7_الحلقة السابعة

61.4K 3.2K 861
                                    

"الحلقة السابعة"
"تعافيت بك يوم الجمعة"
_________________________

"لا تسأليني لماذا أنتِ، فمن وسط عالمٍ مليئًا بالرفضِ؛ أتيتِ أنتِ لتصبحي قبولي الوحيد"
_________________________

احتضن "مازن" شقيقه و هو يقول بصوتٍ متقطعٍ من البكاء:

"زعلوني يا زياد، كنت فاكرهم صحابي و أنهم هيخلوني معاهم، بس طلعوا كدابين، أول مرة أزعل كدا و أحس إن قلبي بيتكهرب"

عبارات رغم صغر سنه وصف بها الشعور المقيت الذي يشعر به للمرة الأولى، و كأنه لأول مرة يتذوق تلك المرارة في حياته، بينما البقية انتابتهم حالة ذهولٍ من حديث الصغير الذي تسبب بحزنهم، لذا أقترب منه "وليد" بلهفةٍ يجلس بجواره ثم أخذه بين ذراعيه و هو يقول بنبرةٍ هادئة:

"هما مش صحابك يا مازن، دول زمايل مش أكتر، مجرد مكان جمعك سوا بيهم، كل اللي يربطك بيهم معاملة طيبة و خلاص لحد كدا إنما الصحاب بجد، بيفكروا في شعور صاحبهم و ازاي يكون وسطهم زيه زي الباقي، أوعى تزعل نفسك علشان ناس متستهلش دا"

مسح دموعه ثم ابتعد عنه يقول بنبرةٍ غلفها الحزن:
"هما لما كانوا بيحتاجوا حاجة مني كنت بعملها، علطول كنت برسم ليهم و اساعدهم في النشاط و مالك دا لما راح من غير تيشيرت الألعاب أنا أديته التيشيرت بتاعي، لما هو عمل عيد ميلاده مقاليش ليه ؟!"

رد عليه "وئام" يمازحه:
"أحسن ياض وفر تمن الهدية"

انفلتت ضحكة خافتة من الجميع، بينما "طارق" جلس على ركبتيه أمام الصغير و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"بص !! مش هقولك متزعلش بقى و أنتَ راجل مش عيل و الكلام اللي ميأكلش عيش دا، بس هقولك إنك بتاخد دروس تعرفك مين هما صحابك، الموقف دا تزعل منه لو خرج من فارس ابن عمك او من علي أو من يونس، عمر، زين، دول كلهم صحابك بجد، إنما دول أغراب عنك و عن قلبك يا مازن، هقولهالك بطريقة أبوك...
اللي متعرفش تغيره....غوره"

زادت الضحكات أكثر بينما "جميلة" أقتربت منه تجلس بجوار زوجها و تمسك بكفي الصغير و هي تقول بنبرةٍ هادئة:

"الصحاب مش كدا يا مازن، الصحاب بجد بيخافوا على مشاعر بعض، بيراعوا بعض، مش مجرد ناس و خلاص، مش علشان صورتين و خروجة مع بعض بقوا صحابك، لأ، افتكر موقف سيدنا محمد و أبى بكر، و قوله تعالي:

‏{ إِذْ يقُولُ لصَاحِبِه لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }

تنقطع أسباب المخلوق فيرتجف الفؤاد كما ارتجف فؤاد الصديق في الغار فثبته الحبيب ﷺ

( لاتحزن إن الله معنا )

أعظم صحبة تلك التي تخفف عنك عناء الحياة والتي تواسيك وقت الضيق و أفضل صديق من احبك في الله ، و ذكرك بالله ويُعينك على طاعته ، وخوَّفك من غضبه ، ورغَّبك في لقاءه فذلك خير الزاد ليوم المعاد.."

يوم الجمعة (تعافيت بك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن