الجزء الثاني 4

748 12 0
                                    

قلت ليهو كويس والله ، شكلها شبكتك دي بتظبط مع ناس و بتخليهم يجيبوا ليك الشمارات و مع ناس تانيه لا !... قال لي الكلام دا عرفتو قبل يومين ، و صدقيني الشبكه ذاتا ما مساعده و تلفوني دا ذاتو بقى ما جايب حقو و بعلق كتير !
قلت ليهو ايوااا ... قال لي ما تتكلمي معاي كدا كأنك ما مصدقاني ! قلت ليهو تلفونك بقى يعلق لدرجة إنو يخليك تشوف مكالماتي و ما يسمح ليك ترد عليها ؟؟!
قال لي ما أصلاً أنا عشان كدا متصل عليك ! قلت ليهو إذاً شبكتك كانت كويسه و مع ذلك انت ما مكلف نفسك تتصل أو ترد علي ، لا و كمان عامل ليك سكرتيره عشان ترد نيابة عنك ، قال لي سكرتيره ؟؟
قلت ليهو انت تلفونك دا قاعد تأجرو لـ دعامه ولا شنو ! عرفناك ما بتشوف المكالمات ، كمان ما بتعرف منو الرد على تلفونك !...قال لي والله ما عارف ! الرد عليك منو ؟؟ قلت ليهو وحده كدا ما بعرفها و لمن سألتها انتِ منو قفلت الخط !...سكت مسااافه ، قلت ليهو معناها عرفت دي منو ، ناصر قول لي الحقيقه انت معرس من وراي صح ؟دي مرتك الردت علي مش ؟
قال لي دا كلااام شنو !... قلت ليهو طيب دي منو ؟؟
قال لي متذكره رياض عباس صحبي ؟ قلت ليهو ايوه متذكراهو مالو ؟؟
قال لي كان في القياده العامه و هسي مختفي ليهو قريب الشهرين ، قبل ما يختفي بأيام وصاني على أمو و أخواتو الفي بحري ، و قال لي في حال إنو الوضع زاد سوء طلعهم من الخرطوم ، ما عرفت إنو مختفي و ماف اخبار منو إلا لمن اختو اتصلت علي و سألتني إذا بعرف شي عنو ، فـ بس دا السبب الخلاني أمشي بحري و أكون معاهم ، حاولت أطلعهم بس رفضوا ، و أمو حلفت انها ما تطلع من الخرطوم بدون ولدها ، قلت ليهو و ليه هو يوصيك عليهم انت بالتحديد ؟؟ ما عندهم أهل و لا ما عندهم زول غيرك ؟؟
قال لي ما عندهم أهل ، أبوهم متوفي من زمان و ما عندهم اعمام أو قرايب ، أخوهم رياض هو الكان ساندهم و واقف عليهم ، قلت ليهو اها يعني حـ تقعد معاهم كدا لـ متين و الأهم قعادك معاهم حـ يغير شنو ؟؟ و هم من يوم أخوهم كان في القياده كانوا قاعدين كيف ؟؟
قال لي والله بما انك شايفه إنو قعادي مع أم و 3 بنات شابات قاعدين براهم و أخوهم في القياده بدافع عني و عنك حاجه ما منها فايده فأنا ما مجبور اشرح ليك و أعلمك كيف تحسي بالناس !
طبعاً كلامو وجعني جنس وجع! قلت ليهو تمااام أقعد أحرسهم و عليك الله عرس ليك وحده منهم و أسكن معاهم بالمره ...قلت ليهو كدا و قفلت الخط و أنا عيوني إتملت دموع ، واضح إنو ناصر بهتم بكل الناس إلا أنا ، براعي لـ مشاعر كل الناس إلا أنا ، مهتم بـ أسرة صحبو الأصلاً هم بوجودو معاهم أو عدمو كانوا عايشين ، و ما مهتم بي أنا و أسرتي الجينا راجعين عشانو !
رجع إتصل علي تاني بس ما رديت عليهو ، بالجد قنعت ، و هو كل ما أمشي خطوه ناحيتو برجعني خطوتين لـ ورا ، افتكرت اننا اتجاوزنا كل خلافاتنا و مشاكلنا بس في الحقيقه نحنا ما خطينا خطوه وحده لـ قدام ، ظنيت اننا حـ نرمي كل الزعل و سوء التفاهم ورانا و نمشي لـ قدام بس ما حصل كدا ، و ناصر في كل مره بشككني فيهو ، كل ما أبرر ليهو بكرر نفس الغلط ، أنا خلاص شبه إقتنعت إنو العلاقه دي ما حـ تمشي لـ قدام ، أنا و ناصر مستحيل نتفاهم و نعيش تحت سقف واحد ، أصلاً كنا حـ نفترق و جات الحرب دي و شكلها حـ تفرقنا للأبد ، لحد هنا و كفايه ، ما حـ أعرض حياة أهلي للخطر عشانو و تاني ما حـ أعمل أي شي عشانو ...
قمت من مكاني و طلعت لـ ناس أمي ، لقيت أبوي بتكلم بالتلفون و من كلامو عرفت إنو بتكلم مع ناصر ! أدى التلفون لـ أمي ، سلمت عليهو و اتكلمت معاهو مسااافه ، بعدها أمي أدت التلفون لـ رشا ، بعد اتكلمت معاهو قالت ليهو هاك مها و طوالي مدت لي التلفون ، عشان ما احسسهم إنو في حاجه شلت التلفون و أول ما إتحركت من جنبهم قفلت الخط ، وقفت مسافه و جيتهم راجعه نظام إني كنت بتكلم ، أديت التلفون لـ أبوي و قلت لأمي زيدان وين ؟؟ قالت لي طلع من قبيل و ما جا راجع ! قلت ليها مشى وين !... طوالي اتصلت عليهو ، رد علي و قال لي أنا جاي على البيت ، قلت ليهو طيب ، المهم رجعت غرفتي و ما فتحت الموضوع مع أهلي عشان ما يقولوا إنو ناصر هو الإقترح علي فكرة الطلوع من البلد ، عشان ما يظنوا إني بتجاهل كلامهم و ما بسمع غير كلام ناصر ! طبعاً بعدها بدا ضرب شديد ، كلنا دخلنا جوه و أمي دي بس خاته يدها على قلبها و بتقول زيدان لسه ما جا ، أبوي قال حـ يشوفو ، حاولنا نمنعوا بس ما سمع مننا ، بقينا عايشين في خوف و قلق كدا لحد ما هم جوا راجعين ، طبعاً الأصوات كانت عاليه و الأبواب بتهتز ، لحد آخر الليل الإشتباكات دي ما هدت ، رشا قالت لي ياريتنا ما جينا ، واي ما قادره استحمل ، حاسه إنو في أي لحظه حـ يجي برميل أو دانه واقعه فينا ! ... بعترف إنو اليوم داك من اسوأ الأيام المرت علينا من جينا راجعين ، ضلام و سخانه و ضرب من كل الإتجاهات و أصوات صواريخ بتجي طايره فوقنا و خوف و رعب مبالغ ، كان في أصوات حاجات بتتوقع و الأرض بتهتز ، في الليله ديك ما ظنيت اننا حـ نشوف الصباح ، الليل كان طويل و النوم غلبنا ، لمن أصبحنا ، جانا عم عبد العزيز عشان يتفقدنا و عرفنا منو إنو في بيوت وقعت فيها دانات ليلة امبارح و في كذا نفر اتوفوا ، أبوي قال ليهو لا ياخ بعد ما قلنا خلاص الوضع ماشي يتحسن ! عم عبد العزيز قال ليهو والله يا اخوي الحرب دي شكلها لسه مطوله و الوضع دا ماشي الأسوأ عشان كدا قررت أطلع أولادي ، خليتهم هسي بجهزوا في شنطهم ، طبعاً هو جا عشان يودعنا ، ليله واحده من أكعب الليالي خلت الكم نفر من ناس الحي الكانوا موجودين ينزحوا ، فيهم المشى الولايات و فيهم النزح لمكان أخف قدراً في الخرطوم ، بقينا قاعدين نحنا بس في الحي ، الشارع بقى بخوف ليل على نهار ، ماف أي زول في الشارع و الضرب بقى عنيف و الدانات بتتوقع زي المطر ، قعدنا يومين بعد الليله ديك و ضقنا الويل ، عشان كدا أبوي قرر نسافر بورتسودان و المره دي بدون تراجع و أصلاً دا الكنت عايزا أقولو ليهو لأنو لو حصل لواحد منهم شي أنا الحـ أكون السبب ، جهزنا شنطنا و بقينا قاعدين و منتظرين الضرب يخف عشان زيدان يمشي و يشوف لينا عربيه نطلع بيها ، طبعاً عرباتنا خليناهم في الرهد ، ما كان في طريقه عشان نجي بيهم ، المهم و نحنا قاعدين كدا تلفوني رن ، المتصله كانت سارا خالتي ، لمن شفت اسمها فرحت لأنو لينا فتره بنحاول نتصل عليها ، فتحت الإسبيكر و قعدنا نتكلم معاها هي و حبوبه ، طبعاً المفاجأه كانت لمن قالوا لينا انهم اليوم جوا راجعين الكلاكله ! أمي جاطت و قالت ليهم الجابكم شنو ما كان تجوا راجعين و نحنا ذاتنا طالعين و و و ....الخ ، سارا قالت ليها اتطمني حالياً الكلاكله آمنه و كل جيرانا موجودين ....
رجوع ناس حبوبه أخر سفرتنا ، طلعنا كلنا و مشينا ليهم في الكلاكله ، طبعاً ظنيت إنو أبوي عمل كدا عشان أمي أصرت تشوف أمها و أختها قبل ما تسافر بس اكتشفت انو هو من جواهو ما عايز السفره دي و نفسو يقعد في بيتو ، والله كلنا السفر برا السودان ما راكب راسنا عشان كدا بنماطل ، طبعاً في الكلاكله الوضع كان أخف قدراً ، بحكم إنو الكلاكله واقعه في  النص كنا بنسمع أصوات ضربات قويه و هزات أرضية من تلات إتجاهات ، كنا محاصرين بس عشان ما كان في دعامه ظاهرين الناس شبه كانت متطمنه ، رغم إنو من الشمال في المدرعات و من الشرق جبره و الذخيره و من الجنوب الجبل و معسكر طيبه و معسكر جيش و من الغرب بحر !
قعدنا معاهم 3 أيام و ماف زول فينا جاب سيرة السفر ، أبوي من الناس الكانوا حاسين و متيقنين إنو الحرب دي خلاص في نهايتها و الوضع الفي الكلاكله أكد ليهو الحاجه دي ، لأنو رغم الحذر الشديد إلا إنو الناس كانت متحركه و الشباب بطلعوا يلعبوا كوره في الميدان ، يوم جونا جارات ناس حبوبتي بالجبنه و قعدوا يتونسوا معانا ، وحده قالت لينا عاد ما شفتو يوم ضربة الذخيره الحصل شنو ، قلت ليها سمعنا بيها ، قالت لي السمع ما زي الشوف ، النار دي أكتر من أسبوع مولعه و الدخان دا كثيف طلع فوق و إلتحم مع السحاب و السماء دي بقت حمرااااء و لهيب الغاز لمن يولع بمشي فوق و بعمل إضاءه في السماء ، غيتو داك كان يوم الحمدلله بس ! وحده تانيه قالت ليها اخوي ساكن جنب المستودعات والله في اليوم داك جوا جاريين برجلينهم لحد اللفه و هم ما واعين على نفسهم و بناتو الإتنين جوا حفيانات ، حبوبه قالت ليهم حسبي الله ونعم الوكيل ، بركه الما حضرنا اليوم داك !...
و نحنا بنتونس كدا فجأه سمعت صوت تلفوني ، سارا نادتني من جوه و قالت لي ما سامعه تلفونك دا !... لمن دخلت جوه و شلت التلفون لقيت ناصر هو المتصل ، بقيت أعاين للشاشه مسااافه ، سارا قالت لي دا ناصر ولا شنو ؟؟ لمن عاينت ليها قالت لي عادي عادي ما تستغربي عرفت كيف و على فكره أمبارح لمن انتي مشيت مع بنات خالتو مقبوله البحر هو اتصل علينا و سأل عنك بس قلنا ليهو انك ما موجوده ... ردي ياخ قبل ما يفصل ! ..فصل و تاني رجع لي ، أصلاً ليهو كم يوم بتصل علي بس ما برد عليهو ، في الآخر أخدت نفس و فتحت الخط من دون ما اتكلم ، قال لي عارفك سامعاني ! المهم انتِ كيفك و أمبارح مشيتي وين ؟ ليه تطلعي في وضع صعب زي دا ؟ و عرفت من أبوك انكم مشيتوا الكلاكله ، الأفضل انكم ما تقعدوا أكتر يا مها ، سافروا برا السودان اسمعي مني ، أنا كلمت أبوك و قال لي لو الوضع زاد سوء و البلد بقت ما بتنقعد حـ نسافر ، بس انتوا ليه تنتظروا الوضع يبقى اسوأ ؟ اتكلمي مع ابوك يا مها ، متأكد إنو حـ يسمع منك ، الحرب دي شكلها ما حـ تقيف هسي لا في الشهر دا لا في البعدو عشان كدا الناس تسافر و تكمل حياتها ...
طبعاً أنا كل حرف منو بجرحني ! شكلو ما مفكر في علاقتنا عشان كدا قال لي سافري مع أهلك ، يعني البعاد و التخلي ساهلين عليهو للدرجه دي ؟؟ بقدر يعيش عادي من دوني و من دون ما يفكر فيني و في مستقبل زواجنا !
حسيت لساني إتربط و في غصه واقفه لي في حلقي ، كان حـ يتكلم أكتر بس قفلت الخط في وشو و أول ما مسحت دمعتي و رفعت راسي لقيت سارا في وشي !
قالت لي خير في شنو ؟؟... طوالي قعدت أبكي و أنا بحكي ليها ، قالت لي طيب انتِ سبب زعلك إنو ناصر قاعد مع أسرة صحبو ولا عشان قال ليك سافري مع أهلك ؟
قلت ليها أنا المزعلني إنو ما مهتم لا بي لا بـ أهلي ، ما أدى أي أهميه لـ جيتي دي ، يا سارا أنا خاطرت بحياة أهلي بس عشان أجي و أشوفو و هو ما كلف نفسو يتصل ، شال هم كل الناس إلا أنا ، أنا جيت عشانو و كنت متخيله إنو لمن يعرف حـ يجينا ، مع إنو لو كان يوم قال لي حـ اجيكم والله كنت حـ اقول ليهو ما تخاطر و تجي بس هو مجامله ساي ما قال لي حـ أجي و أشوفكم ، اتخيلي بعد دا كلو اتصل عشان يقول لي سافري مع أهلك !
قالت لي يمكن عشان خايف عليك يا مها ! قلت ليها تبريرات زي دي بقت ما بتنفع معاي ، لـ متين هو عايز يقعد في بيت صحبو و يحرس أهلو الأصلاً كانوا قاعدين براهم عادي ؟ ناصر شكلو عاجبو القعاد في بيت صحبو العندو تلات أخوات ، أصلاً هو واحد نسونجي و عينو طايره ، غلطانه أنا الما بتعلم من غلطي و بعيدو مية مره !... سارا اتكلمت معاي شويه بعدها طلعت ، طبعاً ما كترت كلامها لأنها ما قدرت تبرر تصرفات ناصر و تقول لي كلام مقنع ، في لحظات زعل و غضب مسكت تلفوني و اتصلت على ناصر ، أول ما رد علي قلت ليهو والله نحنا ما منتظرنك تتصل و تقول لينا سافروا ، و هو فعلاً نحنا حـ نسافر بس ما بأمر منك ، قال لي مها أنا.... قاطعتو و قلت ليهو قبل ما نسافر عايزا أطلب منك طلب .... هسي طلقني و ورقة الطلاق دي تصل وقت ما تصل ما مهم ، الأهم انك هسي تقول لي انتِ طالق و بـ التلاته كمان ... ما عايزا أي شي يربطني بيك تاني ، الأفضل كل واحد يمشي و يشوف حياتو....
سكت مسافه بعدها قال لي جاده ؟! شايفه اننا وصلنا لـ طريق مسدود !؟... قلت ليهو انت الوصلتنا للطريق دا و المره دي أنا العايزا الطلاق و صدقني ماف تراجع ، بعد تطلقني أعمل العايزو ، أصلاً أنا إنسان ما بقدر مشاعري و ما براعي لـ حتة إني خاطرت بحياة أهلي و جبتهم معاي الخرطوم عشانو ما بلزمني ، عارف اني ما اهتميت بالكلام الحـ يقولوا أهلي عني لمن قلت ليهم إني لو ما مشيت الخرطوم و شفتك ما حـ اتحرك شبر من البلد دي ، رغم عمايلك ، رغم إنك كنت خاطب من وراي و ناوي تعرس بالدس مع ذلك ما خجلت أبكي عشانك قدام أهلي و أقول انك ما مت و اني ما حـ اسافر لو ما اتطمنت عليك ، و كمان سقت أبوي معاي و مشينا أركويت على أمل إنو ألقاك هناك ! بفتش عليك زي الحاجه السمحه و انت ما بتكلف نفسك تعمل مسكول ، ليه بس و شنو الجابرني عليك ؟ أنا معاك وصلت الحد ، كل مره ابرر ليك و اتغاضى عن أغلاطك بتجي و بتعمل غلط أكبر ... قال لي دقيقه انتي جيتي راجعه الخرطوم مع أهلك عشاني ؟؟ قلت ليهو لا عشان اشتقنا لأصوات المدافع و لقطوعات الكهربه و للمويه الماف و للحال البطال !
قال لي والله ما عارف انك جيتي راجعه عشان بس تطمني علي ! و ليه خاطرتي و مشيتي أركويت و انتِ عارفه اني في بحري !... قلت ليهو غلطه و ما حـ تتكرر تاني !
سكت مسافه بعدها قال لي الظروف هي السبب ، قلت ليهو شوف ليك حجه تانيه ، قال لي رياض ما بس صحبي ، رياض زي أخوي و مواقفو معاي كتيره و أمو في مقام أمي والله ، بعرفهم من سنوات ، صدقيني حتى لو رياض ما وصاني عليهم و بالصدفه عرفت انهم براهم و أخوهم مختفي كنت حـ أمشي عليهم ، قلت ليهو خلاص ماف داعي توريني قدر شنو هم غالين عليك ، قال لي بس ما أغلى منك ، قلت ليهو بقيت أزهج من الكلام دا ! صدقني أنا بقيت أفهمك كويس ، بتغلط و لمن تجي تبرر غلطك بتحاول تستعطفني ، قال لي تمام كان مفروض أعمل شنو ؟؟ أخليهم و أمشي كأني ما بعرفهم أو كأنو صحبي ما وصاني عليهم ؟؟ قلت ليهو السؤال الأهم هو انك حـ تقعد معاهم لمتين ؟؟ فرضاً صحبك ما ظهر و الحرب دي استمرت سنه أو سنتين ، كل المده دي حـ تقعدها معاهم ؟؟...قال لي ما معروف يمكن اسبوع اسبوعين رياض يظهر و يطمنهم عليهو و يقنعهم إنو يطلعوا من الخرطوم ، قلت ليهو و طبعاً انت الحـ تطلعهم ، طيب افترض انك طلعتهم لأي ولايه و شفت ليهم بيت و سكنتهم حـ تجيب ليهم راجل من وين عشان يحرسهم ؟؟ مش قعادهم براهم هو الخلاك تمشي ليهم ؟ طيب لمن يمشوا الولايات مش برضو حـ يقعدوا براهم ولا مفكر تسكن معاهم بالمره ؟؟
قال لي الولايات وضعها بختلف عن الخرطوم ، أفهمي يا مها إنو كل بقعه في الخرطوم حالياً مليانه دعامه و أصحاب النفوس الكعبه كتار و كونو أخليهم براهم و هم ناس أنا بعرفهم حق المعرفه ما حلوه في حقي ، قلت ليهو و أنا ؟؟
قال لي على عيني و راسي و قلبي ! قلت ليهو ناصر الكلام دا بقى ما بسلك معاي ، أنا بالجد مليت و زهجت من الحاله دي ، نحنا لا في البعد الممكن يخلينا نتجاوز بعض لا في القرب الممكن يخلينا نكمل مع بعض ، نحنا واقفين في حته ما مفهومه ! نحنا مستقبلنا مع بعض ضبابي ! ما قادره اتخيل إنو حـ يجي يوم من الأيام و يجمعنا تحت سقف واحد مره تانيه ، لحد هنا و خلاص انا ما قادره استحمل تاني !
قال لي مها ما تعقدي الأمور ! قلت ليهو بالعكس أنا بحاول أحلها ! خت نفسك مكاني يا ناصر ! ليه ما قادر تقدر لي الجيه دي ! أنا قطعت المسافات و الإرتكازات دي كلها مع أهلي و خاطرت بحياتنا كلنا و جيت عشان أشوفك و انت مستكتر علي اتصال واحد بس ! في الوقت الأنا و أهلي شايلين همك و خايفين عليك انت شايل هم غيرنا و خايف عليهم !
قال لي حقك علي ، أنا فاهمك و حاسي بيك و.... قاطعتو و قلت ليهو ماف داعي للكلام دا كلو ، طلقني بس يا ناصر ، أديني حريتي و أمشي أعمل العايزو ، قال لي مها اسمعيني ، أنا ... قاطعتو و قلت ليهو بالنسبه لي الموضوع دا ما قابل للجدال ! طلقني و بس !
طوالي قفل الخط في وشي ، حضنت التلفون و قعدت أبكي على ألف وجع و وجع ، ما عرفت أبكي على شنو و أخلي شنو ،
في نفس اليوم دا سارا جات و قالت لي عايزا اتكلم معاك في موضوع ، طبعاً كانت متوتره شديد و في نفس الوقت مبسوطه ، قلت ليها خييير قولي !!
قالت لي متذكره سلطان الكان حكيت ليك عنو !؟ قلت ليها أكيييد عاد نسيبنا بتنسي ! ضحكت و ضربتني على كتفي ، قلت ليها اهااا قولي أنا متحمسه ! فجأه حبوبه جات داخله ، قالت لينا أنا و سهام ماشين لناس عوضيه بالجبنه ، سارا قالت ليها ايييك بيتهم بعيد يا أمي و بعدين الوضع مخيف و حذر شديد ! قالت ليها بري والله ما بعيد شديد ، المهم لو ماشات معانا أرح و لو قاعدات ما تنسي يا مها تعملي لأبوك و أخوك الجبنه ، قلت ليها طيب ، طبعاً رشا ذاتا ماشه معاهم ، المهم بعد ما مشوا قلت لـ سارا اهااا مالو سلطان ؟؟!
قالت لي قال عايز يتقدم لي ! قلت ليها بالجددد 😍 حب في زمن الحرب ! واااي فرحت ليك شديييد والله يا سرو ! قالت لي هسي منتظرني أديهو رقم إيهاب عشان يفاتحو في الموضوع ! قلت ليها أديهو الرقم طوااالي 😍 بس العرس حـ يتعمل وين ؟؟ ولا حيكون عقد ، انتِ في مكان و هو في مكان ؟؟!
قالت لي طبعاً هو كل أهلو سفرهم برا السودان و هو ذاتو سافر و الأسبوع الفات جا بورتسودان مخصوص عشان الموضوع دا ، قال ما عندو مانع يجينا في أي مكان نحنا قاعدين فيهو عشان العقد ، و بعدها لمن أسافر معاهو برا السودان ممكن نعمل حفلة عرس هناك مع أهلو ... ضميتها و قلت ليها واااي يا سرو يعني حـ أفارقك ! بس المهم إني آخيراً حـ أشوفك عروس و أحلى عروس في العالم دا كلو !
قالت لي إن شاء الله ، مفروض أكلم ابوك و ناس أمي لكن متوتره و ما عارفه أبدا ليهم كيف خاصة في الوضع النحنا فيهو دا !
قلت ليها ما تشيلي هم أنا بكلمو و طوالي قمت من مكاني و مشيت ليهو في الهول لقيتو براهو ، قلت ليهو زيدان مشى وين ؟ قال لي طلع ، قلت ليهو هو مااالو بقى ما بقعد في البيت ! و أصلاً بطلع بمشي وين في ظروف زي دي ؟! قال لي ما عارفو والله ليهو فتره متغير و دائماً سرحان و لمن اسألو بقول لي ماف شي ! قلت ليهو بعدين حـ اتكلم معاهو ، قعدت و قلت ليهو عايزا اتكلم معاك في موضوع مهم جداً جداً جداً !!
صلح قعدتو و قال لي اها ؟!
قلت ليهو سارا جاها عريس ، قال لي عريس ؟؟! اها كويس والله !.. اها الزول دا منو و من وين و أصلو و فصلو شنو !
قلت ليهو اسمو سلطان شغال في المباحث ، هو و سارا كانوا شغالين سوا في قضية مقتل الطالب عماد الدين ، المهم عرفها من هناك و هسي لمن بقى جاهز كلمها و قال ليها عايز اتقدم ليك و أقابل أهلك ، المهم يعني هي عايزا تديهو رقمك و رقم إيهاب ، قال حـ يجيكم في أي مكان عشان يقابلكم ، قال لي ربنا يجعل الفيها خير لكن هو حالياً وين ؟؟
قلت ليهو حالياً في بورتسودان ، جا من برا السودان مخصوص عشان يقابلكم و يشوف رايكم ، قال لي خلاص خليها تديهو الرقم و بعدين حـ نتناقش في الموضوع دا مع حبوبتك ، قلت ليهو حبوبه اول حاجه حـ تقولها : شغال شنو !؟ ضحك و قال لي لو عرفت إنو ما دكتور حـ تعمل موضوع ، قلت ليهو لكن حـ تطنطن دقيقه دقيقتين و بعدها حـ توافق طوااالي لأنها عااارفه سارا دي ما بتعرس ليها بسهوله ، و أصلاً دا الكانت عايزاهو حبوبه ، من زمااان بتحنس سارا تحانبس عشان تعرس ، قال لي والله ان شاء الله يكون زول كويس ، و بستاهلها ، و بعدها ربنا يتم ليهم على خير ، قلت ليهو آمين يا رب ، قال لي سارا وين ولا خجلانه !؟ طوالي سارا جات طالعه و هي بتضحك ، قالت ليهو بتك سبقتني ، قلت ليها مش كنتِ متوتره و ما عارفه تقولي ليهم شنو ! قالت لي بررري اتوتر من شنو !؟ قلت ليها خلاص معناها بعدين براااك كلمي ناس حبوبه و اتصلي على إيهاب و قولي ليهو عايزا أعرس 🙂 أبوي قال ليها كدي تعالي أقعدي يا سارا و أحكي لي عن الزول دا ، قلت ليهو هسسي أنا يا أبوي مش حكيت ليك عنو ! قال لي انتِ خليك ساااكته و خليها هي تتكلم ! طبعاً سارا قعدت تضحك علي ...
المهم بعد صلاة الضهر عملت الجبنه و قعدنا نشربها نحنا التلاته ، زيدان جا داخل و قعد شرب معانا الجبنه ، أبوي قال ليهو انت مالك يا ولد الأيام دي !؟ قال ليهو ماف حاجه يا أبوي ! قلت ليهو بس ما تكون من زمان داخل مع الدعم السريع و هسي محتار تمشي معاهم ولا لا !؟ قال لي انتِ غبيه ! دعامة شنو عليك الله بلا يخمهم !
سارا قالت ليهو طيب مالك ؟! قال ليها قلت ليكم ماف حاجه !!... طبعاً سكتنا خليناهو و واصلنا ونستنا ، حكيت ليهو بـ العريس الجاي يتقدم لـ سارا ، قال ليها كويس والله ، سارا قالت لي خشمك أخف من الريشه !
بعدها أبوي طلع و سارا لملمت كبابي الجبنه و مشت غسلتهم و دخلت غرفتها ، بقينا قاعدين أنا و زيدان ، قلت ليهو ما مصدقه إنو سارا حـ تعرس ، يا حليلها والله حـ نفقدها ، قال لي البسمعك بقول حالياً هي لابسه الزفاف !
قلت ليهو من هسي فاقداها ! قال لي العرس حـ يتعمل وين ولا عقد و خلاص !؟ قلت ليهو لسه ما حددوا شي ، بس ياريت لو الوضع كان أحسن من كدا ، كنا حـ نعمل ليها عرس فخم و كبير !
قال لي المهم انها حتكون مع الإنسان العايزاه ، و الأهم إنو يكون ود حلال ، و زول شادي حيلو ، يحفظها و يصونها غير كدا ماف شي مهم ، طوالي اتذكرت ناصر ، سكت لحظات بعدها قلت ليهو باقي رشا ، صحي انت حسام مش متواصل معاك ؟؟ قال لي لينا فتره ما اتواصلنا ، قلت ليهو قولك بكون كسر حنك العرس و خلى رشا ؟؟ قال لي ما عارف والله ! قلت ليهو المشكله إنو هي بقت ما بتتكلم في الموضوع ، و ما بتحب زول يتكلم معاها فيهو ! يعني كأنها مسحتو من حياتها ! قال لي يمكن هو قال ليها أو لمح ليها إنو حـ يخليها !؟
قلت ليهو ما عارفه والله ! بس لو كان دا الحصل كانت حـ تتكلم أو على الأقل حـ تطلع الخاتم الفي أصبعها !... قال لي انتِ ليه ما بتصر عليها و تحاولي تعرفي منها الحاصل شنو ؟ أنا ما قاعد اسألها عنو لأنو احتمال كبير ما تاخد راحتها معاي و تحكي لي و دا شي طبيعي ، عشان كدا انتِ أو سارا اتكلموا معاها ! قلت ليهو أو يمكن هم الإتنين حاسين إنو دا ما الوقت المناسب ، و هو دا فعلاً ما وقت مناسب لأي شئ ، قال لي ما اختلفنا ، أنا ما مستعجل و عارف الوقت ما مناسب و مقدر الظروف أنا بس خايف إنو يلعب بيها و يقضي بيها زمن و في الآخر يخليها ! يعني مثلاً الحرب دي لو استمرت سنتين تلاته ، هم طول المده دي يكونوا مخطوبين بس و كل واحد في مكان !؟ يعني على الأقل حسام يحاول يشوف مخرج ، أو يرسل لي و يحسسني إنو لسه باقي عليها و إنو عند كلمتو بس يختفي بالطريقه دي  حركه ما ظريفه منو ، قلت ليهو نحسن الظن ، يمكن متواصل مع رشا و بعدين هل انت رسلت ليهو و ما رد عليك ؟؟
قال لي قبل كدا اتصلت عليهو و رقمو ما خشى معاي فـ رسلت ليهو في الواتس بس ماف رد رغم إنو مستلم الرسائل !
قلت ليهو حاجه تحير ! لكن خلاص اليوم حـ اتكلم مع رشا في الموضوع دا و حـ أصر عليها تحكي لي ، قال لي تمام ، بعدها سكتنا مساااافه و أنا بعاين ليهو سااااي ! قلت ليهو زيدان ! قال لي نعم !
قلت ليهو عليك الله انت مالك يا زيدان ! و ما تقول لي ماف شي ، أنا متأكده إنو في شي ! ابتسم و قال لي ماف شي ! قلت ليهو يعني دا بسبب نفسيات الحرب ! قال لي شبه كدا !!... طبعاً كلامنا عن عرس سارا و رشا و حسام ذكرني بحاجه ! قلت ليهو انت يا زيدان مش كان في بت في حياتك و كنت رافض تورينا هي منو ! تقريباً أنا حاسه إنو هي السبب في حالتك دي !!
قال لي لا ما... قاطعتو و قلت ليهو بعد نظراتك الإتبدلت فجأه دي لمن جبت ليك سيرتها اتأكدت إنو هي السبب ، بس انا نفسي أعرف هي منو ؟؟ أنا بعرفها ؟؟

" نكبر ويكبر فينا الصمتُ ، و تستولي علينا الرغبةُ في العُزلةِ.
يصبحُ حديثُ المرءِ لداخلِه أكبرَ مما يتفوَّه به مع الناسِ من حوله.

يوقنُ أنَّ مساحاتِ الاختلاطِ تؤذي أكثرَ مما تنفعُ
و أنَّ نفسَه لا تتحمَّلُ أذىً إضافيًّا ليجاهدَ فيه ويصبرَ عليه
و أن يكفيه دائرتُه التي يأمنُها ويرتاحُ لها،
و أنَّ عليه نفسَه و خاصتَه..

نكبر ولا تكبر معنا الدوائر ، بل تنكمش

ليدركَ الإنسانُ أنَّه لا شيء يساوي بابًا مُغلَقًا عليه بجوارِ أحِبَّتِه، لا يعلمُ شيئًا عن العالمِ ولا يعلمُ عنه العالمين شيئًا "🖤

يتبع.....

زهرة فؤاديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن