الفصل الحادي و العشرون "فاقدًا حياته"

845 64 2
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال مريض نفسي ذات مرة:
"لا تسمح له بالاقتراب منك، سيؤذيك لاحقًا"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبعده بعنف شديد و رمقه بنظرة ظهر بها القهر، التفت كي يعطيه ظهر، أخذ يبكي بنحيب خافت، اقترب مِنهُ "منصور" و هو يقول بتشفي زائف:
"لاء احنا مش عايزين العياط ده.. مهما لو حاولت تهرب من الحقيقة يا رحيم كلهم هيعرفوا.. غزل اللي جوا دي بنتي أنا و سيبتها ليك عشان مش عايزها"

التفت "رحيم" و بحركة سريعة أمسكه من رقبته يعتصره و هو يُردف بفحيح امتزج ببكائه:
"ممكن تكون غزل بنتك بالدم.. بس دي بنتي بالروح.. إنتَ مش أب إنتَ أكتر من اللي اقول عليك قذر.. اخدت غزل عشان احميها من كلاب زيكم لأن أكيد كنتوا هتقتلوها بعد بنتي.. اسمع يا منصور نهايتك قربت و مش بعيد غزل هي اللي تنهيك"

تركه "رحيم" هو يلهث بقوة و أزال دموعه بعنف، بينما الآخر أخذ يُقهقه ساخرًا ثم هتف من بين ضحكاته:
"كانت فين القوة دي و رجالتي بتقتل بنتك؟.. آه من الصدمة معرفتش.. بس خليك فاكر أنا خدمتك و سيبتلك بنتي و محدش يعرف غيرك حتى مراتك.. تخيل معايا كده لما يعرفوا ايه رد فعلهم؟"

أنهى حديثه و هو يتصنع التفكير، لكمه الآخر بقوة قائلًا بغضب:
"ده أنا أمحيك من قبل ما تقولها"

رفع وجهه له و مازالت تلك الابتسامة الشامتة مرسومة على وجهه ثم أردف ساخرًا:
"تمحيني؟!.. اممم طب بُص في مفاجأة محضرها هتعجبك بس مش هتشوفها دلوقتي.. في الوقت المناسب"

أنهى حديثه و هو يغمز للآخر و على ملامحه ظهر الشر و الخُبث و تركه يدخل للرُدهة، بينما "رحيم" اغمض عينيه بألم شديد و وضع يده على فروة رأسه يُعيد خصلات شعره للخلف بعنف و هو يهتف بفحيح:
"و ماله نلعب شوية"

ذهب خلفه و رُسم على وجهه ابتسامة زائفة ثم جلس بجانب "غزل" التي ترمقهم بغموض و كأنها تستعد لشيء ما، لاحظ "رحيم" نظراتها تلك و سألها بخفوت:
"غزل مالك؟"

ردت "غزل" بنفس الخفوت:
"بابا تعالى المكتب في موضوع مهم"

أردفت و هي تنهض و على ثغرها ابتسامة مُصطنعة:
"تشرفت بمعرفتكم.. يلا يا بابا"

نهض "رحيم" و اتبع "غزل" لغرفة المكتب تحت أنظار "آدم" المتعجبة، استفاق من دهشته على صوت "منصور" حينما قال:
"فكرت يا آدم في المشروع؟"

رد "آدم" مُبتسمًا:
"أكيد و موافق طبعًا"

ظهر الابتسامة الخبيثة على ثغر الآخر و ابنه الذي سوف يقوم يرقص فرحًا لنجاح خطتهم.

في داخل غرفة المكتب، جلست "غزل" أمام أبيها ثم قالت بجدية:
"بابا العملية الجديدة بتاعتي هي منصور.. و لازم اخد الاجراءات اللازمة"

غَــزل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن