10_الحلقة العاشرة

57.4K 2.9K 804
                                    

"الحلقة العاشرة"
"تعافيت بك يوم الجمعة"
_________________________

  "اخبريني كيف لقلبٍ أنتِ مأواه أن يحيا بدونِك؟ خبريني كيف أتخذ وطنًا آخر غير عيونك"
_________________________

شعرت برائحته خلفها فالتفتت له و سرعان ما شهقت بفرحةٍ حينما وقع بصرها عليه لتسأله بلهفةٍ:

"أنتَ جيت بجد ؟! مش تهيؤات"

ابتسم لها و هو يقول بصوتٍ رخيمٍ:

"لكل مَرءٍ مَوطِنَهُ وأنا بدونِ عَيناكِ غريبًا"

رمشت ببلاهةٍ فيما غمز هو ثم قال لها بمرحٍ كعادته:

"خلاص يا ست الكل طالما سكتي يبقى كدا اتثبتي"

اقتربت "خديجة" منه تقول بصوتٍ مختنقٍ من شدة فرحتها و حماسها:
"بجد جيت ازاي ؟! مش قولت وراك شغل و ماجتش معانا من الأول ليه ؟!"

حرك كتفيه ببساطةٍ ثم قال بسخريةٍ يقصد يمازحها:
"عادي لقيتهم حَلوها في الشغل و كان المفروض أنزل موقع و اتابع بس فيه واحد زميلي هناك، قولت ياض روح أجبر بخاطر حبايبك، هيبقى لا دنيا ولا آخرة"

ابتسمت هي باتساعٍ أكثر و قد تشبثت بذراعه ثم قالت بنفس الحماس:
"كدا أنا هتطمن إن الدنيا مش هتتعك، المهم قولي هو اللي عامر و وليد بيعملوه دا مش كارثة ؟!"

تحولت نبرتها من الحماس للقلق المفرط حتى اشرأب هو برأسه يطالع الوضع حوله ثم نظر لها و هو يقول بمرحٍ:

"ماله بس ؟! ما الواد عامل شغل عالي أهو ربنا يكرمه، طب دا عامل ليلة عنب اهو، بصي الناس فرحانة ازاي ؟!"

التفتت تطالع الوضع خلفها و قد ارتسمت البسمة البلهاء على ثُغرها حينما وجدت كِبار السن يصفقون مع بعضهم بحماسٍ و "عامر" يطرق على الدف و "وليد" يعاونهم في الجلوس و "حسن" يتابع التصوير لهم مع الصغار.

سحبها "ياسين" معه دون أن يتحدث بكلمةٍ واحدة ثم اقترب من الناس حتى ركض نحوه الصغار بأكملهم فرحين برؤيته، و أولهم "جاسمين" التي صرخت باسمه و هي تركض له بقولها:

"بــابــا.....أنتَ جيت ؟!"

حملها بين ذراعيه ثم قبل وجنتها و قال بمرحٍ يمازحها:
"آه جيت علشان عارف إنك ممكن تعملي مصيبة كدا ولا كارثة كدا، قولت أجي"

صفقت بكفيها ثم طوقت عنقه بذراعاها الصغيرين و هي تبتسم بينما هو انزلها ثم اقترب من الشباب حتى سأله "وليد" باستفزازٍ:

"نعم ؟! جيت ليه ؟! مش وراك شغل ومش فاضي ؟!"

بادله النظرة المزدرية بمثيلتها ثم قال بسخريةٍ:

"جيت علشان آدب أشكالك"

تبادلا النظرات التهكمية بينهما ثم انخرطوا جميعًا في الترحيب بالناس و تقديم الهدايا لهم و خصيصًا حينما وقفوا الصغار وسط كِبار السن يرحبون بهم كما اعتادوا و تعلموا من "خديجة".
_________________________

يوم الجمعة (تعافيت بك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن