"الحلقة الواحد والثلاثون"
"تعافيت بك يوم الجمعة"
________________________في نهاية المطاف حدث ما تمنيناه، والدار أصبح أمانًا.
________________________الحدث غريب في موقفٍ أغرب، مولودٌ جديدٌ للعائلة في ظروفٍ غير مناسبة، حالة توتر سادت الأجواء وتخبط جعلتهم يقفون بأعصابٍ مشدودة وترقب وقد ركض الكبار والصغار نحو البيت وقامت "عفاف" بتولية هذه المهمة ومعها نساء العائلة والأخرى تصرخ بوجعٍ من الألم الذي تفرق بجسدها، وببطنها.
وقف "أحمد" في الخارج تائهًا والقلق يدب في اوصاله مما جعله مرتعدًا وسأل بضياعٍ شوش حاله وغير نبرة صوته:
_هي مالها يا جماعة ؟؟ ماهي ولدت قبل كدا ودا محصلش
جاوبه "رياض" مُطمئنًا له بنبرةٍ هادئة دافئة:
_متقلقش هي بتولد طبيعي وأكيد مش زي المستشفى بدون ألم، ربنا يخرجهالكم بالسلامة، متقلقش.
حرك رأسه موافقًا وثبت أنظاره على الغُرفة، بينما وقفت "خديجة" تحمل "ليلى" الصغيرة على ذراعيها تربت عليها والأخرى في عالمٍ آخر لم تدر بما يدور حولها، مرت دقائق أخرى قليلة تبعها صوتٌ صغيرٌ أقرب في درجته لمواء هرة صغيرة جعلت التلهف والإبتسامة تظهر على الأوجه وأولهم "أحمد" الذي ركض تجاه الباب فوجد والدته تخرج له وهي تقول بنبرةٍ فرحة:
_مبارك يا روح قلبي ألف مبروك، يتربى في عزك.
سألها بلهفةٍ قلقة وهو يحرك عينيه يحاول الوصول لهما:
_طمنيني يا ماما، اخبارهم إيه، هي كويسة صح؟؟
حركت رأسها موافقةً فاقترب منه "طه" يربت عليه وهو يقول بنبرةٍ هادئة ووجهٍ مبتسمٍ:
_يا واد خير إن شاء الله، هي بس علشان مفاجأة، متقلقش إن شاء الله تشوفهم بخير.
حرك رأسه موافقًا وتنهد بعمقٍ بينما في الداخل تولت النساء أمر "سلمى" وتنظيف المولود بعد قطع الحبل السُري الذي ربط الأحشاء ببعضها وكذلك ربط بين قلب المولود ووالدته، وبقطعه ينشأ الرابط الأقوى وهو رابط الحُب والألفة بينها وبين الصغير، وبعد مرور ساعة تقريبًا من العمل المستمر وركض الفتيات والنساء خرجت "خديجة" بالصغير على يدها وهي تقول بتأثرٍ:
_أمسك يا حبيبي، يتربى في خيرك وعزك يا رب.
حمله من يديها على كفيه لينبض قلبه مرةً أخرى بنفس الطريقة التي نبض بها أول مرة حينما حمل مولدته الأولى، قشعريرة لذيذة ضربت جسده بالكامل، كما أن هناك رجفة سارت في جسده كما الكهرباء، وقع بصره على الصغير بين كفيه ولم يشعر بنفسه سوى وهو يحتضنه ثم قبل رأسه وهتف بنبرةٍ خافتة مُحشرجة:
أنت تقرأ
يوم الجمعة (تعافيت بك)
Humorحلقات خاصة من رواية تَعَافَيْتُ بك في كل مناسبة و كل جمعة و كل عيد و مناسبة حتى عيد العمال