"الحلقة الثالثة"
"تعافيت بك يوم الجمعة"
_________________________"و كأنني تمنيت نجمة فأكرمني بالله بالقمر"
_________________________في شقة "ياسين" ظل "يزن" يشاكس شقيقته حتى صرخت فيهما "خديجة" و حملتهما نحو غرفتهما حتى يخلدا للنوم، بينما "جاسمين" جلست كعادتها بهدوءٍ تمسك الكتاب الذي جلبه لها "ياسين"، كتاب يحكي عن الأساطير و الأميرات في قديم الزمن، على الرغم من قرائتها الضعيفة لكنها كانت تحاول تقرأ الكلمات المكتوبة، فقد كان هوسها يزيد شغفها في الانغماس بذلك الكتاب، كانت ترى الصور الموجودة بداخله و هي تبتسم و تغلق عيناها لعلها ترى نفسها أحداهن، جلست في الشُرفة و بجوارها القطة "خدوش" التي تلزمها كعادتها لم تفارقها.
في الغرفة بالداخل نام الصغيرين كليهما على فراشه و "خديجة" امامهما على المقعد الخشبي تضم ذراعيها على بعضهما و هى تراقب احاديثهما الكبيرة و التي تتنافى مع صغر عمرهما، حيث قال "يزن" بصوته الصغير:
"يا ماما فاكرة لما قولتيلي لو عاوز حاجة اعملها لغيرك ؟! أنا عملت كدا و كنت فرحان"
عقدت ما بين حاجبيه و هي تنظر له بكامل تركيزها، فيما أضاف هو مُفسرًا:
"في الحضانة كان فيه ولد معايا مش معاه سندوتشات، كان معاه فلوس بس، أنا اديته من أكلي، و لما هو جه يديني الفلوس خدتها منه، و جيبت عصير و اديتهوله، كدا أنا حلو ؟!"ابتسمت له بفخرٍ ثم اقتربت منه تقبل وجنته و هي تقول بمرحٍ:
"كدا أنتَ أحلى الحلوين كلهم يا روح ماما، فرحانة بيك اوي"رد عليها مُسرعًا:
"هو قالي إن جده تعبان و مامته مش بتعرف تسيبه، و باباه مش بيعرف يعمل أكل علشان كدا بيديله فلوس، بكرة بقى اعملي لينا إحنا الاتنين أكل إيه رأيك.؟!"ردت عليه بحبٍ:
"حاضر عيوني الاتنين، بس متقولش لحد من صحابك، طالما عملت حاجة حلوة، متعرفش حد"قبل أن يسألها هو تدخلت "جاسمين" تسألها بتعجبٍ:
"ليه يا ماما ؟! طب ما هو عمل حاجة حلوة يقول و خلاص، مش احسن ما يعمل حاجة وحشة"تنهدت "خديجة" بعمقٍ ثم قالت:
"بصي، لما أعمل الحاجة و امشي أقول أنا عملت، كدا أنا مش كويس، علشان أنا ممكن ازعل الشخص اللي عملتله، يعني صاحب يزن دا، صغير أكيد و متضايق علشان مامته، مينفعش يزن يقول لباقي صحابه، كدا هو هيجرح صاحبه، افتكر الجملة اللي بابا علطول يقولها، الجدع بيخدم و ينسى، و كدا كدا كل حاجة بنعملها بترجع لينا"سألها تلك المرة "يزن" بقوله:
"إزاي ؟! يعني حد هييجي تاني يديني سندوتشات لما جدو طه يتعب ؟!"ردت عليه هي بسرعةٍ هدأت مع خروج كلماتها:
"بس يا جزمة !! بعد الشر، مش قصدي حرفيًا كدا، بس اقصد يعني الموقف، يعني مثلًا لو اتحطيت في موقف و عاوز مساعدة، من غير ما تطلب هتلاقي اللي يساعدك، علشان أنتَ مسبق بالخير، فهمتني ؟!"
أنت تقرأ
يوم الجمعة (تعافيت بك)
Mizahحلقات خاصة من رواية تَعَافَيْتُ بك في كل مناسبة و كل جمعة و كل عيد و مناسبة حتى عيد العمال