ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعيب زماننا والعيب فينا ** ومال زماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ** ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ** ويأكل بعضنا بعض عيانا"الـشـافـعـي"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلس على طرف فراشه ثم أمسك بهاتفه كي يتصل بأصدقائه، و بعد مرور دقائق اجتمع ثلاثتهم يدردشون في أمور عِدة، هتف "فادي" بقلق:
"شباب آدم معدناش عارفين أخباره الأيام دي.. خصوصًا إن منصور اجه و أنا مش بطيق البارد ده"رد "أدهم" على الجهة الأخرى بعقلانية:
"أكيد الأيام دي مشغول عشان المشروع اللي عرضوا عليه... إيه اللي مخليك خايف كده؟!"أجاب "فادي" بتوتر أكثر:
"أنا خايف عليه من الراجل ده.. من وشه كده ميجبش أمان أبدًا"هتف "زين" بلهفة:
"بس متنساش إن آدم بيحبه و بعدين هو يُعتبر إن ربىٰ آدم.. و كان صاحب أبوه الله يرحمه.. فين اللي يخوف في الموضوع؟!"ظهر التشوش و التخبط على ملامح "فادي" فهو لا يثق بذلك المنصور و دائمًا يشعر أن ذلك الشخص من ورائه يرتكب الفواحش لذا أجاب بثقته المعهودة:
"بصوا عشان عُمر ما قلبي حس بحاجة غلط.. أنا حاسس و متأكد إن منصور ده وراه بلاوي.. يا ما تحت الساهي دواهي"سأله "أدهم" بترقب:
"طب إيه اللي يخليك متأكد كده؟!"أجابه الآخر عندما تذكر شيئًا:
"لما كان موجود هنا قبل كذا سنة.. كان آدم لسه متخرج لاقيته كان بيبص ليه بنظرة شر باينة عليه و كمان كان عنده لهفة غريبة و مصمم إن يجدد المستشفى عشان آدم يبدأ يشتغل فيها.. سمعته قبل كده و هو بيكلم ابنه"رمقه الاثنان بترقب شديد عبر شاشة الهاتف، بينما تنهد الآخر بعمقٍ و عاد بذاكرته إلى زمن قريب.
«عودة إلى ما يُقرب الخمس سنوات»
وقف "فادي" مع أخيه كي يُشرف على المشفى و لكن أتى لمسامعه همهمة و كأن اثنان يتشاورون بالتخفي، التفت بخفة و رمق "منصور" و ابنه يُهمهمون باهتمام و كأن الأمر لم ينتظر، شك بهم و لم يشعر بقدميه التي اقتربت منهم و وقف بالقُرب منهم دون أن يشاهده أحد.
تمتم "منصور" بغيظ شديد:
"ما خلاص يا هادي المستشفى اتعملت و بقت باسمه نعمل إيه يعني؟"عقد الآخر ساعديه أمام صدره ثم أردف بغضب:
"بابا إنتَ عارف إننا اتفقنا على إن يكون المستشفى دي باسمي مش باسمه"وضع أبيه كف يده على كتفه قائلًا برزانة:
"معلش و بعدين يعني احنا عندنا كتير غير دي"
أنت تقرأ
غَــزل✓
Romanceهل شعرتُ ذات مرة أنك وحيد بين عالم قاسٍ لا يرحم؟.. هل شعرتُ أنك تحتاج لـ احتواء من شخص ذاق نفس العذاب؟.. يُمكن أن يكون حُلم لا يتحقق أبدًا و يُمكن يتحقق عندما القدر يريد هذا.. تدور الحكاية حول فتاة بريئة سلبت الحياة منها السعادة فتحولت من هذا الكائن...