الفصل التاسع عشر "آدم؟!!"

1K 63 0
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«كـى تــتـذوق حــلاوة الــنـجـاح يـجـب أن تـتـذوق مـــرارة الــفـشـل»
نـدى الزيني "حــوريــة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توترت من اعترافه المعسول ذلك و ركزت بنظرها على الطعام أمامها، اقترب الآخر مرة ثانية و همس بصوتٍ رخيم:
"مالك يا سُكر.. و بعدين ده إنتِ سُكري الأصلي.. و لا إيه يا أصلي"

تركت الملعقة و نهضت من مكانها و هي تقول بتلبك ظهر من صوتها:
"الحمد لله.. شبعت"

ابتسم "آدم" بخُبث ثم قال بهدوء و هو يُشير ناحية الطابق الثاني:
"اطلعي الأوضه اللي مجهزها و انا شوية و هاجي"

أومأت له بهدوء ثم ذهبت للدرجات بخطوات اشبه بالركض حتى وصلت للغرفة المنشودة، رمقت فراش مُتوسط مُريح و بعض الألواح المُعلقه، تبدو الغرفة طبيعية للغاية و لكن أركانها التي تميزت باللون الأبيض شعرت من خلال لونها براحة نفسية غير طبيعية مُغمضة عيناها بسلام.

شهقت بخفوت عندما شعرت بذراعين تحاوطها من الخلف و رأس ساندة على كتفها الأيمن، شعرت بأنفاسه الحارة عندما همس لها:
"تعالي نبدأ.. بس اعرفي إن أنا معاكِ في كل خطوة و المطلوب مِنك الراحة و انتِ بتتكلمي.. كأنك بتكلمي نفسك.. تعالي يلا"

تركها و أشار لها ناحية الفراش قائلًا:
"نامي على السرير.. و غمضي عينيكِ و عايزك تاخدي نفسك براحة خالص.. اتفقنا؟"

هزت رأسها موافقة و اتجهت ناحية الفراش مُمددة جسدها براحة تامة ثم اغمضت كلتا عيناها بسلام نفسي، جلس "آدم" بالمقعد المجاور للفراش مُمسكًا بدفتر كي يُكتب بها الملاحظات الهامة، أردف بصوتٍ رخيم:
"خُدي نفسك براحة خالص مش عايزك تفكري بأي حاجه.. صفي ذهنك.. تمام يا غزل؟"

هزت رأسها و مازالت مُغمضة عيناها، شرع "آدم" بالحديث سائلًا إياها بهدوء:
"احكيلي إيه قصتك؟"

ردت "غزل" بصوتٍ هادئ ظهر بها الحزن:
"كُنت بنت صغيرة تضحك و تلعب و شخصية بريئة.. بريئة أوي.. و في مرة البريئة دي شافت قاتلة.. شافت عمتها و هي بتقتل ابنها و جوزها بدم بارد.. آه أنا اللي شوفتها و هي بتقتلهم بس خوفت اتكلم و كمان هددتني بالقتل و بعد ما بابا سافر قررت تقتلني عشان أنا الشاهدة.. بابا ميعرفش و مش عايزاه يعرف.. البنت البريئة دي شافت حاجات كتير أكبر من سنها.. دخلت مصحة نفسية بسبب النوبات بس مقدرتش اقعد حسيت اني مجنونة و وحيدة بين ناس معرفهاش.. طب انا عملت ايه لكل ده؟!.. بنت شافت العذاب بعنيها و الموت اللي كان بيقرب مِنها و تملكها الخوف.. حتى الدموع مكنتش بقدر انزلها بقيت قلبي قاسي.. و بعد كل ده بقيت ايه.. بقيت غزل اللي متعرفش الرحمه.. غزل بقت زي عمتها رحيمة.. مفرقتش عنها بحاجه.. نظرة مني تقتل اللي قدامي.. الصراحة بحس براحة و اللي قدامي بيترعش من الخوف مني.. حسيت اني شيطانه و بتعذب ده و ده عادي.. بس هل أنا كده اللي غلطانه و لا عمتي اللي خلت الشخصية دي تبقى فيا؟..جربت اغير من نفسي بس معرفتش.. فشلت و أول مرة أفشل.. قولت خلاص بلاش المحاولة عشان شعوري بالفشل خلاني بقيت قاسية أكتر"

غَــزل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن