الفصل الرابع عشر "صرخت بألم شديد"

1.1K 67 0
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا أشبهُ المُتأخر على موعد القطار
فسائقه يقود الصاعدين إلى وجهتهم
بينما أنا أقفُ حائرًا أرمقه من بعيد
أُشاهده و هو يبتعد عن مَرمىٰ عيني
نظرتُ لـ أحلامي التي تذهبُ من أمامي
و أدركتُ حينها أن هذا العالم بأكمله فانٍ.
ندي الزيني "حــوريــة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلست على طرف فراشها تتصفح الهاتف بملل فهي اخذت اجازة من المشفى لكى تسترخي قليلًا و لكن ها هي تمل من جلستها تلك، اردفت بتأفف:
"انا غبية اهو زهقانه و مش عارفه اعمل ايه"

اهتز الهاتف نتيجة اشعار جديد اتى لها عبر احد تطبيقات التواصل الاجتماعي، عقدت ما بين حاجبيها عندما شاهدت رقم غريب ارسل لها عدة صور على تطبيق "الواتساب" دخلت لغرفة الدردشة بأيدي مرتعشة، سحب الانفاس من حولها من وهل الصدمة، ارتجف جسدها بخوف اكثر عندما كتب لها المُرسل:
"اتمنى الصور تعجبك يا دكتورة.. و الوقتي لو منفذتيش الكلام.. عارفه الصور القمر دي كل مصر هتشوفها"

ابتلعت "فاطمه" الغصة في حلقها بصعوبة شديدة و امسكت الهاتف بإحكام و كتبت له بأيدي مرتجفة:
"انتَ عايز مني ايه.. و جبت صوري منين؟!"

ظهر اشارة فوق الدردشة تدل على انه يكتب الآن و في خلال ثواني مرت على "فاطمه" وقت عصيب كُتِب:
"انا مين فانتِ كده كده هتعرفي.. عايز ايه.. ركزي معايا كده يا حلوة تعاليلي كافيه *** مستنيكِ و لو مجتيش الصور الحلوة دي انتِ عارفه مصيرها ايه"

انهى حديثه بتهديد ظاهر للعيان، القت "فاطمه" الهاتف بعيدًا و اخذت تجهش في بكاء عنيف، صرخة متألمة خرجت من حنجرتها تعبر عن وجع قلبها، أتت والدتها "سعاد" من الرُدهة و وضعت يدها على صدرها سائله بصدمة:
"فاطمه مالك؟!.. حصل ايه؟!"

لم ترد "فاطمه" عليها بل لا يتغير شيء من حالتها، اخذت تهذي بكلام مُبهم قليلًا و لكن استشفته والدتها:
"هو.. صوري معاه.. صوري"

اقتربت "سعاد" اكثر و اخذتها بين ذراعيها بحنان و قالت بصوتها الرقيق:
"براحة يا فاطمه قولي حصل ايه براحة"

بدأ ارتجافه جسدها يهدأ قليلًا و خرجت من بين ذراعي والدتها و هتفت ببكاء عنيف:
"انا.. انا كنت قاعدة ماسكة الفون عادي و بعدين واحد معرفوش دخل عندي واتس و بعت ليا صوري.. صوري و عامل عليهم حاجات مش مظبوطه و بيقولي ان هيفضحني بيهم لو مروحتش على المكان اللي هو قاله"

صُدمت "سعاد" من حديث ابنتها و قالت بتسرع:
"انا جاية معاكِ مش هسيبك تعالى البسي بسرعة و انا هخرج لأختك اقولها ان احنا خارجين"

اومأت لها "فاطمه" موافقه و نهضت من جلستها بصعوبة و شرعت في تغيير ملابسها بعقل واهن، فشعورها عندما تسمع انها سوف تفضح امام الجميع بدون وجه حق يمكن ان تدخل في حالة من الخوف و الجنون مِثلها مِثل الفتيات التي تعرضت لهذا و تمت فضيحتهم و لكن هي سوف تُفضح مِثلهم؟!.
هزت رأسها بالرفض كأنها ترفض تلك الافكار التي تراودها و قالت بخفوت:
"هشوف طلابته و هعملها حتى لو كان موتي"

غَــزل✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن