الفصل العشرون "لا تنسى أن غزل ابنتي يا رحيم"

915 65 6
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحب هو الجنون الوحيد المعقول في الدنيا.

"الدكتور مصطفى محمود"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استقلت بسيارتها تقوها بسرعة جنونية مُتجهة للمشفى الخاصة بـ "آدم"، أخذت تُفكر ماذا يفعل ذلك المنصور عِند زوجها؟!، آلاف السيناريوهات تصور لعقلها، و بعد دقائق وصلت للمكان المنشود سريعًا و صعدت على أقدامها السلالم حتى أصبحت أمام غرفته، دقت الباب بتروٍ و قلبها يخفق بشدة، سمعت أذن بالدخول ثم تقدمت من الغرفة ترمقها بترقب و كأنها تستعد لشيء ما، رمقت رجُل ذو هيبة يجلس بجانب "آدم" يتحدثان بثرثرة و كأنهم يعرفون بعضهم مُنذ زمن، تنهدت بعمقٍ مُردفه بابتسامة مُصطنعة:
"شكلي اقتحمت فجأة"

نهض "آدم" من جلسته و اقترب مِنها و على ثغره ابتسامة مُشرقة، حاوط خصرها و وجه حديثه لـ "منصور" قائلًا:
"اقدملك غزل مراتي"

نهض "منصور" أيضًا و اقترب مِنها و هو يمد يده بترحاب:
"أهلًا بيك يا غزل"

مدت يدها تصافحه و لكن كانت مصافحة قوية بين اجساد مشحونة بالغضب حيث امسكت "غزل" يده بقوة و كأنها تعتصره و هو لم يفرق عنها كثيرًا و ابتسم باستفزاز مُردفًا بخُبث ظهرت في ملامحه الغامضة:
"شكلك يا حضرت المُقدم قوية و مش بتخافي من حد"

هتفت بنفس خُبثه "غزل" و هي تبتعد عن "آدم" الذي لم يفهم شيئًا:
"و أخاف ليه.. اللي على راسه بطحه بيحسس عليها يا أستاذ منصور"

سألها "آدم" و ظهر على ملامحه الاستنكار:
"إنتِ تعرفيه؟!"

ردت "غزل" و هي مازالت ترمقه بغموض:
"عِز المعرفة بس هو ميعرفنيش"

أردف "منصور" و هو يبتسم باصفرار:
"و اديني عِرفت و في الحقيقة مراتك يا آدم شكلها معندهاش هزار في شغلها… و أنا أحب المُجتهد"

دست الأخرى يديها في جيبي مِعطفها و هي تُردف بشر مُبطن:
"أصل الهزار مينفعش مع الناس اللي بتخرب في المِداري"

تنهد "منصور" و قال بابتسامة مصطنعة:
"وقت سعيد يا آدم و ان شاء الله أجيلك زيارة قريب.. أصل حضرت المُقدم عجبتني"

أومأ "آدم" و هو يبتسم بلُطف حتى خرج "منصور" من الغرفة، التفت لتلك الواقفة بسكون مُريب سائلًا إياها:
"غزل إنتِ تعرفي عمي منصور منين؟!"

التفت له و هي ترد عَلِيه بغموض:
"السؤال ده لازم أنا اللي أسأله.. إنتَ تعرفه منين؟!"

رد الآخر بهدوء:
"منصور صاحب بابا و كان قريب منه.. و بعد ما توفى وقف جنبي و ساعديني أطور من المستشفى لحد ما سافر هو ابنه يشتغل برا مصر و أسس شركات ناجحة باسمه.. و إنتِ بقا تعرفيه منين خصوصًا هو ميعرفكيش؟"

غَــزل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن