الفصل العاشر "لا تُريدي بـ إمساكِ؟ "

1.1K 79 12
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و أعلم أن الحُب ليس بأن يكون المحبوب بلا عيوب، و إنما الحُب أن يظل المحبوب برغم عيوبه محبوب

“نزار قباني”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ركض لها الجميع في حالة صدمه و ذهول، جلس "آدم" أمامها على ركبتيه يهتف بهذيان:
“غـ.. غزل انتِ سمعاني؟”

أحاط وجهها الشاحب بين يديه صارخهًا بصوت هادر:
"انــا قـولـتـلـك مـتـسـيـنـيش انـتِ مش قد وعـدك... يـا غـزل ارجوكِ ردي عليــا”

لم يأتيه رد منها بل كانت مُغمضة عيناها باستسلام و يظهر على وجهها الشحوب، ركض له "رحيم" قائلًا له بغضب:
"آدم مش وقته يلا على المستشفى بسرعه" 

بعد سماعه لهذه الجملة افاق من هذيانه رامقًا تلك المستسلمة و بسرعة منه حملها بين ذراعيه يركض بجنون للخارج، لحقه الجميع و اقترب منه "فادي" مُردفًا باستعجال:
"تعالى على عربيتي بسرعه"

ركض "فادي" لكى يفتح سيارته، اتبعه "آدم" يركض حاملًا "غزل" و يهمس لها بصوته الرخيم:
"هتكوني كويسه مش هسيبك"

صعد "فادي" لجهة المقود و جلس "آدم" في المقعد الخلفي و "غزل" على ركبتيه تنزف بغزاره حتى لطخت قميصه الأبيض بدمائها، قلق الآخر أكثر عندما شاهد دمائها التي لا تتوقف، خلع سترته السوداء و قطع منها قماشًا كبير الحجم و لفه برفق على صدرها المصاب يهتف بصوت يخرج ببحه حزن:
"هتكوني كويسه انا معاكِ ارجوكِ ردي عليا يا غزل... غزل ارجوكِ"

لم يأتيه رد فبكى بصوت خفيض بالكاد يكون مسموع و تنساب دموعه على صدغ الأخرى، احتضنها لصدره يبكي مثل الطفل الذي على وشك فقدان والدته و يهمس لها بحُب:
"اا.. انتِ هتبقي كويسه انا.. انا معاكِ مش هسيبك"

يتحرك "فادي" بسيارته مُسرعًا إلى المشفى الخاص بهم، اتبعه البقيه خلفه مسرعين، في سيارة "غيث" كان يقود بجنون كأنه يخرج طاقته السلبية في القيادة و يجلس بجانبه والده الذي لم يفرق عنه شيء ثم رمق ابنه العصبي و مد يده يربت على كتفه يهتف بصوت رزين:
"اهدى ان شاء الله خير اختك قويه"

رد "غيث" بنبره على وشك البكاء:
"منظرها يا بابا و هي راقده على الارض و بتنزف مش قادر.. و انت الحمد لله طلعت كويس.. مش متخيل يا بابا كانت حالتي أزاي و انتَ مش موجود و ماما اللي مستحملتش اللي حصل و غزل اللي كانت داخله في نوبه اشد من اللي قبلهم بجد يا بابا احنا كنا في حاله انهيار.. متعملش فينا تاني كده ارجوك"

تنهد "رحيم" قائلًا بهدوء:
"كنت مضطر اعمل كده و لما غزل تبقى كويسه هبقىٰ اقولكوا عملت كده ليه"

غَــزل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن