يبلغ في أخوك و هو حسب كلامك ما دعامي ، تاني حاجه انت من وين عرفت إنو ناصر هو البلغ في أخوك ! قال لي أقنعيني إنو طلعتو في نفس لحظات القصف صدفه ! قلت ليهو اقنعني إنو دا سبب كافي عشان تتهم بيهو ناصر ! قال لي شوفي ما تكتري معاي ، و مهما حاولتي تقنعيني بعكس كدا ما حـ اصدقك ، أبوي قال ليهو شوف يا ولد الحلال نحنا ما جاين هنا عشان نقنعك أو تقنعنا و الكلام البتقولو دا نحنا اول مره نسمع بيهو! الحقيقه واضحه بعد دا تصدق أو لا دي حاجه بترجع ليك ، و خليني اسألك القال ليك إنو ناصر هو البلغ في أخوك ما كلمك ليه ناصر بلغ فيهو إذا حسب كلامك أخوك برئ ما دعامي ؟؟ ... ما منتظر منك رد و ما عايزنك تحاول تقنعنا ، الأهم إنو تقدر تقنع نفسك ... أبوي عاين لي و قال لي اتحركي قدامي ، خليناهم واقفين و مشينا و طبعاً كنت متغايظه لأنهم متهمين ناصر بحاجه هو ما عملها ....
طبعاً لمن وصلنا البيت أمي وقعت فينا اسئله ، الشوارع كيف و الحصل معانا شنو هناك و كيف لقينا البيت ، خليت أبوي يحكي ليهم و دخلت جوه و أنا في بالي اسئله كتيره ، أهمها دي منو البت الرد علي و علاقتها شنو بـ ناصر و ليه مجتبى كان متهم ناصر و متأكد إنو السبب في وفاة أخوهو !! و ليه ناصر ما برد علي و لا بتصل علي !!
بعد العصريه كدا ناصر اتصل علي ، طبعاً عاينت للإسم مرتين ، فتحت الخط و قلت ليهو آلو ! ... قال لي مها كيفك !؟ قلت ليهو كويسه !
قال لي صوتك متغير ! عيانه ولا شنو ؟
قلت ليهو لا ما عيانه ، طبعاً كنت مستغربه فيهو ! قلت ليهو شكلها الشبكه اليوم ياداب ظبطت معاك ! قال لي ايوه اليوم ماشي حالها ، اخبارك شنو و كيف ناس البيت ، قلت ليهو كلنا كويسين ، قال لي ماف جديد ؟ قلت ليهو مافي ... سكت مسافه بعدها قال لي ليه ما قلتي لي انكم جيتوا راجعين ؟؟ ليه لحد الآن ساكته و ما عايزا تجيبي لي سيره ؟؟!"لا أعرف لِمَ تختار دائمًا
أن تغيب بهذه الطريقة
اللا إنسانية
فجأة لا أجدك
في كلّ مكان لا أجدك؛
لا تترك لي وسيلة لأطمئن عليك
لا خبرًا
لا رسالة
لا مقدمات لِغيابك
تمامًا كالطريقة
التي سكنت فيها قلبي
لا فُرص لديّ معك ، لا خيارات
تأتي فأحبك
تغيب فأفتقدك
تعود فأحبك أكثر"🖤يتبع....