مِسك الـخِتام

45.1K 2.6K 533
                                    

"مع أول ضحكة لكل بيبي صغير في جنية جديدة بتتولد"

_"تنة ورنة"

_______________________


"عمار".."عمار" أنا بولد والمرة دي بجد..

صرخت بها "خلود" ليلًا وهي تدفعه في كتفهِ بينما هو تململ في نومتهِ وأولاها ظهره فهذه هي العادة التي التزمتها هي منذ ما يقرب الأسبوعين، كاد أن يستمر في نومهِ هربًا من أوهامها لكن بكاؤها وهي تصرخ متأوهة بألمٍ جعله ينتفض وهو يطالعها بفزعٍ وحينها توسلته ببكاءٍ جعله يقف أمامها حائرًا ومدهوشًا، هيئتها المتألمة وتوسلها جعله يحسم أمره سريعًا وخطف هاتفه ثم توجه إليها يعاونها في ارتداء ملابسها بكلا كفيه في حين أنه أسند الهاتف على أذنهِ بكتفهِ حتى جاوبه شقيقه بنبرةٍ ناعسة محشرجة إثر نومه:

_إيـه يا "عـمار" فيه إيه؟

هتف الأخر بلهفةٍ وهو يقوم بتغطية رأسها بالحجاب لكن صوته خرج مفزوعًا بسبب رهبة الموقف عليه:

_"خلود" بتولد يا "عـامر" جهز العربية لحد ما أجيلك، بسرعة بالله عليك.

أغلق الهاتف ووضعه في جيب بنطاله البيتي ثم سحب حقيبة الأشياء الخاصة بالمولود ووضع بها نقوده وحافظة نقوده ولازال يمسك كفها يدعمها وهي تضغط عليه متحاملة على ألامها فيما أنهى ما يفعله ثم أسندها وهو يقول داعمًا لها بنبرةٍ دافئة حنونة:

_متقلقيش، أنا معاكِ أهو، يلا يا حبيبتي يلا.

حركت رأسها موافقةً وبكت مُجددًا وهي تشعر بارتفاع الألم عن الحد المعقول فحاول هو إلهائها وهو يقوم بفتح الباب وقد ابتسم يمازحها بقولهِ:

_لأ يا منعنع، شدي حيلك كدا، مش بعد القوة دي كلها، البلية اللي جواكِ دي تخليكي تعيطي كدا، يلا يا خوخة.

ابتسمت رغمًا عنها ورفعت عينيها له بصمتٍ فوجدته يبتسم هو الأخر ثم شاكسها ولازال يُلهيها بدهاءٍ وهو يقول:

_أظن كدا مبقاش عندك حِجة خلاص، تولدي وبعدها نشوف المنعنع كتير بقى، إجازة الوضع دي خلصت خلاص.

ضحكت "خلود" من بين دموعها ولم تنتبه أنها وصلت إلى مدخل البناية ولإ حتى لألامها طوال هذه المسافة إلا حينما ركض لهما "عـامر" بخوفٍ ثم فتح لها باب السيارة وأخذ الحقيبة من شقيقهِ الذي جلس بجوارها وضمها إليه ماسحًا على ظهرها وهي تصرخ بألمٍ.

على الجهة الأخرى كان "ياسين" مستيقظًا في شقة والده برفقة دميته الصغيرة "جاسمين" التي سهرت رغمًا عن الجميع وما إن أخبره "عامر" تحرك مسرعًا نحو زوجته في غرفته لكي تذهب إلى شقيقتها وتكون معها، وقد استيقظت والدته على إثر تحركهم وسألت بقلقٍ حتى جاوبتها "خديجة" بخوفٍ على شقيقتها:

يوم الجمعة (تعافيت بك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن