الجزء الثاني 14

705 13 0
                                    

لمن وصلتني أمي قالت ليها فريده بسم الله في شنو ؟؟ ... خالتو فريده مسكتني من يدي و قالت لي عليك الله تعال اتكلمي مع ناصر دا حـ يسمع منك ... أبوي قال ليها فهمينا حاجه يا فريده ! خير في شنو ؟؟
مسحت دموعها و قالت ليهو ناصر دا ما عارفه مالو من جا راجع و هو ما طبيعي و هسي بلملم في حاجاتو ما عارفاهو طالع ماشي وين بس قال حـ يرجع السودان تاني ... ولدي ماشي للموت برجلينو ، عليك الله يا بتي أرح معاي عشان تتكلمي معاهو ، لو ما سمع مني حـ يسمع منك ، عليك الله ما تخليهو يمشي ، والله لو حصل ليهو شي انا بموت وراهو ، قلبي واجعني والله و الفيني مكفيني ما بقدر استحمل اكتر ، الولد دا حـ يجلطني و يرتاح ، أنا ما صدقت لمن شفتو واقف قدامي سليم ، أنا بعد ما عرفت إنو انضم للجيش والله ما اتخيلتو يجي راجع تاني ... الله عالم أنا حالتي كانت كيف وهو في الحرب و بعيد مني ، لو التلفون رن ساي قلبي بنشق نصين و بقول خلاص جابين لينا خبرو ، والله دا وجع كبير أنا ما بقدر عليهو ، مها عليك الله يا بتي اتكلمي معاهو ، عليك الله ما تخليهو يرجع السودان تاني ، هو لمن جا راجع قال لي إنو عايز يستقر بعد دا و حـ يقعد معانا لكن ما عارفه الصابو فجأه كدا شنو خلاهو يصر يرجع السودان 💔
طبعاً كانت بتتكلم و هي بتبكي ، عارفاها صعبه عليها بعد ما شافت ولدها بعد شهور طويله و اتطمنت لفكرة وجودو يجي فجأه كدا و يقول ليها راجع السودان تاني و يحرق قلبها ، حسيت بالذنب ، حسيت إنو اتصرف كدا بسببي ، حـ يمشي و يخلي أمو بسببي بعد ما قال ليها إنو جاي مستقر معاهم ، بسبب كلامي بطنو طمت و قرر يرجع السودان ، أمي قالت ليها مالو اتناقش مع واحد منكم ولا مالو ؟؟
قالت ليها ما عارفه والله ، ما اتناقش مع أي زول ، كان كويس لحدي ما قال لي يا أمي طالع مشوار و جاي ، طلع و لمن جا ، جا زول تاني و كانت قافله معاهو و قدر ما سألتو الحصل شنو ما قال لي غير إنو ما بقدر يقعد هنا و حـ يرجع السودان تاني ، قال لي ماشي اكمل البديتو ... أبوي قال ليها خلاص هسي أنا بمشي و اتكلم معاهو و أشوف مشكلتو شنو مع إنو لو هو خلاص قرر يرجع ما اظن كلامي معاهو يجيب نتيجه لكن كدي خليني أمشي و أفهم منو الحاصل شنو ... أبوي طلع و خالتو فريده لسه واقفه بتتكلم معاي و شغاله لي إلا تمشي تتكلمي معاهو انتِ ، ما حـ يسمع من زول غيرك و أنا شبر ما قدرت اتحركو .. اتكلم أقول ليهو شنو و أنا السبب في قرارو دا ، كيف أفهم خالتو فريده إني ما بقدر أمشي اتكلم معاهو ولا بقدر اخت عيوني في عيونو و هو ذاتو ما حـ يسمع مني تاني ، يعني إذا من غير ما نتشاكل ما كان يسمع مني لمن كنت بحنسو عشان يرجع السودان هسي بعد الكلام القلتو ليهو حـ يسمع مني ؟؟أكيد لا ... أمي و رشا لمن شافوا إصرار خالتو فريده على إني أمشي و اتكلم معاهو قالوا لي أمشي معاها عليك الله ، و الله قدر ما حاولت اتملص من خالتو فريده و اقنعها إنو ناصر ما حـ يشتغل بكلامي و حـ يسافر على كل الأحوال ما قدرت ! هي كانت مقتنعه بفكرة إنو لو أنا مشيت لـ ناصر حـ يسمع مني ، مقتنعه إنو ناصر ما بسمع من زول غيري ، حتى بعد ما إتطلقنا هي متأكده إنو حـ يسمع كلامي !
يعني سبحان الله خالتو فريده دي أكتر وحده كانت عايزانا أنا و ناصر ننفصل ، كانت مجتهده شديد و مصره إنو تعرس ليهو و تخليهو يكون بعيد عني و اليوم بنفسها جايه جاريه لي عشان أمشي ليهو و اقنعو إنو ما يسافر ! اليوم بنفسها جايه تأكد و تعترف بإنو ناصر يمكن ما يسمع منها بس بسمع مني !
دخلت لبست عبايتي و جيت طالعه مع خالتو فريده و أنا ما عارفه كيف حـ اقيف قدام ناصر و اقول ليهو أقعد ما تمشي ! إصرار خالتو فريده حـ يدخلني في حته ضيقه و يختني في موقف صعب !
و نحنا طالعين لاقينا أبوي في الشارع ، قال ليها زي ما قلت ليك كلامي ما حـ يجيب نتيجه لأنو دا قرارو و أنا ما بقدر و ما من حقي أغصبو على حاجه ، عموماً اتصلي على ابوهو خليهو يجي و يتكلم معاه ، أنا قلت ليهو خلاص على الأقل انتظر أبوك ، قالت ليهو يعني ما قال ليك حاجه ؟؟
قال ليها يا فريده إذا انتِ أمو ما حكى ليك مستحيل يحكي لي أنا و يفهمنا الحصل ليهو شنو فجأه ، والله حاولت افهم منو شئ لكن هو شكلو كلام ما عايز يتكلم مع زول ، كان برد على قدر سؤالي و ما حابب زول يناقشو و أنا ما بقدر اتدخل أكتر من كدا ... بعد كلامو دا أنا فكيت يدي من خالتو فريده و قلت ليها اتصلي على عمو مدثر ، يمكن يقدر يتفاهم معاهو ، يعني حسب كلام أبوي هو ما عايز زول يناقشو و نحنا ما بنقدر ندخل بعد دا ، مسكت يدي و قالت لي لا لا أنا متأكدة إنو حـ يسمع منك ، انتِ بس تعالي معاي ... لمن عاينت لأبوي هز لي راسو و مشى ، المهم مشيت مع خالتو فريده بيتها ، لقيناهو قاااعد في الصاله و منتظرها و شنطتو جنبو ، أول ما شفتو قلبي بقى يدق بسرعه و اتوترت لأني حـ اضطر افتح خشمي معاهو ، بلعت ريقي و عاينت لـ خالتو فريده الطوالي ساقتني من يدي و مشت بي عليهو ، طبعاً هو نهااااي ما عاين لي ، كان بعاين لأمو بس لحد ما وصلناهو ، قبل ما أقول حاجه قال ليها أمي أنا عايز عفوك و رضاك ، ما عايز أمشي و أخليك وراي زعلانه مني ، قالت ليهو انت ماشي لشنو تاني ؟؟ مش قلت لي ما حـ ترجع تاني و حتقعد معانا ؟؟ هسي انت شايل شنطتك ماشي وين قول لي ؟؟ ماشي وين و مخلي بيتك ؟؟
قال ليها زي ما قلت ليك عندي ناس بعرفهم هنا ماشي عليهم و عندي كم شغله كدا حـ اخلصهم و اسافر طوالي بإذن الله ، و اتطمني قبل ما اسافر حـ أجي اشوفك و أودعك... قالت ليهو يا ولدي انت جنيت ولا شنو ؟؟ مالك زارعين ليك شوك في البيت دا ولا شنو ؟ ديل منو البتعرفهم ديل و شغل شنو دا العايز تخلصو و تسافر ! ناصر يا ولدي أنا والله ما بقدر على الضغط و وجع القلب دا كلو ، وقت كنت بعيد مني قلبي ما كان مريحني مع انك كنت غاشيني و واهمني انك في بورتسودان مع ذلك ما كنت مرتاحه فما بالك هسي و انت ماشي للحرب عديل !! الله يرضى عليك يا ولدي ما تمشي و ما تحرق حشاي ، خليك قاعد حداي ، ما تمشي يا ولدي و تشغل بالي و قلبي عليك ، قال ليها أعفي لي يا أمي بس حـ أمشي ، قعدت تبكي و تقول ليهو الصابك شنو فجأه ، في شنو قول لي يا ولدي ، مستحيل تقرر قرار زي دا فجأه كدا ... عاينت لي و قالت لي اتكلمي معاهو يا بتي ...عاينت ليهو و غلبني أنطق حرف و خالتو فريده بتعاين لي منتظراني اتكلم معاهو ... لمن شافتني ساكته قالت لينا أنا داخله جوه ، اتكلموا على راحتكم ... طبعاً هي حست إنو أنا ما حـ اقدر اتكلم معاهو براحتي قدامها خاصة بعد طلاقنا و الحصل بيناتنا فـ دخلت جوه و خلتني واقفه قصادو و هو قاعد و يديني برجفوا و قلبي شغال يدق بسرعه مبالغه ، بقيت اتلعثم و أحاول اتكلم معاهو و أنا ما قادره أعاين ليهو ، كان في هدوء حاصل ما سامعه شي غير صوت قلبي و ما حاسه بشي غير بنظراتو البتحرق فيني !
في الآخر قويت قلبي و شجعت نفسي و عاينت ليهو و قلت ليهو ناصر اسمع كلام أمك ، انت ما عارف حالتها كانت كيف لمن عرفت انك انضميت للجيش و بتحارب معاهم ، والله حالتها كانت تحنن الكافر ، قايمه ناصر قاعده ناصر ما عندها سيره غيرك و بالها دائماً مشغول بيك ، عليك الله ما تزعلها و توجع قلبها أكتر ، جاتنا في بيتنا مخصوص عشان أجي و اتكلم معاك ... عارفه ... عارفه انك ما حـ تسمع مني و أصلاً ما قاعد تسمع مني و ما بتنفذ طلب أنا طلبتو منك ، بس المره دي امك ، هي الطالبه منك تقعد و ما تمشي فـ.... طوالي سكت و حولت نظري منو لمن لقيتو بعاين لي بنظرات مليانه غضب و عتاب و واضح إنو ما طايق يسمع صوتي ، نظراتو كانت كأنها بتقول لي انتِ وحده خاينه و أنانيه ، كأنو بقول لي دي ما انتِ ، كأنو مصدوم فيني و ما قادر يستوعب و يتقبل الكلام القلتو ليهو ، طبعاً أنا ذاتي ما كنت بقدر اتراجع عن كلامي و اقول ليهو كان كذب ، لأنو الشرخ و الفجوه الكبيره الحصلت بيناتنا ما حـ تختفي حتى لو قلت الحقيقه ، من دون ما يقول لي حاجه وقف على حيلو و شال شنطتو و طوالي اتحرك من جنبي ، بقيت أعاين ليهو لحد ما طلع و إختفى من قدامي ، دموعي بقت تنزل عشره عشره و حسيت قلبي بنزف و حسيت إني ما حـ اشوفو تاني و إنو الدقائق القبل شويه دي آخر لقاء بيناتنا للأبد 💔
خالتو فريده لمن جات طالعه لقت دموعي نازله ، قالت لي بخلعه ناصر وين ؟؟
أشرت ليها على الباب فـ طوالي قامت جاريه وراهو و هي بتقول والله ما أخليهو يرجع تاني ، هي مشت و أنا قعدت على أقرب كرسي و ياداب بديت أبكي كويس ، مر علي كل شريط ذكرياتنا من يوم زواجنا و لحظة الجرتق لمن رشيتو بالبن بعد ما نبهنا ما أعمل كدا و أكدت ليهو إني ما أرشو و رشيتو ! و لمن وصلنا بيتنا و كيف كنا بنتعامل مع بعض في البدايه ، و لمن كنا عازمين اهلنا و هو طبخ ليهم بس قال إنو أنا الطبخت و أصلاً أنا عدس ما بعرف أعملو ! و كيف اتطورت علاقتنا مع الأيام ، زعلنا كتير من بعض و اتشاكلنا بس كنا نرجع تاني و نتصالح ، مره هو يزعل مني و مره أنا أزعل منو ، اتذكرت كمان لمن كنا ضيوف في برنامج شاي لبن و كيف دخلنا البرنامج و نحنا زعلانين من بعض و طلعنا و نحنا مرتاحين و مبسوطين و بنحب بعض ! لسه متذكره كيف أنا في اليوم داك و قدام باب بيتهم و من دون أي مقدمات قلت ليهو ناصر أنا بحبك ! و كمان لمن كذبنا عليهو أنا و رتاج لمن اتصل علي عشان اتأخرت و ردت عليهو رتاج و قالت ليهو إني تعبانه ، و لمن جا قعدت أمثل عليهو ، خاف و قلق علي و أصر يوديني المستشفى بس اتصرفت و خليتو يشيل الفكره من بالو ... مواقف و لحظات كتيره مرت علي في ثواني معدوده ، لمن رجعت البيت و قبل ما أدخل مسحت دموعي و أخدت نفس عمييق عشان أظهر عكس الخراب الجواي... لمن دخلت لقيت خالتو فريده قاااعده مع ناس أمي تشكي و تبكي ، دخلت جوه طوالي ، ما كنت ناقصه كلام كتير و وجع راس و ما كنت قادره أمثل عليهم و اظهر إني كويسه !
أول ما دخلت رشا جات لاحقاني ، قالت لي الحصل شنو ؟؟ ناصر مالو يا مها فهمونا حاجه !... ما رديت عليها ، جات وقفت قصادي و قالت لي حاسه إنو لقاء حق قبيل هو السبب ! الحصل شنو في المطعم عليك الله قولي لي !... ما قلت شي و ما عملت شي غير اني ختيت راسي على كتفها و غمضت عيوني ، ضمتني و بقت تطبطب علي ، قالت لي حالتك دي ما عاجباني ، عايزا اعرف الحصل شنو و في نفس الوقت ما حابه اضغط عليك لأنو واضح الفيك مكفيك ....
المهم بعدها عدت الأيام ، و ناصر ماف زول عارفو مشى وين أو قاعد مع منو ، بتصل على أهلو و بقول ليهم إنو كويس و إنو قبل ما يسافر حـ يجي ليهم ، هم فهموا إنو عايز يسافر بس ماف زول غير كان قادر يفهم ليه طلع من بيتهم و لسه باقي أيام على سفرو ، أنا الوحيده الكنت عارفه إنو ناصر شدة ما شماني و بطنو طمت مني ما قدر يقعد معاي في نفس المنطقه ، ما قدر يقعد في مكان ببعدو عني أمتار ، عشان كدا أختار يمشي مكان ببعدو عني كيلومترات و بحر و حرب ! إحساس الذنب ما فارقني و إحساس إني خسرتو للأبد كان بقتلني بالبطئ ، المهم يوم جات رشا و قالت لي عرفتي ؟؟ قلت ليها بشنو ؟؟ قالت لي خالتو فريده قالت امبارح ناصر جاهم ودعهم و اليوم حتكون طيارتو قامت طبعاً الأيام الفاتت ديك كلها كان قاعد في بيت صحبو و هو ذاتو رجع معاهو السودان ، ... طبعاً لمن قالت لي كدا حسيت بوخزه في قلبي ، قالت لي ما عايزا تحكي لي الحصل شنو في اليوم داك ؟؟
أخدت نفس و بديت أحكي ليها ، لمن خلصت قالت لي يااابت دا شنو العملتيهو دا ؟؟ كيف يعني تقولي ليهو كلام زي دا ؟؟ كيف تقولي انك كنت بتحبي واحد تاني و ما كنتِ قادره تطلبي منو الطلاق ! ليييه تكذبي كذب زي دا ! ليهو حق والله يكرهك و يكره نفسو ! ناصر دا جا عشانك و هسي رجع قهر و حرقه و وجع بسبب الكلام القلتيهو ليهو !
قلت ليها رشا أنا قلت ليهو الكلام الهو اصلاً لمح ليهو أو قالو عديل عني ! يعني عشان خطر على بالو إني ممكن أمل من انتظارو و افكر في زول غيرو من دون ما يرجع لي طلقني بحجة إنو يخليني اشوف حياتي و بعدها يجي بكل بساطه و يقول لي خلينا نبدا من جديد و يبرر كل العملو بإنو حس إني عايزا أو بفكر في زول غيرو ! و لمن اقوم أاكد كلامو حتى لو كذب يقوم يزعل مني ! يعني أنا عملت شنو غير اني أكدت على كلامو ! قايلاني كنت مبسوطه يعني و أنا بكذب في نفسي ؟ نفس الوجع الهو حس بيهو لمن قلت ليهو كدااا أنا كمان حسيتو اضعااف مضاعفه لمن جا يبرر سبب الطلاق !
اتنهدت و قالت ما عارفه اقول ليك شنو بس بتمنى إنو انتوا الإتنين تقدروا تتجاوزوا الحاجه دي و ان شاء الله كل واحد يقدر يشوف حياتو حتى لو ما كنتوا مع بعض ، بتمنى الزعل و الفجوه الإنخلقت بيناتكم تزول و الله يسعدكم الإتنين و يقدركم تنسوا بعض و تكملوا عادي و ترضوا بقسمتكم ، و ناصر وين ما كان ربنا يسعدو و يبرد قلبو ... طبعاً كلامها وجع قلبي زياده لأنو كان بدل على انتهاء علاقتي بناصر ، ايوه هي فعلاً انتهت بس لمن نفس الناس الكانوا بشجعونا عشان نفهم بعض و يحاولوا يحلوا سوء التفاهم البيناتنا يبطلوا محاولات و يجوا بنفسهم و يقولوا لينا انسوا بعض حاجه بتوجع !
المهم تاني يوم رشا جات قعدت جنبي و قالت لي المره دي أنا جايه اشكي و أحكي ليك ، قلت ليها أحكي ! قالت لي حسام رجع اتواصل معاي تاني ، ما هو بس حتى فدوى اختو ، رسلت لي بحجة انها عايزا تسألني عملت شنو بخصوص الجامعه ، و قالت انها كمان عايزا تحول و عايزا تلقى ليها طريقه عشان تجي هنا و تقرا معاي في المركز الفتحتو لينا جامعتنا ، المهم قالت كلام كتير و حسستني كأنو ما حصل شي بس حاسه كلامها دا كلو حجه منها ساي ! يعني لو على القرايه الجامعه عامله مراكز في تلات ولايات و من ضمنها الولايه الهي قاعده فيها ، يعني ممكن تقرا هناك وما مجبوره تجي تدرس في مركز السعوديه ... قلت ليها عايزا تقولي إنو يمكن اخوها حسام طلب منها كدا ؟؟؛
قالت لي ما متأكده لكن دا الإحتمال الوحيد لأنو الإتنين علاقتي بيهم إنقطعت بس كنا بنشوف استوري بعض ، قلت ليها طيب لو حسام قال لي رايك شنو نرجع لبعض حـ ترجعي ليهو ؟؟ قالت لي ما عارفه يا مها ، دا الجايط لي أفكاري ، يعني بعد ما اتخيلت نفسي اتخطيتو و مسحتو من حياتي أول ما ظهر لقيت نفسي بفكر فيهو ! عشان كدا تايه و ما عارفه اعمل شنو ! و بعدين هو خاطب!... قلت ليها ما عارفه اقول ليك شنو بس لو جادي أديهو فرصه تانيه ، قالت لي ياخ ما عارفه و كنت جايطه شديد! قلت ليها ما فاهمه ليه انتِ متوتره و تايه كدا و هو لسه ما قال ليك حاجه !!
قالت لي أنسي أنسي ، ما عايزا افكر فيهو ....
المهم بعدها مرت الأيام ، و ما حـ اكذب و اقول كانت أيام عاديه ، بالعكس كانت جحيم بالنسبه لي ، ناصر حظرني في كل وسائل التواصل و أخبارو إنقطعت ، حتى أهلو بقوا ما عارفين شي عنو ، و خالتو فريده دي يومياً تبكي و تنوح و تقول يا الله أحفظ ولدي ، بتجي لأمي و بفتحوا قناة السودان و يقعدوا يحضروا في فيديوهات الجياشه و قوات العمل الخاص و هم شايلين أسلحتهم لافين و بكبروا ، خالتو فريده كل ما تشوف كاكي تبكي ، بتقول لأمي والله ديل كلهم أولادنا ، بشوف ولدي ناصر فيهم ، ربنا ينصرهم و يقويهم و يربط على قلوب أمهاتهم ، شباب صغار والله ربنا يحفظهم و يرعاهم و يرجعهم لأسرهم سالمين و ينزل السكينه و طمأنينه على قلوب أسرهم و أمهاتهم ، أمي بتقول ليها والله كل ما أفتح قناة السودان باخد لي بكيه لمن أشوفهم و بقول هسي حال أمهاتهم حيكون كيف لمن يشوفوهم ، ربنا يصلح الحال و يحفظهم و يستر عليهم ، طبعاً أنا الفتره ديك كنت بعيده عن الميديا و ما ناقصه أخبار عن الحرب البتزيد لي إكتئابي ، معلقه كل الرسائل و ما برد إلا على المكالمات الليها علاقه بالشغل ... خالتي سارا هي الوحيده الكنت متواصله معاها و حكيت ليها الحصل معاي ، طبعاً هي عشان حامل و تعبانه و بسبب الظروف ما قدرت تسافر من القاهره و تجي السعوديه عشان تحضر عرس زيدان و ورده ، غيتو عشت فتره قولة صعبه شويه عليها و الأكعب إني ما كنت ماخده راحتي ، ما كنت قادره أزعل على كيفي و أطلع كل القهر و الوجع الجواي ، كنت مجبوره أظهر قدام أهلي بصوره عكس الصوره الجواي ، كنت مجبوره اسكت الضوضاء الجواي و أخفي الخراب و الفراغ الحاسه بيهو ، المهم يوم دخلت الواتس و قررت أرد على كل الرسائل المعلقاها ، فـ بديت الرد ، لحد ما لقيت رسائل من ورده ، كانت كاتبه لي ما قادره أصل ليك ، حتى لمن اتصل على رشا بتقول لي انك ما عايزا تتكلمي ، أنا مقدره و متفهمه الحاله الإنتِ فيها و رشا حكت لي الحصل بينك و بين ناصر أخوي في المطعم ، ما جايه ألومك ولا جايه ألومو ، ما عارفاك حـ تقري رسايلي دي متين لكن حـ اسجل ليك ريكورد ان شاء الله تسمعيهو في أقرب وقت ... طبعاً لقيت الريكورد ، لمن فتحتو كانت بتقول لي :
رجاءً اسمعي الريكورد دا للنهايه ، ما جايه أدافع عن أخوي لأنو خلاص فات الأوان و الكلام دا كلو ما حـ يفيد بس كمان عايزاك تعرفي الحقيقه الأنا عرفتها قبل يومين ، أولاً شوفي الموضوع من وجهة نظر ناصر ، يعني هو عشان أحس إنو ممكن يطول و يقعد بالسنوات قرر يطلقك و يديك حريتك و ما تقولي لي أنا ما طلبت منو الطلاق و إنو دا ما مبرر ليهو ، دا مبرر والله لأنو المشاعر بتتغير ، ماف زول بحب زول العمر كلو خاصة لو الزول دا بعيد عنو ، لو كنتوا مع بعض و تحت سقف واحد الوضع كان حـ يختلف ، خليك مني ، بينك و بين نفسك بتقدري تجزمي ليها انك حـ تحبي ناصر للأبد و هو بعيد و قد يكون ماف تواصل بيناتكم ! بتقدري تجزمي ليها انو مشاعرك ما تبرد أو تموت ! ايوه هو ما كان يطلقك بس دا الهو كان شايفو صح ، و بأكد ليك جيتو ديك ما كانت عشان عرسي و بس ، جا عشانك انتِ ، جا عشان يستقر معاك لأنو قال لأمي إنو ما راجع و حيقعد هنا ، ايوه ما قالها بوضوح و ما قال إنو عايز يعقد عليك من أول و جديد بس صدقيني دا معنى كلامو ، و كان عايز يشاورك بالأول بعد داك يكلم الناس بس انتِ صدمتيهو بالكلام القلتيهو ليهو في المطعم و كسرتي قلبو ! 
المهم الحاجه الآخيره العايزا اقولها ليك إنو زيدان و أمك و ابوك هم القالوا لـ ناصر يطلقك ، أمك دي حلفتو عديل و قالت ليهو طلقها ، و زيدان قال ليهو إنو في زول جا و اتقدم ليك بس عرف انك متزوجه و قال لـ ناصر بسببك حياتها واقفه ، انت لا قادر تكون معاها لا قادر تطلقها و تخليها تشوف حياتها ، زيدان ما كذب لمن قال في زول جا و اتقدم ليك بس ما كان يقول كدا لـ ناصر ، إذا شايفه ناصر غلطان فأهلك كمان غلطانين لأنهم كانوا مصرين على الطلاق دا بالذات زيدان ، ما تقول لي ناصر ما مجبور يسمعهم ، لا هو مجبور ، لمن تلقى الأب بتصل عليك من جهه و يقول ليك طلق لي بتي و الأم كمان تتصل عليك من جهه تانيه و تحلفك عشان تطلق بتها و الأخ من جهه تالته يشيل و يلوم فيك و يقول ليك انت موقف حياة أختي و لمن تلقى ضميرك من جهه رابعه يوجعك و يقول ليك انت ظالم بت الناس ساي معاك مع إنو ماف ظلم كتاااار في الجيش معرسين و مخلين زوجاتهم وراهم ، لو أي جياشي او مستنفر قال بسبب الحرب دي حـ أطلق مرتي كان نص نسوان السودان مطلقات ، و السبب الرئيسي ما الحرب ، السبب أهلك و على راسهم زيدان ، حاصروا ناصر من كل الإتجاهات و ضغطوا عليهو و أنا متأكده إنو ناصر ما جاب ليك سيرتهم ، متأكده إنو لمن جا يبرر ليك ما قال ليك أهلك ضغطوا علي ، لا قالها ليك لا حـ يقول لأنو دا ناصر ما زول غيرو ...
بعد سمعت الريكورد بقيت مخلوعه ! يعني أهلي كان ليهم يد في الطلاق دا !! زيدان كان ليهو يد و أصر على ناصر إنو يطلقني !!...يعني هسي كدا أهلي مبسوطين !؟ مرتاحين و هم شايفني في الحاله دي !! كنت مفتكره إنو خالتو فريده هي الوحيده العايزانا أنا و ناصر نطلق بس اكتشفت إنو أهلي ذاتهم عايزين كدا !!
طبعاً ما قادره أوصف إحساسي ! يعني شعورك حيكون شنو لمن تكتشف إنو أهلك كان ليهم يد في دمار حياتك ! لمن تكتشف إنو أخوك البتحبو شديد و البتعزو كان ساعي في إنو يخرب حياتك و يملاها فوضى ! طلقني من ناصر و مشى عرس أختو ! لو واحد تاني كان مكان ناصر كان حـ يخلط الكيمان و ما حـ يخليهو يعرس أختو !
طبعاً ما مشيت سألت زول من أهلي ولا عاتبت زول و أصلاً ما حـ اقدر ، ما كلمت زول غير رشا و أكدت لي انها ما كانت عارفه ، قالت لي والله العظيم لو كنت عارفه كان جيت و كلمتك ، طبعاً هي ذاتا زعلت من أهلي بالذات من زيدان و قالت إلا تمشي تتكلم معاهم و تتصل على زيدان و تشاكلو بس أنا منعتها و قلت ليها ما حـ يتغير شي فالأحسن الموضوع دا يندفن في مكانو....
بعد يومين كان لي ظهور في قناة العربيه ، أصلاً بقيت شبه ثابته في فقرة الصباح من برنامج صباح العربيه ، دائماً كنت ببدا كلامي بـ صباح الخير حتى و أنا جواي كوم اوجاع و آلام ، إلا في اليوم داك ، عندنا قريبنا إتوفى في الخرطوم وقعت دانه في بيتهم ، مات هو و اطفالو فـ كنت حاسه نفسي مخنوقه و موجوعه شديد ، دا غير خوفي و قلقي على ناصر و كل الظروف الحاصله معاي ، بالإضافة للأخبار الكئيبه من هنا و هناك و الوضع الزاد سوء في السودان ، أوضاع الأهل في دارفور و الجزيره و كردفان و الخرطوم ... كل دا و أكتر خلوني أحس قلبي بقى تقيل من شدة الوجع ، كل دا خلاني ابدا كلامي على شاشة قناة العربيه بـ :
لا أستطيع قول صباح الخير هذا اليوم و شعب بلادي يموتون إما بـ رصاص طائش أو بـ سقوط دانات أو بسبب إنعدام الدواء أو حتى قهراً و حسرة على ما صار عليه الحال و وصلت إليه البلاد ، لا أستطيع حتى رسم إبتسامة مزيفة على محياي و أهل بلادي يعانون ويلات الحرب التي عصفت بآمالهم و زادت نصيبهم من التعاسة ، إن في القلب جرحاً و حزناً على السودان ، إن في عيناي بحر دموع لا يفنى مهما إنهمرت منه الدموع ، حقيقة تهرب مني الحروف ، لا أجد الكلمات و العبارات المناسبة لـ وصف حال السودان عامة و حال الخرطوم خاصة ، لن تشرق شمس إفريقيا حتى يتعافى السودان ، حسبنا الله ، هو وكيلنا و نعم النصير .... لمن دموعي جات نازله غلبني الكلام ، اعتذرت لمن قلت ليها آسفه ريم على الإطاله
ردت لي :
_ لا عليك ... دائماً الكلمات الصادقه التي تخرج من القلب تصل إلى القلب ، و حديثك عن بلدك السودان وصل إلى قلوبنا جميعاً فقط أريد القول أن السودان في قلوبنا و في دعواتنا ، و نحنا معكم بأي حال من الأحوال.....
بعدها بالجلاله قدرت أكمل باقي الفقره ، طبعاً ما كنت في استديو قناة العربيه ، كنت في مقر قناة أستاذ عبد الجليل البديت شغلي معاهو ، قبل ما نبدا بث  الحلقه الجديده من البرنامج الأنا بقدمو دخلت حسابي في الفيس و طوالي لقيت نفسي بكتب :
"ملي*شيا إرها*بية " كانت ولازالت عبأ على هذا الوطن ، عاثوا في السودان الفساد ، صفاتهم صفات شيطان ، قلوبهم منزوعة الرحمه و الإحساس ، شريعتهم شريعة غاب ! و يقولون لك :
" عايزين نجيب  الديمقراطية للمواطن " و هل تأتي الديمقراطية بطريقة دكتاتورية هدفها قتل و تخريب و تشريد المواطن في المقام الأول !!؟
و متين المواطن السوداني استنجد بيكم و قال ليكم تعالوا جيبوا لينا الديمقراطيه يا متطفلين ؟؟!
بعدها طوالي طلعت من الفيس و عملت تلفوني صامت و بدينا تصوير الحلقه ، لمن خلصت و رجعت البيت ، أبوي هو الفتح لي الباب و كان ساكت ساااي على غير العاده ، سلمت عليهو و أول ما دخلت لقيت أمي و رشا قاعدين متمحنين و كل واحده تمسح في دموعها ! قلبي عمل شححح و اتخلعت قبل ما اعرف في شنو و أطرافي بقت بارده !! في البدايه قلت يمكن ببكوا على قريبنا المات مع اطفالو في الخرطوم بس الكلام دا ليهو تلات ايام ، فـ ما اظن ينتظروا اليوم التالت عشان يبكوا عليهو البكى دا !!
إتلفت عاينت لأبوي و حسيت إنو في شي تاني ، في وفاة تانيه ، بلعت ريقي و بصوت مبحوح قلت ليهم خير في شنو و أنا خايفه انو ينذكر اسم ناصر في كلامهم !
رشا بصوت مبحوح قالت لي ما شفتي الفيس ؟؟ قلت ليها في شنو ؟؟ لمن دموعها جات نازله أنا خلاااص اتأكدت إنو دا ناصر المات و ناشرين خبرو في الفيس !💔

" أمّا عني .. فأنا لم أعد أرغب بصنع ذكرياتٍ جديدة في هذه البقعة الجغرافية، أحملها معي بثقلٍ وأغصُ بها كلما تذكرت، لم أعد أرغب بالمزيد من الوجوه المتعبة البائسة التي تعلق في الذاكرة طويلاً ، لا طاقة لدي لسماع المزيد من حكايا المتعبين والجياع و ضحايا الحرب والمرضى و المُشردين

البارحة وددت لو أنني أستطيع أن أرحل بخفة وأنسى كل شيء، أنسى هذا الألم القاتل الذي ينهش من أرواحنا، الذي يتسلل من مسامات جلدنا كل دقيقة ليشعرنا بفداحة أن نولد هنا، في بلادٍ تفوح منها رائحة الموت المُعطر بضحكاتنا ووجوهنا الشابّة الحُلوة وشهاداتنا الجامعية وفخر عائلاتنا ودموع أصدقائنا "

يتبع.....

❤️

زهرة فؤاديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن