الجزء الثاني 11

632 13 0
                                    

مشيت ليها و بقيت شغاله ليها اهااا وينا المفاجأه و هي شغاله لي اصبري اصبري ياخ ، طبعاً كانت مبسوطه و عيونها مليانه لمعه ، فجأه كدا سمعنا صوت الجرس نطت و قالت المفااااجأه وصلت !
طوالي فتحت باب الغرفه و جرت عشان تفتح الباب ، طبعاً أنا من مكاني ما اتحركت ، للحظات ما حسيت برجليني ، قلبي كان بدق شديد و متوتره توتر ما عادي و من شدة الخوف و القلق لمن بطني وجعتني ... و السبب هو اني كنت عارفه المفاجأه الجايباني ورده عشانها ، أصلاً بعد اتصالها داك و إصرارها اتوقعت إنو المفاجأة تكون جات و قاعده في البيت و كنت عارفه إنو ناصر هو المفاجأه لأني عارفه إنو حـ يجي و جيت مخصوص عشان ما اتخلع و اتفاجأ بشوفتو يوم الخطوبه ، جيت عشان أخت عيني في عينو و أقول ليهو ما بتقدر تجي لمن الموضوع يتعلق بي بس بتقدر تجي لمن يتعلق بـ أختك حتى و إن كان مجرد خطوبه ، ما جيت اسمع منو جيت أقول ليهو العندي عشان ارتاح ، عشان الحرقه الجواي تنطفي ، عشان ما اطرشق من الزعل ، عشان اسمعو الكلام البستاهلو و بعدها هو في طريق و أنا في طريق ....
بقيت واقفه و منتظره ورده تجيني داخله في أي لحظه و تقول لي ناصر جا ، فعلاً جات داخله و كانت زعلانه و عيونها مليانه دموع ، قلت ليها بسم الله في شنو يا ورده مالك ؟؟
ما ردت علي ، قعدت على الكرسي و بقت تبكي ، للحظات خفت و قلقت ، قعدت جنبها و قلت ليها ورده في شنو ؟؟ هسي مش كنتِ كويسه و مشيتي تفتحي الباب ؟؟ مالك طيب ؟؟
ضمتني و قعدت تبكي و هي بتقول لي حتى خطوبتي شكلو ما جاي يحضرها ، ما مستعد يفضي نفسي عشان يسافر و يجي عشاني ، قال لي جاي بس كذب علي ، كذب علي يا مها و ما حـ يجي ، ناصر ما حـ يكون معاي في يوم خطوبتي ، كنت مبسوطه و فرحانه لأنو قال جاي و كل ما اسمع صوت الجرس بقول دا هو بس بخيب ظني زي ما حصل قبل شويه ، الواجعني إنو كان بكذب علي ، قال لـأبوي إنو حـ يجي و لمن سألت أبوي عن اليوم قال لي ما حدد فـ حسيت إنو ناصر عايز يعملها لي مفاجأه و اليوم سمعت أبوي بتكلم بالتلفون و كان بقول اها وصلت و اداهو عنوان البيت فـ افتكرت إنو دا ناصر و إنو دي مفاجأة لي عشان كدا ناس البيت ما جابوا لي سيره فـ طوالي اتصلت و طلبت منك تجي عشان تتفاجئ بجيتو معاي بس ما حصل و الجا دا قريب ابوي مع اسرتو 💔
طبعاً ورده زعلت شديد و بقت تبكي ، جات عمتي فريده و هي ذاتا كانت زعلانه ، قالت ليها أخوك دا حيرني ، شغل شنو دا البمنعو يجي و يشوف أهلو ، يجي و يحضر خطوبة أختو ! الولد دا إلا كان حاصله ليهو حاجه ، مستحيل يقعد القعده دي و ما يجي يشوفنا ، قلبي ذاتو ما مريحني و بقيت حاسه إنو في شي و ابوك و وائل أخوك ديل داسين مننا شي و إلا ما كانوا حـ يسكتوا لـ ناصر و يخلوا على راحتو .... وقفت على حيلي و قلت ليهم أنا حـ أمشي بعد دا و طوالي طلعت و لمن وصلت الصاله لقيت ضيوفهم قاعدين ، كانوا بنتين و معاهم مراه و راجل فهمت إنو ديل أمهم و أبوهم و شكلهم أصلاً قاعدين هنا في السعوديه ، يعني ما جوا من سفر أو مكان بعيد  ، كان قاعد معاهم عمو مدثر ، سلمت عليهم و طوالي إتحركت ، سامعه وحده قالت دي مرتو ؟؟!
المهم لمن وصلت البيت أمي قالت لي أمشي لأخوك شوفيهو مالو من قبيل يسأل عنك ، قلت ليها أكيد عايزني اساعدو في اختيار طقم خطوبتو لأنو ذوووقي حلو ...
تاني يوم يلي هو كان يوم الخطوبه جونا كميه من الناس ، الجيران المعانا في الحي و معارفنا و قرايبنا الفي السعوديه ، صراحة ما اتوقعنا الكم الهايل دا من الناس ، ايوه نحنا عزمناهم بس ما اتوقعنا إنو كلهم يلبوا الدعوه بس الحمدلله كل التجهيزات كانت تمام و ما نقص شي ، و حفلة الخطوبه كانت منظمه ، طبعاً زيدان كان مبسوووط شديد و إبتسامتو للضرس الآخير ، بالجد فرحت ليهو و انبسطت بشوفتو و هو مبسوط و فرحان للدرجه دي لأنو حيكون مع الإنسانه الإختارها قلبو ، أما ورده فهي حاولت تظهر سعادتها ، حاولت تتناسى فكرة إنو أخوها التاني ما موجود بس بعد ما لبسوا الخواتم و الناس جات و بقت تبارك ليهم ما قدرت تمسك نفسها فطوالي دموعها جات نازله و يمكن معظم الناس مفتكرين انها دموع الفرح بس نحنا عارفين انها فاقده ناصر أخوها و كانت متمنيه إنو يكون معاها في يوم زي دا ، طبعاً أختها نازك ذاتا ما موجوده لأنها بعيده في السودان مع نسابتها بس هي متواصله معاهم على طول و بتتكلم معاهم مكالمة فيديو و عارفه كل اخبارهم و هم عارفين كل أخبارها ، طبعاً هي في البدايه سافرت و جات السعوديه مع أهلها ، قعدت معاهم زي شهر كدا بعدين راجلها قال ترجع ، طبعاً هي ما كانت عايزا ترجع السودان تاني ف قال ليها يا ترجعي يا أطلقك و أشيل منك الأولاد و عشان ما تخرب بيتها رجعت السودان بس قاعده في ولايه آمنه .... المهم عمتي فريده كانت ماشه على ورده و جات ماره بجنبي بس في مراه وقفتها و سلمت عليها و كانت حابه تاخد و تدي معاها في الكلام عشان كدا قالت لي عليك الله يا مها أمشي على ورده دي ، طبعاً استغربت فيها ، قلت ليها طيب و طوالي مشيت لـ ورده ، لمن وصلتهم زيدان كان بقول ليها عارف احساسك والله لأني حاسي بيك و عارفك فاقده أخوك و زعلانه منو بس ختي ليهو العذر أكيد في شي منعو ، صح هو ما حضر الخطوبه بس الأكيد حـ يحضر العرس ❤️
قلت ليها ورده خساااارة ميك اب ساي ! ، دا شنو دا يا بتي ! عايزا الناس يقولوا خطيبة اخوي ما حلوه عشان بتبكي !... زيدان قال لي والله كان بكت كان صرخت كان اتدردقت في الأرض دي فهي سمحه ... طبعاً هنا ورده ابتسمت ، قلت ليهو اسكت اسكت أصلاً انت ما حـ تقدر تقول غير كدا ، ورده قالت لي نعم نعم ! قصدك اني مهدداهو يعني ولا كيف ؟!
قلت ليهم هووووي عايزين تقلبوا علي الإتنين مش !.... فجأه كدا رشا جات بإستعجال و قالت لي مها تعاااالي سرعه ، قلت ليها في شنو ، قالت لي بس تعالي و طوالي جرتني من يدي ، لمن مشينا بعيد شويه ، قالت لي عايني يمينك و شوفي داك منو ! لمن إتلفت قلت ليها في ناس كتيره منو تحديداً ! قالت لي ياااخ اللابس قميص كحلي داك !
لمن عاينت ليهو قلت ليها شكلو ما غريب علي بس ما اتذكرتو دا منو ، قالت لي يا غبيه و يا الذاكرتك ذاكرة ذبابه ، دا مروان ياخ ، قلت ليها مروااان منو ما بعرفو يا رشا ! قالت لي متذكره لمن مشينا البازار ! الولد اللقينا ليهو تلفونو و وصلنا البيت بس دا هو ... تاني إتلفت عاينت ليهو و قلت ليها بالجد والله دا هو ! بس الجابو شنو !... طبعاً و نحنا بنتكلم و بنعاين ليهو هو إتلفت و شافنا و طوالي جا علينا ، سلم و قال لينا يا محاسن الصدف ! و كمان مبروك لأخوكم ، قلنا ليهو الله يبارك فيك ، قال لينا من وصلت البيت اتذكرت طوالي إنو وصلتكم ليهو و عرفتو بيتكم ، يعني صدفه غريبه ، رشا قالت ليهو يعني انت بتعرف أبوي ولا من طرف ناس عمو مدثر ؟؟
قال ليها بعرفهم الإتنين ، أبوك زمان كانت بتجمعو صداقه قويه بأبوي بس بعدها افترقوا و كل واحد شاف حياتو بس شبه كانوا متواصلين ، لحد ما إتلاقوا هنا ، المهم اتكلمنا معاهو شويه كدا بعدها رشا مشت لـ صحباتها و أنا مشيت لأمي النادتني ....
المهم بعد يومين من الكلام دا ، يوم طلعت من غرفتي و مشيت قعدت مع ناس أمي ، كانوا بتكلموا عن حفلة الخطوبه و عن المعازيم ، فـ أبوي كان بقول ليها عندو بت و ولدين ، واحد بقرا الجامعه في ألمانيا و التاني ياهو مروان الجا سلم عليك و بتو رفا و طبعاً انتِ اتعرفتي عليها و على أمها ، رشا قالت لأبوي سبحان الله ولد صحبك دا لقيناهو في البازار لمن تلفونو ضاع منو و نحنا لقيناهو و سلمناهو ليهو و لمن كنا طالعين أصر شديد إنو يوصلنا في طريقو فـ وصلنا لحد البيت ، قال ليها لو كان لاقيتو اليوم داك كنت حـ أعرفو ، أمي قالت ليهو هم قاعدين في السعوديه دي من متين ؟؟
قال ليها ايييك ديل بقوا مواطنين سعوديين عديل ، أولادهم كلهم ولدوهم هنا ، كانوا بمشوا السودان يمكن من سنتين لأربع سنوات و ما بمشوا كلهم ، يمكن أطول فتره قعدوها في السودان الفتره الإتعين فيها سليمان وزير للصناعه ، أمي قالت ليهو شنووو ! يعني صحبك سليمان دا كان وزير الصناعه ! قال ليها ايوه في فتره من الفترات بس ما قعد كتير ... المهم بقينا نتونس و زيدان دا سارح بعيد و بتبسم براااهو فـ قعدت أشغلها ليهوووو....
المهم بعدها عدت الأيام و أنا استمريت في شغلي بالإضافه لإني بقيت اعمل مقاطع صوتيه أو حاجه كدا أشبه بالبودكاست و انزلها في الفيس أو التك توك أو التلغرام ، بفضفض و بتكلم عن حاجات معينه مست ناس كتيره عشان كدا المقاطع دي بقت تنتشر ، بالإضافه لإني بقيت اجمع معلومات و صور عن ولايه أو مدينه معينه و اتكلم عنها و انشرها ...
من ناحيه تانيه الحرب في السودان كانت مستمره لسه و كل يوم الناس بتموت و كل يوم الناس بتنزح و كل يوم الوضع بتدهور ، وصلنا خبر إنو بيتنا اتسرق كلو ، ما بقى فيهو شي غير الحيطان و لو كانت بتتقلع كانوا قلعوها ، زعلنا و حزنا و اتحسرنا كـ حال أي زول بيتو اتسرق ، يعني في لحظات بس كل شقى عمرك يضيع ، البيت التعبت فيهو و بنيتو طوبه طوبه و كل مره كنت تختار أثاث و تجيبو و تبني و تعمر فيهو لسنوات طويله يقولوا ليك إتسرق ! والله لو مزهريه اتسرقت من البيت بتوجع سيدا فما بالكم بالبيت كلو ، كلو بالمعنى الحرفي 💔
المهم لمن دخلت الفيس لقيت اتفاجأت لمن شفت ناصر منزل صورة مع أصحابو و كاتبين أنهم في المدرعات ! طبعاً شكلو اتغير و بقى ضعيف ، بقيت أعاين للصوره مسااافه و دموعي جات نازله ، الصوره دي وصلت الـ 4k ، دخلت صفحتو و بقيت أشوف في صورو و بوستاتو القديمه قبل فترة الحرب دي ، كنت بتصفح في صفحتو و أنا دموعي نازله ، أول ما طلعت من صفحتو مسحت دموعي و قلت ما يستاهل دمعه وحده مني ، طبعاً عندو رسائل في الواتس مرسلهم لي قبل شهر بسأل عن حالي و للآن معلقه رسايلو ، فجأه كدا ظهرت لي رساله في الماسنجر ، لمن فتحتو لقيتها من ناصر ! قلبي عمل شححح ، كان كاتب : مها كيفك ؟؟
طبعاً ما فتحت رسالتو ، بقيت أشوف في البوستات الكلها وجع و يأس ، فلان مات و فلانه إتصابت و الملان الفلاني اتقصف و القريه الفلانيه دخلوها الدعم السريع و حرقوها أو كتلوا سكانها ! يعني بوستات في قمة الوجع !
دخلت صفحتي و كتبت :
للأسف الواحد بدا يفقد أمل إنو البلد دي تقوم ليها قايمه و تمشي لقدام ... ماف أي مؤشر ولا بصيص أمل ولا ضوء في آخر النفق .. مظلمه من كل النواحي و خربانه من كل الإتجاهات ... لا الفي السودان مرتاح لا الطلع برا مرتاح ، كلنا مجهجهين و كلنا حياتنا جايطه ، و يمكن اكعب حاجه إنو ماف أمل ، ايوه قاعدين و منتظرين لكن منتظرين شنو و من منو ما معروف! ما عارفين مفروض نثق في منو و منو العايز الخير للبلد و منو الخاين العايز يدمرها !
على الأقل لمن يكون في أمل و ثقه و تقدم ملحوظ الناس حـ تتصبر و تقول هانت بس ماااف ولا ذرة أمل ، حاضر ضبابي و مستقبل مجهول و الناس ما عارفه تقبل على وين ، الواحد كل ما يحاول يقنع نفسو و يقول قربت و بكرا البلد حـ تتحسن و قريباً الناس حـ ترجع لـ بيوتها و ترجع حياتنا الطبيعيه  فجأه تحصل حاجه تهدم كل عشمو و تبدد أحلامو و توقعاتو و تدخل الشك جوا قلبو و تخليهو يقول : بالجد الوضع دا حـ يتحسن و حـ نرجع بيوتنا و نعيش في آمان ولا خلاص دي النهايه و انكتب لينا نعيش كدا للأبد !
الحرب دي إنحفرت جوا قلوبنا و اتسببت لينا في جروح و أذيه مهما حاولنا نتجاوزها أو نداويها ما حـ نقدر ، دخلت جوانا خوف و عدم أمان مبارينا في كل مكان ، نمنا في آمان و صحينا على واقع حرب ، يعني فجأه كدا اتبدل الحال ، كنا وين و بقينا وين ، منو الكان متخيل إنو حـ يضطر يوم من الأيام يطلع و يخلي بيتو... يخلي بلدو عشان يبحث عن حياة وعيشه كريمه ما لقاها في بلدو ..
منو الما قاعد يبكي كل ما تجيهو فرصه ، منو الما قاعد يبكي لمن يتذكر بيتو ، منو الما قاعد يبكي لمن يتذكر شكل حياتو كان كيف قبل يوم 15 أبريل ، منو الما قاعد يبكي لمن يتذكر الطريقه الطلع بيها من بيتو و الإحساس المرير الحس بيهو لحظتها ، إحساس إنو بقى مشرد أو نازح في بلدو و لاجئ خارج حدود بلدو ، حياتنا كلها وقفت في اليوم داك ، في صباح السبت الما جا بعدو صباح الأحد 💔
متين ترجع ... متين نرجع ليها
متين نسمع زغاريد الفرح
متين نلملم شتاتنا مع شنطنا و نقول أخيراً راجعين
متين يشرق صباح الأحد و ترجع سماء الخرطوم
متين نرجع لـ بلدنا و لـ بيوتنا و لـ حياتنا هناك
متين تعود لمة الأهل و الجيران و الأصحاب
متين يعود الأمن و الآمان لكل بقعه في السودان !

زهرة فؤاديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن