الفصل الثامن "لقد مات أبيهم"

1.5K 82 23
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-و رغم الحزن و الرغبة في الانعزال عن العالم الواقعي إلا أن لدي طاقه ضد هذا الشعور و الثبات أمام أي شخص.. هذا فقط تَعَود يا صديقي.

ندى الزيني "حــوريــة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقف متوترًا ينظر إلى غرفه الطوارئ بخوف و لم يختلف باقي العائلة عنه، هتفت "حنان" باكيه:
"بنتي يا رحيم.. خايفة عليها"

حاوطها "رحيم" من كتفها ليبث فيها الاطمئنان ثم أردف بصوته الهادئ:
"متخافيش يا حنان.. و بعدين مش آدم كشف عليهم لما كانوا هناك و قالنا هما بس محتاجين يصحوا من المخدر خايفه ليه بقى؟"

أجهشت "حنان" في البكاء أكثر ثم قالت بصوت متقطع:
"قلبي.. مش مرتاح.. يا رحيم"

ربت على كتفها قائلًا برزانه:
"إن شاء الله خير"

خرج الطبيب بتعب و أزال الكمامة الطيبة من وجهه بضيق، ركض له "فادي" مُردفًا بلهفه:
"طمني يا دكتور"

رد الطبيب بعمليه:
"الحمد لله.. كويس إنكوا جيبتوهم في الوقت المناسب لأن كان هيحصل مضاعفات خصوصًا إن نوع المخدر شديد لدرجه إن بيدخل غيبوبة.. و هما اخدوا جرعه كبيره و ده أثر على جسهم و دلوقتي مش في الوعى الكافي.. لازم يفضلوا هنا تحت الملاحظة 24ساعه عشان مفعول المخدر ينتهي و انا عملت الحمد لله اللي قدرت عليه و هما دلوقتي حالتهم مستقرة و يتنقلوا لأوضه عاديه"

تنفسوا الصعداء و رددت "هُدى" بخفوت مُبتسمه:
"الحمد لله.. الحمد لله"

ذهب الطبيب من أمامهم بإنهاك واضح على وجهه و اتبعه الممرضين يدفعون "الترولي" التي ترقد عليه "ليان" و اتبعتها "غزال" خلفها.

ذهبوا العائلة جميعهم خلفهم، استقر فراش "ليان" بغرفه مفرده و "غزال" في غرفه أخرى بجانبها.

دخل "رحيم" لـ غرفه "غزال" التي كانت في مُغمضة عيناها بتعب و رأى ذلك اللاصق الطبي الكبير على عنقها و لم تفرق "ليان" عنها فهي تعرضت لنفس الحرج العميق، تقدم "رحيم" و جلس بجانبها على الفراش ثم أمسك يدها بين راحه يديه بحُب مُقبلًا إياها مطولًا يجهش بالبكاء، أردف من بين دموعه:
"حبيبت بابا.. عارفه لو كان حصلك حاجه مكنتش هسامح نفسي عارفه ليه.. عشان مخدتش بالي مُنك و إني قصرت معاكِ و ملاحظتش غيابك.. سامحبني يا بنتي أنا السبب يا غزال"

جهش في البكاء أكثر نادمًا، انفض "رحيم" بخفه عندما لامس أحد كتفه و لم تكن سوى زوجته "حنان" التي قالت بحُب:
"ده قضاء ربنا يا رحيم.. متلومش نفسك على حاجه مكنتش بإيدينا"

أومأ لها بهدوء و أمسك يدها بحُب مُقبلًا إياها بقوة مُردفًا بصوته الرخيم:
"انا من غيرك ولا حاجه يا حنان"

غَــزل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن