الفصل الخامس"مات قلبي مُغرمًا"

1.6K 97 5
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و عذلت أهل العِشق حتى ذقته.. فتعجبت كيف يموت من لا يعشق.

"المُتنبي"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل "رحيم" غرفه "غزل" بهدوء ثم جلس على المقعد أمام فراشها يتأملها و هي نائمه بسلام نفسي مثل الملائكة، ابتسم عندما نظر إلى ملامح وجهها التي تشبهه كثيرًا قائلًا بخفوت:
"عمرى في حياتي ما كنت اتوقع إنك تطلعي شبهي حتى طريقه كلامي"

عاد برأسه للخلف قليلًا يُفكر في ذلك الآدم، هل سيوافق أم سيرفض في النهاية هذه حياته الشخصية فالطبع الموافقة سوف تكون في أشد الصعوبة خاصة عندما علم بشخصيه و معاناه ابنته و لكن قال مُتفائلًا:
"انا حاسس  أنه هيوافق.. يا رب أنتَ عالم بحال بنتي"

أنهى حديثه باكيًا بخفوت و لكن سرعان ما أزال تلك الدموع التي كانت على محاجره عندما رأى "غزل" التي استيقظت للتو.

سألتهُ "غزل" بهدوء:
"في حاجه يا بابا؟"

اقترب منها "رحيم" و أحاط وجهها ذو الملامح البريئة بين يديه و هو يسألها بحُب:
"بقيتي أحسن دلوقتي؟"

أومأت له موافقه بهدوء، نهض "رحيم" من مكانه مُبتسمًا ثم ذهب ناحيه خزانه ملابس ابنته و فتح باب منها و أخذ شيء و لم يكن سوى آلة العزف الخاصة بـ "غزل"، التفت لها و تقدم منها مُردفًا بحنان:
"يلا يا غزل غنيلي الأغنية اللي بحبها.. بحب اسمعها منك"

ابتسمت بعذوبه له و تناولت آلة العزف التي تحبها منذ صغرها و يُمكن هذا الشيء الوحيد التي لم تُسلب منها أو تكرها.

تجهزت جيدًا ثم أخذت نفس عميق، و بدأت العزف بحرفيه تُغنى بصوتها العذب الدافئ:
"جانا الهوا جانا و رمانا الهوا رمانا.. و رمش الأسمراني شبكنا بالهوا.. آه ما رمانا الهوا نعسنا و اللي شبكنا يخلصنا.. اللي شبكنا يخلصنا اللي شبكنا يخلصنا.. دا حبيبي شغل بالى.. آه يابا يابا شغل بالي يابا يابا شغل بالي.. يا راميني بسحر عينيك الاتنين.. ما تقول لي واخدني و رايح فين.. على جرح جديد و للا لتنهيد.. للا على الفرح موديني.. أنا بسأل ليه و احتار كده ليه.. بكرا الأيام هتورينى.. خلينا كدا على طول ماشيين.. و رمانا الهوا و نعسنا و اللي شبكنا يخلصنا.. اللي شبكنا يخلصنا اللي شبكنا يخلصنا.. دا حبيبي شغل بالي.. يابا يابا شغل بالي يابا يابا شغل بالي"

كان "رحيم" يستمع إلى ذلك الصوت العذب الذي يخترق قلبه بدون إذن و كلمات تلك الأغنية التي يُحبها كثيرًا فهي من مطرب عظيم "عبد الحليم حافظ" و من الذي لا يُحبه، انتهت "غزل" من غنائها بصوتها الرقيق ثم قالت بهدوء:
"بابا حاسه انك عايز تقول حاجه!"

تنهد "رحيم" بعمق مُردفًا بهدوء:

"آه عايز افاتحك في موضوع بس الموضوع ده عايز منك هدوء يا غزل ممكن"

غَــزل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن